اعلان

"الرصاصة مكتوب عليها اسمي".. قائد أول مركبة برمائية عبرت قناة السويس يروى لـ"أهل مصر" كفاح الأبطال في حرب 6 أكتوبر.. المقاتل محمد العاطفي: حملت أول رأس كوبري عبرت عليه قواتنا للضفة الشرقية

المقاتل محمد العاطفي

تحظى محافظة بورسعيد، بمكانة خاصة في تاريخ مصر النضالي؛ فهي المدينة الباسلة التي دافع أبطالها عن مصر كلها ضد العدوان الثلاثي عام 1956، باعتبارها البوابة الشمالية الشرقية للبلاد وبها أكبر مجرى ملاحي حيوي وهو قناة السويس الذي كان ومازال مطمعاً للأعداء.

واستمر أبطال بورسعيد في نضالهم الوطني، عقب نكسة 1967 وسطروا تاريخيًا من البطولات التي مهدت الطريق لتحقيق نصر 6 أكتوبر 1973، وفي هذه السطور تستعرض "أهل مصر"، صفحات مضيئة من كفاح أبطال المدينة الباسلة.

قائد أول مركبة برمائية عبرت القناة

من الأبطال الذين يذكرهم التاريخ المقاتل عريف عادل محمد مصطفى العاطفي، الذي ولد في الأول من سبتمبر 1951، والتحق بالقوات المسلحة عام 1971 كعريف بسلاح المهندسين العسكريين وتم اختياره في معركة أكتوبر لقيادة أول مركبة برمائية استطاعت أن تعبر قناة السويس من المنطقة الوسطى بـ"سرابيوم"، وقام بتثبيت أول رأس كوبري تعبر عليه القوات للضفة الشرقية من قناة السويس.

يقول "العاطفي": "في 4 أكتوبر 1973، اصطحبني قائد الكتيبة إلى المصطبة بمنطقة سرابيوم، وأبلغني أنه تم اختياري لحمل رأس أول كوبري سيعبر عليه الجنود والمعدات إلى الضفة الأخرى من قناة السويس، ولم أكن وقتها أعرف موعد ساعة الصفر؛ إلا أنني نفذت الأمر، وكان معي 8 مقاتلين، وقمنا بإخفاء المركبة أسفل الأرض في انتظار لحظة الانطلاق، وفي تمام العاشرة من صباح 6 أكتوبر، جاء قائد السرية اللواء السيد العزازي، ابن محافظة الإسكندرية، وطلب مني الاستعداد للحظة الحرب، ووجهني أن أبدأ في الابحار بالقناة وتنفيذ مهمتي فور سماع دوي الطائرات، وقبل بدء المعركة وجدت مجموعات قتالية بدأت في الظهور من بينهم قادة ورتب عسكرية كبيرة تقوم بالشد من أزر الأفراد والقوات وتُحملهم مسئولية الوطن والانتصار له ولأرضه، ووجدت 10 جنود يصلون بجواري، كما وجدت 50 جنديًا آخرين يصلون على مقربة منهم، وحين سألت: انتوا بتصلوا دلوقتي أيه؟ قالوا: ركعتين للشهادة".

بدأ "العاطفي"، ومجموعته القتالية في تنفيذ المهمة الأولى وهي نقل رأس الكوبري الأول إلى الضفة الأخرى من القناة، وبالفعل استطاع هو وزملاؤه إتمامها بنجاح، ثم بدأوا المهمة الثانية وهي نقل مضخات المياه التي سيتم استخدامها في تحطيم خط بارليف، وعقب نجاحهم في إتمام هذه المهمة أيضًا، بدأ العريف مقاتل في نقل شكائر الرمل التي سيتم استخدامها في المعركة، وكان خلال تأديته للمهام الثلاث يتذكر مقولة قائده: "لازم تؤدي المهام ياعادل، واوعى تخاف من الموت؛ الرصاصة اللي جيالك مكتوب عليها اسمك".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«بابا المجال».. الأهلي يضرب مازيمبي بـ «التلاتة» ويتأهل لنهائي دوري أبطال إفريقيا للمرة الخامسة على التوالي