اعلان

بين الواقع والخيال.. مارد النيل

بالرغم من التطور والتقدم في كافة المجالات التي يشهدها العالم أجمع إلا أنه ما زالت الخرافات والأساطير القديمة تسيطر على عقول كثير من المواطنين ومنهم من هو على درجة عالية من العلم.

حكى أجدادنا قديما عندما كنا نلتف حولهم ونحن صغار قصص أكدوا لنا أنها حقيقية ووقعت بالفعل، ولكن العقل لا يستطيع أن يصدقها الآن، مما بعث في قلوبنا آنذاك الرعب والخوف الشديدين من الوجود في بعض الأماكن أو السير ليلا بمفردنا وخاصة في أماكن الظلام الدامس.

أكد أحد المزارعين في قصة رواها لنا أنه بالقرب منا على بعد عشرات الأمتار بجوار حقولنا التي على النيل يوجد في بطن النيل مارد أسود طويل القامة كثيف شعر الجسد، يخرج في بعض الأوقات عندما تكون المنطقة خالية من السكان ويجلس على حافة النيل وينام على جانب الشاطئ لبعض الدقائق ثم يعاود الدخول في بطن النيل تارة أخرى.

وأضاف أن هذا المارد شاهده بعض الناس من قبل في وقت القيلولة عندما كان رجل يروي أرضه ولمح شئ على هيئة إنسان كثيف الشعر طويل القامة خرج من مياه النيل بالقرب من مرشح مياه شطورة وطريق الملايات وجلس على الشاطئ، مما بعث الرعب في قلب المزارع ولكن ذلك لم يجعله يفر هاربا بل اقترب في خلسة من بين الزروع ليشاهده عن قرب، وحينها صدق ما كان ترويه الأجداد عن وجود مارد بتلك المنطقة وقيامه بسحب الأطفال والشباب أثناء السباحة في النهر بمقربة منه.

استمر المزارع يترقب ما يفعله المارد لقرابة دقائق معدودة حتى قفز المارد في النيل مرة أخرى وكأنك ألقمت النيل بحجر كبير تسبب في موجة وتناثر للمياه.

وفي تلك المنطقة أيضا كان يسكن رجل يدعى "علي أبوشنب" رحمة الله عليه وكان يعمل صياد أسماك وكان ذو صحة جيدة ومشهود له من أهالي المنطقة أنه يتمتع بالطيبة والعافية لدرجة أنه كان يأكل الخبز البلدي من أمام الفرن بغزارة أثناء قيام والدته بعمل الخبز، وأكد أحد جيرانه أنه يستطيع أن يأكل في وجبة رصه فرن من الخبز البلدي أي مقدار وعدد الأرغفة التي تقارب 10 أو أكثر من الفرن مرة واحدة.

قال الصياد إنه ذات ليلة كان يصيد السمك عن طريق الغطس تحت الماء والإمساك بالأسماك وهي نائمة على الرمال وأسفل الحشائش بتلك المنطقة، وفجأة أمسك بقدمه شيء غريب وبدأ يجذبه للداخل لإغراقه ولكن عافيته ووجوده بمكان ضحل الماء لا تبلغ المياه فيه إلا لرقبته مكنه من سحب ما يقوم بجذبه ناحية الشاطئ وتفاجئ برجل كثيف الشعر أطول منه في القامة ولكنه أنحف منه واشتبكا سويا اشتباك الموت حتى تغلب الصياد على المارد وخرج من النيل واستلقى على النيل يلتقط أنفاسه ولم يخرج له المارد مرة ثانية، ثم لملم شباكه وما معه وفر هاربا إلى البيت.

حكى الصياد "أبوشنب" تلك الواقعة بعد ذهابه إلى بيته في حالة خوف وفزع شديدين لأبنائه الذين يعملون في الصيد معه، وحكى لكافة الصيادين وحذر أبنائه والصيادين من الصيد بتلك المنطقة عن طريق الغطس ليلا حتى لا يعرض نفسه للغرق على يد المارد الأسود.

وأكد أيضا رجل كبير السن أنه قديما جاءت سيدة من السودان تعتلي سيارة جيب سوداء ووقفت بجوار النيل وألقت في النيل لحمة نيئة وخرج لها ذلك المارد من قلب مياة النيل منتورا محدثا ضجة مياه كبيرة، وهمست إليه ببعض الكلمات وهو يقف يستمع لها وكانه عبدا لديها، ثم قفز في الماء مرة ثانية وركبت سيارتها الجيب السوداء وخرجت من القرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الأهلي ومازيمبي (0-0) في دوري أبطال إفريقيا (لحظة بلحظة) | بداية الشوط الثاني