اعلان

علماء الأوقاف: صلة الأرحام من علامات الإيمان.. وتجعل المجتمع قويًا ومتماسكًا

نظمت وزارة الأوقاف ندوة دينية من مسجد “مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه)”بمحافظة القاهرة بعنوان :”صلة الأرحام” ، حاضر فيها كل من الدكتور محمد الشحات الجندي رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان ، والدكتور أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بالوزارة ، بحضور جمع غفير من رواد المسجد.

وفي كلمته أكد الدكتور محمد الشحات الجندي أن صلة الأرحام قيمة عظيمة من قيم الإسلام , والتي حث عليها , ليعيش المجتمع كله في أمن وأمان وسلم وسلام ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ ، فَقَالَتْ : هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ : بَلَى ، قال : فذَلِكَ لَكِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه ( صلى الله عليه وسلم ): اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ : “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ” ، و جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) صلة الرحم من علامات الإيمان، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ” ، مبينا أن لصلة الأرحام فوائد عظيمة ، وآثارًا جليلة تجعل المجتمع قويًا , ومتماسكًا , ومترابطًا , ونسيجًا واحدًا , كما أن صلة الأرحام معلم من معالم المسلمين ، حيث وصفهم الله (تعالى) بقوله: “أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ، الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ ، وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ” ، وقوله سبحانه : “وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّه “.

وفي ختام كلمته بين أن قطيعة الرحم جريمة كبرى و فساد عظيم قال تعالى :”وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ “، وقطيعة الرحم تجعل الإنسان بعيدًا عن رحمة الله (عز وجل) حيث يقول نبينا (صلى الله علي وسلم) : ” لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِم”.

وفي بداية كلمته أكد الدكتور أشرف فهمي أن صلة الرحم قضية مجتمعية لفت القرآن الكريم عقولنا إليها في تسع عشرة آية ، ليؤكد على أهميتها في هذه الحياة ، يقول تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”، وفي دعوة صريحة لتفقد الأهل ، وتعاهد الأقارب وأولي الأرحام ، أمر الله بإعطائهم من الحقوق الواجبة لهم على أقاربهم الأغنياء ، من بر وصدقة ، قَال اللَّهِ تعالى :”وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ”، وَقَالَ تعالى :”وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ” ، فَأَوْجَبَ الله تَعَالَى حَقَا لذَوي الْقُرْبَى والأرحام ، وَافْتَرَضَ الإِحْسَانَ إليهم , وما أعظم أن يَتفقَّدَ الإنسان المؤمن أهله وأقاربه وبخاصة في العيد ، وأنه ينبغي على كل منا أن يبادر اليوم بصلة رحمه ، وأن الواصل الحقيقي هو من يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويحسن إلى من أساء إليه ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا” ، وعَنْ سيدنا أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِني ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَىَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَىَّ ، فَقَالَ: ” لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ” .

كما أشار إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حث على صلة الأرحام , وأنها تطيل العمر , وتوسع الرزق , وتزيد التماسك والترابط المجتمعي ، وترسخ قيم المحبة والمودة والعيش المشترك بين البشر جميعًا ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ، مبينًا أن صلة الرحم لها أبواب خير كثيرة : فتكون بزيارة الأهل ، وبالكلمة الطيبة ، والابتسامة مما يزيد في الألفة ويقوي المحبة والتراحم والتكافل بين ذوي الرحم والقرابة ، وأنه لا بد من بث روح التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحكومة تكشف أسباب تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء ساعتين