اعلان

حب عاش للأبد.. الموت يخطف عروسا الدقهلية في ليلة زفافهما (صور)

كتب : عمروعلي

تعاهدا أن يظلا معًا، أن يبقيان دون فراق مهما كانت الأسباب، رسما سويًا مشاهد حياتهما وكيف ستمضي أوقاتهما داخل عش الزوجية الذي انتظرا كثيرًا أن يجتمعا تحت سقفه، كان يحلمان بالسعادة، يُقسمان أن يجعلا البيت جنة مملوءة بالحب والبهجة؛ إلا أن القدر لم يكن رحيمًا بهما، فقد رسم ملك الموت مشهد النهاية في ليلة العمر، ليفارق "محمد إبراهيم محيي"، و"سارة جمعة"، عروسا قرية منشأة البدوي التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، الحياة وهما في طريقهما لحضور حفل زفافهما.

اقرأ أيضًا.. مصرع عروسين أثناء زفافهما في الدقهلية

مساء أمس الأحد، كانت أجواء الفرح والبهجة والسعادة، تزين سماء منشأة البدوي التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، الجميع جاء ليشارك "محمد"، صاحب 21 عامًا، و"سارة" ذات 18 ربيعًا، فرحتهما بـ"ليلة العمر"، الشاب المُقبل بمشاعر مُفعمة بالمحبة على حياة جديدة وجه - منذ أيام مضت - لأهالي منشأة البدوي دعوة لحضور حفل زفافه: "أهلى وجيرانى وأصدقائي.. أدعوكم لحضور حفل زفافي على الفتاة التي قررت أن تكون زوجتي في يوم الأحد 1 سبتمبر المقبل، ويسعدني حضوركم الذي لن تكتمل فرحتي إلا به".

اقرأ أيضًا.. شواطئ الموت.. الضحايا "فقراء".. والجاني "إهمال المسئولين" (ملف)

الجميع جاء مبتهجًا وسعيدًا بمشاركة "محمد" و"سارة" الفرحة، التي انتظراها بعد عام ونصف العام من خطبتهما. لم يخطر بذهن أحدٍ من أهالي منشأة البدوي التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، أن يُسدل الموت الستار على قصة حب العروسين، التي تأجل الاحتفال بها 3 مرات، في كل مرةٍ كان "محمد" و"سارة" يحددان موعد ليلة الزفاف، وتؤجل الفرحة لظروف خارجة عن إرادتهما، كان آخرها وفاة والد العريس.

ليلة الأمس، كانت استثنائية؛ فالأمور منذ الصباح تسير بشكل طبيعي ولم يظهر أي طارئ يعكر صفو فرحة العروسين، خاصة وأن "محمد" حرص في الساعات الأولى من مساء أول أمس السبت، أن يصطحب حبيبته "سارة" ليلتقطا مجموعة من الصور (الفوتوسيشن)، تخليدًا لذكرى هذه الليلة. استمر التصوير عدة ساعات وسط حالة من الفرح والسعادة انتقلت من الحبيبين إلى جميع الأهل والأصدقاء الذين كانوا معهما، وعقب انتهاء التصوير أمسك "محمد" بأيدي "سارة"، وقال بصوت يسمعه الجميع: "أنا بحبك جدًا، ومش مصدق إن خلاص بقينا لبعض، وبعد ساعات هكون معاكي في بيتنا.. أعاهدك إني أفضل معاكٍ للأبد.. أعاهدك إن حبنا يعيش للأبد"، كان الشاب صادقًا في مشاعره، ولخص من خلال الجملة الأخيرة ما ينتظره هو وحبيبته.

اقرأ ايضًا.. مريضة 300 كيلو تكتشف حملها فجأة وتلد أثناء عملية تكميم بمستشفى جامعة المنصورة

في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، حرص "محمد" أن يرتب كل شيء من أجل أن تمر ليلة العمر بأفضل ما كان يرتب لها. هاتف حبيبته ليطمئن عليها ويجدد معه العهود قبل ذهابها إلى "الكوافير"، وعقب أن أنهى المكالمة راح يجهز الملابس التي سيرتديها في السماء؛ كانت بدلة سوداء، وهو نفس اللون الذي سيخيم على سماء منشأة البدوي بطلخا بعد ساعات قليلة.

جاء المساء، ارتدى "محمد" ثياب العُرس، واستقل سيارته ومن خلفه عدة سيارات تُقل الأهل والأصدقاء، وتوجهوا إلى "الكوافير"، وهناك أمسك بيد حبيبته "سارة" وجلسا معًا داخل السيارة متوجهين إلى القاعة المُقام بها الفرح، كان الجميع سعيدًا، النساء يطلقن الزغاريد، والشباب يغني ويرقص ويصفق، والحبيبين منتشيين بسكرة الفرحة، التي كانت سكرة الموت وهما لا يشعران، وفجأة سكت كل شيء، ولم يُسمع سوى بكاء وصراخ واستغاثات.

اقرأ ايضًا.. مش على الخريطة.. محافظ الدقهلية يحيل التخطيط العمراني للتحقيق لعدم إدراج شارع بحوض الزعفران

مات "محمد" و"سارة"، بعد أن انقلبت بهما السيارة التي كانت تقلهما إلى قاعة العُرس، وفي ليلة لن تُنسى شيع أهالي منشأة البدوي بطلخا جثامين الحبيبن من المسجد الكبير بالقرية، ووريا الثرى قبل أن تطأ قدماهما عتبات عش الزوجية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إنجاز ريال مدريد| رقم قياسي جديد ينتظر الأهلي قبل مواجهة مازيمبي