اعلان

الغزو التركي لسوريا.. أمريكا وتركيا والأكراد أبرز أطراف "لعبة الاقتحام".. ما أصل العلاقة بينهم؟

بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من مدينتي تل أبيض ورأس العين في سوريا، وقيام أنقرة بتنفيذ تهديداتها وقيامها بهجوم بري شرق الفرات للهجوم على الأكراد، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية "النفير العام" على مدى ثلاثة أيام للتصدي للتهديدات التركية، في شمال وشرق سوريا، وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تبريرات كثيرة متعددة حول سبب العملية العسكرية التركية على سوريا على رأسها مواجهة الأكراد، وتأمين حدود الدولة التركية من المخاطر المحدقة من جانب الأكراد.

من هم الأكراد؟

الأكراد هم شعب يسكن المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، ويترواح عددهم ما بين 25 و35 مليونا، وهم رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط.

وفي العقود الأخيرة، زاد دور الأكراد في التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل حقوقهم القومية في تركيا، ولعبوا دورا هامًا في الصراعات الداخلية في العراق وسوريا وآخرها قيادة المعارك ضد تنظيم "داعش".

اقرأ أيضًا.. تركيا تعلن سيطرتها على مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة السورية

ليس للأكراد دولة مستقلة، ففي مطلع القرن العشرين، بدأت النخب الكردية التفكير في إقامة دولة "كردستان" المستقلة، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920، إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.

لماذا تعتبر تركيا الأكراد مصدر تهديد؟

هناك صراع قديم بين تركيا والأكراد، الذين يمثلون حوالي 15 أو 20 في المئة من السكان، وعلى مدار أجيال، عاملت السلطات التركية الأكراد معاملة قاسية وحاولت طمس هويتهم وثقافتهم وتاريخهم، وقاد الأكراد عددًا من حركات التمرد في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي لكن تم إخمادها وتم إبعاد عشرات الآلاف منهم إلى مناطق بعيدة عن مدنهم وقراهم في إطار سياسة التغيير الديموجرافي.

وفي عام 1978، أسس عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني، الذي نادى بتأسيس دولة مستقلة في تركيا، ثم بدأ الحزب الصراع المسلح بعد ست سنوات من تأسيسه، ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 40 ألف شخص وتدمير أكثر من 3 آلاف قرية وتهجير سكانها إلى غرب تركيا.

اقرأ أيضًا.. أبو الغيط: العملية التركية بسوريا هى احتلال سافر على دولة عربية عضو بالجامعة العربية

وفي تسعينيات القرن الماضي، تراجع حزب العمال الكردستاني عن مطلب الاستقلال، وطالب بالحقوق الثقافية والسياسية وتحقيق نوع من الإدارة الذاتية مع استمرار القتال، وتعتبر أنقرة حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية".

"المصلحة" تربط أمريكا بالأكراد

كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى حليف داخل سوريا لمواجهة "داعش" من جهة، وللرفع من ضغوطها على نظام الأسد، وكذلك لمواجهة التمدد الروسي- الإيراني، وقع الاختيار على المقاتلين الأكراد الذين رأوا في واشنطن قوة عسكرية تساعدهم في التصدّي لخصومهم، ورأوا فيها كذلك حليفًا سياسيًا يتيح لهم دورًا أكبر في مستقبل سوريا، سواء إن استمر نظام الأسد الذي وقع بينه وبين المقاتلين الأكراد نوع من التقارب في مواجهة "داعش"، أو إن لم يستمر هذا النظام بما أن المجلس الوطني الكردي، المكون من عدة أحزاب كردية، يوجد ضمن الائتلاف السوري المعارض.

لكن مع بدء الولايات المتحدة سحب قواتها من المناطق السورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا، تكون واشنطن قد تخلت عن حليف لها، المتمثل في قوات سوريا الديمقراطية، وفقًا لما ذكرته شبكة "فرانس 24".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً