اعلان

غموض الجنوب اليمني.. هل انسحب الانفصاليون حقا من عدن؟.. محللون: ماحدث بالعاصمة المؤقتة يعكس خلافا أوسع بين الرياض وأبوظبي

كانت الحكومة اليمنية الشرعية أعلنت، أمس السبت، انسحاب الانفصاليين الجنوبيين، من المرافق الحكومية الرئيسية في مدينة عدن التي كانوا استولوا عليها الأسبوع الماضي. لكنهم، وفقاً لموقع "ميدل إيست آي"، أحكموا سيطرتهم، في الوقت ذاته، على مواقع عسكرية تمنحهم السيطرة على الميناء الجنوبي، وهو المقر المؤقت للحكومة اليمنية الشرعية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية.

ذلك التحالف الذي تدخل عسكرياً في اليمن في مارس من عام 2015 لدعم حكومة عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا بعد أن استولى الحوثيون على السلطة في العاصمة صنعاء عقب انقلاب أواخر عام 2014.

اقرأ أيضاً: داخلية حكومة هادي تعلن تعليق أعمالها في عدن

يعتبر الانفصاليون عنصرا رئيسيا في التحالف المناهض للحوثيين، لكن الحرب أعادت إذكاء التوترات القديمة. حيث كانت جنوب اليمن دولة مستقلة حتى اندمجت مع الشمال في عام 1990. وانتهت محاولة الانفصال المسلح بعد أربع سنوات باحتلال القوات الشمالية مناطق الجنوب، مما أدى إلى استياء استمر حتى يومنا هذا.

قال وزير الإعلام في حكومة "هادي"، معمر الإرياني، على موقع تويتر، إن أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي انسحبوا من مقر حكومة هادي والمحكمة العليا والبنك المركزي بالإضافة إلى مستشفى عدن الرئيسي.

وأضاف الإرياني أن الاستعدادات جارية أيضا لسحب المقاتلين الذين دربتهم دولة الإمارات العربية المتحدة من وزارة الداخلية ومصفاة عدن النفطية.

اقرأ أيضاً: المجلس الجنوبي اليمني: وجهات نظر إقليمية ودولية داعمة لتحركنا الأخير في عدن

كانت حكومة هادي رفضت الدخول في محادثات مع الانفصاليين حتى ينسحبوا من المواقع التي استولوا عليها في قتال مميت الأسبوع الماضي.

ووفقاً لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، فإنه وعلى الرغم من أن الإمارات هي الشريك الرئيسي للسعودية في التحالف العربي، لكنها قامت بتدريب وتجهيز الانفصاليين كجزء من جهودها لتعزيز السيطرة على الجنوب.

وكان المقاتلون الانفصاليون قد طردوا الأسبوع الماضي قوات الحزام الأمني الموالية لهادي مما كان عاصمة الجنوب الذي كان يتمتع بالاستقلال في السابق، وذلك في اشتباكات خلفت نحو 40 قتيلاً.

وبدوره، أدان التحالف الذي تقوده السعودية الاستيلاء على المدينة وحث الانفصاليين على الانسحاب لتمهيد الطريق أمام محادثات السلام. وسافر وفد عسكري سعودي-إماراتي إلى عدن، الخميس، لمناقشة تفاصيل انسحاب الانفصاليين.

اقرأ أيضاً: المجلس الانتقالي اليمني ينفي الانسحاب من المواقع العسكرية في عدن

وأمس السبت، شاهد صحفيو وكالة "فرانس برس" مركبات عسكرية سعودية وإماراتية منتشرة حول المواقع التي أخلاها الانفصاليون. وأضافوا أن القصر الرئاسي وضع تحت الحماية السعودية الإماراتية.

وقال التحالف في بيان، أمس السبت، إن المواقع التي يحتلها الانفصاليون في عدن سيتم تسليمها إلى الحكومة تحت إشراف التحالف.

كما دعا التحالف جميع القوى إلى "الاتحاد من أجل إحباط خطة إيران المدمرة في اليمن" ومنع هجمات الفصائل المسلحة بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.

حيث اتهمت كلاً من السعودية والإمارات، إيران مرارًا بتزويد المتمردين الحوثيين بالأسلحة، بما في ذلك الصواريخ البالستية، وهو اتهام نفته طهران باستمرار.

ومن جانبها، تحاول الأمم المتحدة تنفيذ اتفاق سلام متوقف في مدينة الحديدة الساحلية وتمهيد الطريق لإجراء محادثات سياسية لإنهاء الحرب التي دفعت اليمن إلى حافة المجاعة.

وبدوره، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إن الأحداث في عدن أظهرت أن التحالف في أزمة وأن هادي كان عاجزًا، وفق ما أوردته رويترز.

اقرأ أيضاً: التحالف العربي: قوات الحزام الأمني تبدأ العودة إلى مواقعها السابقة في عدن

ونقلت قناة المسيرة التابعة للجماعة عن عبد الملك الحوثي قوله: "أولئك الذين ساندوا المعتدين، ليس لديهم سلطة أو حرية لكنهم خاضعون للسعودية والإمارات".

وفي الوقت نفسه، قامت السفارة اليمنية في واشنطن، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بنشر بيان لوزارة الخارجية، على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، يرحب بالمبادرة السعودية للتصدي لـ "الانقلاب" في عدن.

وقالت إن الانفصاليين "يجب عليهم أولاً الالتزام بالانسحاب الكامل من المناطق التي تم الاستيلاء عليها قسراً" في الأيام القليلة الماضية قبل بدء أي محادثات.

وأطلقت الطائرات الحربية التابعة لقوات التحالف قنابل على عدن بالقرب من المعسكرات التي يحتلها المقاتلون الانفصاليون بعد أن جدد التحالف دعوته للانسحاب من المواقع الحكومية، وحث كافة القوات في الجنوب على التركيز على قتال الحوثيين. وقبِل المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي تلك الدعوة لإجراء محادثات سلام.

وبحسب "ميدل إيست آي"، فإن محللين يقولون إن التوتر بين حكومة هادي والانفصاليين يعكس خلافاً أوسع بين الرياض وأبو ظبي يهدد بتقويض معركتهم المشتركة ضد الحوثيين.

كانت الإمارات دعت إلى الحوار دون أن تطلب مباشرة من القوات الجنوبية التنازل عن سيطرتها على مواقع هامة في عدن. وتريد السعودية استضافة قمة لإنهاء الأزمة. فيما تقول حكومة هادي إنها لن تحضر قبل أن يتراجع الانفصاليون عن ما تسميه "انقلابهم".

وعلى الرغم من مرور قرابة خمس سنوات على التدخل العسكري من قبل التحالف، يظل المتمردون الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء والكثير من شمال البلاد ذا الكثافة السكانية الأكثر.

ونفذ المتمردون أيضا سلسلة من الهجمات بالصواريخ وطائرات بدون طيار عبر الحدود استهدفت حقول النفط السعودية والقواعد الجوية وغيرها من المنشآت في الأشهر الأخيرة فيما وصفته بالانتقام من الحرب الجوية التي قادتها السعودية في اليمن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً