اعلان

لإقامة منطقة آمنة.. أمريكا تتدخل مرة أخرى في سياسة دمشق.. ماذا يحدث في شمال شرق سوريا؟

صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

رفرفت الأعلام الأمريكية على ظهر مركبات مدرعة تابعة للتحالف بينما كنات تطارد القرى الصغيرة في شمال شرق سوريا، حيث كانت تلك المناطق تابعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي، والمهددة الآن بهجوم من تركيا، ولتفادي العنف بين حلفائها على طول الحدود التي ساعدت في إخلاءها من مقاتلي داعش، زادت واشنطن من تورطها في هذا الجزء من سوريا.

قامت العربات المدرعة بدوريات في المناطق الحدودية، متعرجة لأميال بين الحقول الذهبية والمنازل المبنية من الطين والطوب، برفقة حلفائها السوريين،وفتشت القوات الأمريكية القواعد التي يسيطر عليها الأكراد لضمان إزالة الخنادق والسواتر الرملية، التي تعتبر تهديدًا من تركيا، ثم قامت طائرة بدون طيار تديرها القوات الأمريكية بتصوير المنطقة.

اقرأ أيضاً.. تعليق دمشق على تسيير دوريات أمريكية تركية مشتركة في "المنطقة الآمنة" بمنطقة الجزيرة

ويعتبر هذا جزء من اتفاق أنشأ غرفة عمليات مشتركة مع تركيا لاتخاذ تدابير لتخفيف التوتر، لكن تفاصيل الصفقة ما زالت قيد الإعداد في محادثات منفصلة مع أنقرة والقوات التي يقودها الأكراد في سوريا والمعروفة باسم القوات الديمقراطية السورية، أو قوات سوريا الديمقراطية.

وتتباين الآراء على نطاق واسع حول الغرض من هذه الإجراءات، لكن يبدو أن واشنطن تضيع الوقت لتفادي حدوث أزمة على طول الحدود بينما لا تزال قواتها منتشرة في سوريا.

وقال القائد الكردي خليل خلفو، رئيس المجلس العسكري الجديد في تل أبيض لصحيفة الجارديان البريطانية، والذي يخضع للإدارة المدنية: "ليست لدينا مشكلة مع الآلية الأمنية لتأمين مناطقنا"، حيث لديه 500 مقاتل في مجموعته ،معظمهم من القوات الديمقراطية السورية ووحدات حماية الشعب الأساسية، أووحدات حماية الشعب، والتي من المتوقع أن يحل محلها، وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب مجموعة إرهابية بسبب صلاتها بالأكراد داخل تركيا.

وقال خلفو في اشارة إلى الجدار الذي يحيط بقاعدته نريد أن نعيش في سلام وإذا كان هذا يخيف تركيا فسنغلقه علينا ،مضيفاً أنهم سيعيدوا تشكيل هذه القاعدة بعد أن اشتكت تركيا من أن الحوائط، التي تبعد حوالي كيلومتر واحد عن الحدود، تشكل تهديدًا.

ويذكر أنه في المرحلة الأولية، نظمت القوات التي يقودها الأكراد عمليات انسحاب من قواعد بطول 80 كيلومترًا (50 ميلًا) من الحدود، حيث قام فريق خلفو باستبدالهم في قواعد على طول الحدود في تل أبيض على امتداد 75 كم. قطاع آخر، رأس العين، يخضع لعملية تسليم مماثلة.

يتطلع خلفو إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من الجنود، حيث يقول المسؤولون إنه سيتم تدريب هؤلاء المجندين الجدد من قبل التحالف لضمان عدم وجود فراغ أمني أثناء تنفيذ الترتيبات الجديدة.

وفي سياق متصل،قال شون روبرتسون، المتحدث باسم البنتاجون، إن الخطة بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية وتركيا "تحافظ على الأمن في شمال شرق سوريا لمواجهة ظهور داعش وتسمح للتحالف وشركائنا بالبقاء في التركيز" على هذا الهدف.

تشير تركيا إلى المنطقة باعتبارها "منطقة آمنة" ولا تريد أي وجود للمقاتلين الأكراد السوريين على امتداد 50 ميلًا، وتقول إن الجنود الأتراك يجب أن يكونوا مسؤولين عن المنطقة الآمنة، والتي تقول إنه يجب أن يكون عمقها 30 كيلومترًا على الأقل، وفي بعض الحالات أكثر من ذلك، وهذا يعني الاستيلاء على معظم المراكز الحضرية ذات الأغلبية الكردية وكذلك المناطق الحدودية.

وتقول القوات التي يقودها الأكراد إنها لن تقبل القواعد التركية في المناطق التي تسيطر عليها - وهي بالفعل منطقة حظر طيران فعلية بسبب وجود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، يقولون إنهم لن يقبلوا إلا تفتيش أنقرة للمنطقة ما دام التحالف مشتركًا، لقد اتفقوا مع الأمريكيين على أن المنطقة يجب أن يتراوح عمقها بين أربعة و 15 كيلومتراً، ويقولون إنهم يتفاوضون بالفعل على إعادة عدد من السوريين الأصليين إلى المنطقة.

على بعد أميال قليلة من القاعدة ، توقفت المركبات المدرعة ومنسق قوات الدفاع الذاتى لتفقد خندق عميق على الجانب الأيسر من الطريق. وقال قائد قوات الدفاع الذاتى إن الإحداثيات المشتركة بين تركيا والقوات الأمريكية

وقال روبرتسون ، المتحدث باسم البنتاجون، إن التنسيق على أرض الواقع يدل على جهد "حسن النية" من جانب قوات الدفاع الذاتى لتنفيذ الآلية الأمنية.

خلال السنوات الثماني الماضية، سيطرت مجموعات مختلفة على منطقتها؛ بدءا من المعارضين، ومقاتلي داعش وأخيرا الإدارة التي يقودها الأكراد،وقال الرجلان، اللذان تحدثا دون ذكر أسمائهما لأسباب أمنية، إنهما لم يغادرا منزلهما رغم تغيير الأيدي وليس لديهما خطط للمغادرة رغم التهديدات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً