اختلفت نظرة المجتمع حول الزوجة الثانية، فهناك من يرى أنها ظالمة وتهدم كيان أسرة بأكملها، وآخرون يرون أنها مظلومة ولم تكن أمامها فرصة للزواج سوى القبول من رجل متزوج، وتؤكد دراسات أن نسبة التعدد في مصر تصل إلى 4% وتزيد إلى 7% في سوريا ولبنان، وفي دول الخليج تصل إلى 8%، لافتة إلى أن المرأة ترفض في البداية فكرة زواج زوجها من أخرى، وتصاب بالعصبية والمقاومة الشديدة للفكرة، وتبدأ الأمور في الهدوء وتقبل الفكرة بعد 6 أشهر فقط.
كشفت أحدث إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عن وجود 9 ملايين عانس وتشير الإحصائيات إلى أن هناك 5 آلاف رجل، من بينهم أساتذة جامعات، يجمعون بين أربع زوجات ومليون مصري يجمعون بين زوجتين.
قصص واقعية لأوجاع الزوجة الثانية من المجتمع
تقول "أ.م" لـ" أهل مصر": "أنا زوجة ثانية لرجل ميسور الحال ماديا يكبرني بـ20 عاما، وقبلت منه بعد أن تقدم لي أكثر من مرة خلال 10 سنوات، ولديه أولاد من زوجته الأولى، ومنذ أن تزوجنا ولم أنجب وعندما ذهبت للطبيب أخبرني أنه لا يوجد لدى مانع للإنجاب وطلب منى أن يقوم زوجي بإجراء تحليل له، وعندما أخبرت زوجي رفض قائلا لي" أنا خلفت قبل كدا ما أعمل تحاليل"، وانشغاله الدائم بزوجته الأولى وأولاده".
وتابعت حديثها: "حاولت كثيرا معه على أمل أن يوافق أن يذهب معي للطبيب ولكن بلا فائدة، أراد أن يحرمني أن أكون أم ولدى طفل بحجة أنه لديه أطفال ولا يريد سوى أن أقوم بمتعته فقط لا غير، مما جعلني أشعر بالذل وفضلت أن أكون مطلقة خيرا من البقاء مع شخص لا يريد سوى جسدي فقط".
بينما قصّت "نهلة .ع"، مأساتها قائلة "إني مطلقة وأعجب بي زميل في العمل، وكان يشكو من زوجته الأولى وأنها تعاني من مرض نفسي يجعلها لا تعطى له حقوقه الزوجية وأنه تركها على ذمته من أجل الأطفال، ولم أوافق عليه إلا بعد أن أحضر لي ورق يثبت أنها تذهب إلى طبيب نفسي، واتفقنا على عدم إخبار زوجته الأولى مراعاة لمشاعرها، ولكن سرعان ما مر 6 أشهر على زواجنا، حتى تبدل الحال.
وأضافت، "حيث كل حديثه عن زوجته الأولى كذبا حتى الأوراق التي أعطاني إياها غير صحيحة وأن زوجته على قدر من الجمال، ولا تعانى من أي أمراض نفسية وأنه يتزوج عليها كثيرا ويعتبرها نزوة ويطلقها وهذا ما حدث معي فبعد 6 أشهر هجر الشقة المفروشة التي كان أستأجرها وأصبح يتحجج بانشغاله، حتى اكتشفت حقيقته من أحد أصدقاءنا في العمل، وعندما واجهته وطلبت الطلاق طلب مني أن أتنازل عن كل شئ مقابل أن يطلقني وبالفعل خسرت كل شئ حتى كرامتي وطلقني".
عضو القومي للمرأة: العنوسة لا تجبر الفتاة على أن تصبح زوجة ثانية
تقول الدكتورة منى الحديدي عضو المجلس القومي للمرأة، إنه في ظل التمكين الاقتصادي للمرأة أصبح شبح العنوسة لم يطاردها مثلما كان قبل ذلك، حيث أن المرأة كانت تقبل على الزواج خوفا من شبح العنوسة وليحميها الزوج ولكن المرأة الآن وصلت إلى قدر عالٍ على الاستقلال الاقتصادي، وأصبحت تنتقي الزوج جيدا، وأحيانا كثيرة تفضل أن لا تتزوج على أن تصبح زوجة ثانية.
اقرأ ايضا : نوال تطلب الخلع: "شخصيته ضعيفة"
وأكدت الحديدي، أنها ضد تعدد الزوجات إلا للضرورة القسوة وأن تكون هناك أسباب مرضية وليس لأنها تنجب إناث فقط، لأن المرأة ليس لها يد في نوع الجنين، وأن يتم بموافقة جميع الأطراف وهم الزوجة الأولى والثانية؛ وأن يستطيع الزوج العدل بينهما وأنى أري أنه من الصعوبة أن يعدل بينهما ودائما سوف يكون ظالم لإحداهما، كما أن تعدد الزوجات سوف يساعد في الزيادة السكانية وتضخمها.
نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
