اعلان

الأهداف الستة.. ومؤامرة إسقاط مصر

لم يعد خافيًا على كل عاقل أن ما يحدث في مصر خلال السنوات الأخيرة (منذ ثورة الثلاثين من يونيو)، هي مؤامرة تُحيكها أجهزة مخابراتية عربية وإقليمية وعالمية، جميعهم يريدون إسقاط مصر.

وقد بلغت هذه المؤامرة ذروتها خلال الأيام الماضية، وبرأيي أننا لسنا في حاجة إلى الحديث عن تلك التسريبات التي خرجت لعناصر جماعة الإخوان المفسدين الإرهابية والتي تثبت تأمرهم ضد مصر، بل يكفينا أن نُعيد سماع - دون تحليل - خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ألقاه خلال أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ إذ أن مزاعم هذا الديكتاتور، وكلماته المليئة بالكره والحقد على مصر كافية أن توضح لذوي العقول ما يخطط له الأعداء تجاه مصر.

لست قلقًا من الساعات المقبلة خلال اليوم الجمعة، ويقيني الراسخ أن مصر أقوى من أي مؤمرات، وستمر هذه الساعات بردًا وسلامًا مثلها مثل أي نزهة يقضيها المصريون خلال إجازة نهاية الإسبوع.

نعم هناك شكاوى يتأوه بها محدودي الدخل جراء إجراءات الإصلاح الاقتصادي وما تبعها من إرتفاع في أسعار أكثرية السلع، ولكن السؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا: هل اتخاذ قرار بدء خطة إصلاح اقتصادي شامل.. كان ضروريًا أم أنه رفاهية دفع ثمنها البسطاء من هذا الشعب؟ الحقيقة التي لا يستطيع أحد إنكارها أن مصر كانت خلال العقدين الأخيرين في حاجة ماسة إلى هذه الخطوة الجريئة؛ إذ أنها كانت تشبه المريض الذي يحتاج إلى إجراء جراحة طبية عاجلة كي ما يتماثل إلى الشفاء، ويقف على قدميه من جديد؛ إلا أن الأطباء كانوا يرفضون إجراء هذه الجراحة خوفًا على تألم المريض وقتًا من الزمن، وفضلوا أن يضعوه على أجهزة التنفس الاصطناعي ليعاني من الألم الزمان كله.

نعم.. هناك ضيق تحمله صدور النخبة من تحجيم الآلة الإعلامية وممارسات التضييق عليها؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل الإعلام المصري كان على قدر الحدث ونخبوي ومُشكل للفكر وقائد للرأي قبل الـ 30 من يونيو؟ والذي يعنينا هنا أن هذه الشكاوى وهذا الضيق أقل من أن يدفع الشعب إلى الخروج لهدم وطنه، والاقتتال ضد جيشه وشرطته.

إن حقيقة الأمر هو أن ما يحدث يُراد به إحداث فوضى عارمة لتحقيق ستة أهداف:

أولًا: إجبارنا على التنازل عن حقنا في غاز البحر المتوسط لصالح تركيا.

ثانيًا: إجبارنا على أن نقبل صاغرين باستكمال أثيوبيا بناء سد النهضة دون توافق في الرؤى واتفاق على آليات العمل مما يعني حرماننا من حقنا في مياه النيل.

ثالثًا: إجبارنا على القبول دون شروط بالتصالح مع جماعة الإخوان المفسدين الإرهابية، والسماح لعناصرها بالعودة من جديد إلى الحياة العامة.

رابعًا: إجبارنا على التخلي عن الدفاع عن أمن دول الخليج العربي.

خامسًا: إجبارنا على وقف تسليح الجيش المصري بما يسمح لجيوش دول مثل إسرائيل وإيران وتركيا أن تتفوق علينا عسكريًا.

سادسًا: إجبارنا على وقف خطة الإصلاح الاقتصادي؛ مما يعني بقاؤنا في ذيل الأمم إلى الأبد.

إن ما رأيناه من عداء بثته قنوات تركيا وقطر وذيول الإخوان في العديد من الدول العربية والإقليمية والعالمية شبيه بإعلان الحرب ضد وطننا الحبيب، ولهذا فإني أرى أن الوقوف مع الوطن في هذه اللحظات "واجب مقدس".

ستمر هذه الزوبعة دون أن تعكر صفو مصر؛ ويبقى أمامنا ما هو أهم من هذه الصغائر، ألا وهو البدء الفوري في ثورة إصلاح شاملة تعمل على تطهير جميع مؤسسات الدولة من الخلايا الإخوانية النائمة التي لا يكف عناصرها ليل نهار من بث الشائعات، والسعي الدؤوب إلى نشر الفوضى في مختلف ربوع الوطن، وأعتقد أن البدء بتطهير المؤسسات الدينية والجامعات الحكومية هو أكثر خطوة نحن في احتياج إليها خلال المرحلة المقبلة القريبة.

حفظ الله مصر، وأبقى جيشها وأهلها في رباط إلى يوم القيامة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً