"الهولوجرام" التكنولوجيا التي أعادت الماضي.. تطبيقات التصوير التجسيمي تقود تطوير السينما والتعليم والسياحة

- 4مزايا لتقنية الهولوجرام في منع التزوير وتسجيل الصور

أخبرنا أجدادنا قديماً أن استحضار الأرواح وتجسيد حركات الغائبين من الموتى أ و الغرباء يلزمه الاعتماد على السحر أو اللجوء للدجالين والمشعوذين الأمر الذي تداولته الأجيال فيما بينها حتى حطمته تكنولوجيا المعلومات لتنقله إلى واقع ملموس يمكن تنفيذه بالاعتماد على تقنية الهولوجرام.

- ماهي تقنية الهولوجرام ؟؟

نوع من التكنولوجيا الحديثة التي تدخل عالمنا ، اشعة ليزر عبارة عن طيف من الالوان الثلاثية الابعاد يوحي للمشاهد بوجود الجسم في مكان ظهور هذا الطيف وكانه تجسيد حقيقي للواقع. فتمتلك تلك الاشعة خاصية فريدة تمكنها من اعادة تكوين صور الاجسام ثلاثية الابعاد وكانها انوار في الهواء بملامح واضحة فبالرغم من أنه لايوجد مصدر ضوئي أو شعاع أو حتى سطح لينعكس عليه الضوء.

- متى ظهرت تقنية الهولوجرام ؟؟

بدأت تلك التقنية في العقد الرابع من القرن الماضي وبالتحديد عام 1947 إثر محاولة العالم دينيس جابور لتطوير قوة التكبير في الميكروسكوب الإلكتروني فتوصل خلال تلك المحاولة للتصوير المجسم. غير أن التجربة تأخرت عدة سنوات لأن موارد الضوء لم تكن مكتملة لظهور التصوير المجسم والذي بدأ فعلياً بالتزامن ظهور الليزر أحادي اللون، عام 1960.

وظهر أول هولوجرام لشخص في العالم عام 1967 حتى نجح بعدها العالم لويد كروز في تنفيذ أول هولوجرام يضم الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد والسينماجرافي ذات البعدين عام 1972.

- كيف تعمل تقنية الهولوجرام...

يتطلب التصوير التجسيمي توافر عدة متطلبات أهمها وجود جسم محدد ليكون نقطة التصوير اضافة لمصدر للأشعة الليزرية ليسقط شعاعه على الجسم المستهدف تصويره بجانب "وسط تسجيل" ليجمع الأشعة المتفرقة من الجسم. ويشترط لنجاح التصوير التجسيمي أن يكون الجسم المستهدف تصويره مكون من مواد وبيئة مناسبتين لإظهار الصورة المجسمة الناتجة عن تقاطع الأشعة الليزرية في أبهى أشكالها.حيث يوجه جهاز الهولوجرام على مرايا متساوية السطح لشطر الأشعة الليزرية إلى شعاعين ثم اعادة اسقاط أحد هذين الشعاعين على الجسم فينعكس ذلك الشعاع على وسط التسجيل. بينما يتجه الشعاع الآخر مباشرة إلى وسط التسجيل بشرط ألا يتعارض مع الصورة الناتجة من الشعاع المنعكس عن الجسم لاحداث التناغم بينهما وينفذا الصورة المستهدفة بواسطة الهولوجرام.

- مجالات استخدام تقنية الهولوجرام..

تنحصر أنواع تلك التقنية في الشريحي الرقيق والآخر الحجمي السميك ويمكن الاستفادة منها في عدة مجالات متنوعة من الأغراض مثل تسجيل الصور والترويج للتجارة ووضع العلامات التجارية على أغلفة السلع ومنع التزوير باستخدام شريط مجسم مطبوع على ظهر بطاقات الائتمان.

- تطبيقات تقنية الهولوجرام

يمكن الاعتماد على تلك التقنية في الحالات التي لا يمكن فيها استخدام البُعد الثالث للصورة مثل تحديد المنخفضات الجوية للطائرات بفضل انسيابها في أعماق المجسم ثلاثي الأبعاد وعدم الاقتصار على التصوير ثنائيّ الأبعاد ،كما يمكن اللجوء لها في تشغيل التوربينات حيث تساعد على تكوين صورة ثلاثيّة الأبعاد توضح أعطالها بجانب فحص اهتزازات شفراتها وقياس تردداتها وتحليلها بجانب أنه يتم الاستعانة بهذه التقنية في السينما لمحاكاة الواقع بدقة بهدف تمثيل المشاهد الدرامية في أيّ مكان سواء في البحار أو على قمم الجبال أو الفضاء بما ينمي جوانب الخيال الذهني للمشاهد ليتعايش مع العمل الفني.

- مستقبل الاعتماد على تقنية الهلولوجرام..

ينتظر العلماء استخدام تلك التقنية مستقبلا في المحادثات المرئية مباشرة مثل الفيديو كونفرانس كما يمكن أن تستخدم كوسيلة تعليمية سواء في التفاعل مع المادة العلمية أو في تسجيل المحاضرات بأبعاد ثلاثية. وسيوفر الاعتماد عليها تكلفة استدعاء المحاضرين العالميين للتدريس في جامعة معينة .بل ويمكن أن يقوم ذلك المحاضر بالقاء محاضرة واحدة في أكثر من جامعة بمختلف دول العالم في آن واحد.ويسعى المخترعون لابتكار جهاز تلفاز يعتمد على تقنية الهولوجرام في المستقبل بحيث يجسد الصورة المنعكسة منه كطيف ثلاثي الأبعاد يمتد حتى منتصف الغرفة بما يمكن الفرد من مشاهدته أمامه يشكل اكثر واقعية .

ولا يمكن الاغفال عما تقدمت به دولة اليابان من عرض مدهش كشرط أساسي لفوزها باستضافة كاس العالم في بلادها حول أن بامكانها نقل مباريات كأس العالم لعام 2022م بتقنية الهولوجرام في ملاعب الدول الأخرى تزامنا مع وقت المباراة الفعلي.

وستقوم بتغطية المباراة الواحدة بحوالي 200 كاميرا اتش دي وستضع مجسات لتتبع حركات اللاعبين كما ستقوم أيضا بزرع مايكروفونات تحت أرضية الملاعب لتساعد على نقل الصوت بشكل أكثر واقعية .لتمكن المشجعون من حضور المباراة في الملعب في أي مكان بالعالم .