اعلان

شغب الملاعب لم ينته منذ 1920.. أحداث دامية بسبب المتعصبين لكرة القدم تعرف عليها

شغب الملاعب
كتب :

منذ أن أصبحت كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم أصبحت للبعض هوس وجنون وأصبح الفوز للمشجعين أكثر من مجرد حياة أو موت، حتى وصل الأمر في بعض الأحيان إلى نزاعات وحروب بين الدول، وأدت إلى فقد العديد من الضحايا، أحداث كثيرة شهدتها ملاعب كرة القدم من عنف وقتل والسبب لا يتعدى فوز فريق على آخر، فالخسارة لا وجود لها في قاموس المشجعين، فعلى الفريق أن يفوز دائما هنا نقول أن لعبة كرة القدم مؤثرة بشكل غير طبيعي على أشخاص غير طبيعيين وعلى حساسيتهم وشعورهم، فهم لا يفهمون ولا يعرفون إلا جملة "الفوز فقط".

في بعض الأحيان تجد جميع المشجعين قد انقلبوا إلى مدربين أو حكام يفهمون في خطط اللعب ومواقع اللاعبين، يعترضون على المدرب إذا ما أشرك لاعبا في موقع لا يدخل في مزاجهم، وجميعهم حكام يُقيمون الحالات التي تحدث داخل ساحة اللعب وهم فوق المدرجات، فعلى الرغم من بعد المسافة بينهم وبين أية حالة قد تقع داخل الساحة فإنهم يطلقون أحكامهم عليها، وتكون في الغالب لصالح فرقهم حتى وإن كانت تلك الأحكام خاطئة، يشتمون الحكام، وقد يصل الأمر إلى قذفهم بالزجاجات.

يقول الكاتب الإيطالي البروفيسور "امبرتو ايكو" في إحدى مقالاته عن الرياضة، "على الرغم من أن المسألة سخيفة فـأنت ستشاهد وتقدر حالا قوة كرة القدم كظاهرة اجتماعية وذلك بأن تنظر حولك في الملعب فقط، بل وفي حياتك اليومية، كم مناقشة تستطيع أن تسمع في يوم واحد حول مباراة كرة القدم، وكم مجادلة نستطيع مشاهدتها بين مشجعين مختلفين لفرق مختلفة، وكم من الملصقات والشعارات لفرق كرة القدم تستطيع أن ترى، وكم برنامجًا رياضيًا تلفزيونيًا تستطيع أن تراقب لتؤسس علاقة طبيعية مع كرة القدم، وكم مباراة تستطيع أن تشاهد في قنوات التلفزيون المتوفرة لديك كل ليلة، وكم صفحة في جريدة أو مجلة تستطيع أن نقرأ فيها ما يخص كرة القدم كل يوم، وكم من هذه وتلك ستسعدك وكم منها ستزعجك".

تلك التساؤلات التي طرحها البروفيسور كان يشير بها إلى قوة وتأثير كرة القدم على البعض.

يقول المدرب بيل شانكلي: "يعتقد البعض أن كرة القدم مسألة حياة أو موت، للأسف هذا يجعلني حزينًا فهي أكثر من هذا بكثير".

ويقول رئيس نادي برادفورد سيتي السابق ستافورد هيجينبوثام:"كرة القدم هي الأوبيرا التي يعزفها البشر جميعًا".

ويستعرض "أهل مصر" بعض الأحداث الدامية التي شهدتها الملاعب بسبب التعصب الكروي:

تعد حالة الشغب التي وقعت في ملعب غلاسكو عام 1920 أثناء مباراة منتخب انجلترا واسكتلندا التي كان ضحيتها 40 قتيلًا و500 جريح أول حالة شغب في الملاعب الرياضية في العصر الحديث، بينما تعتبر مباراة البيرو والأرجنتين خلال تصفيات كأس العالم عام 1964 أكبر الكوارث الرياضية حيث توفي أكثر من 300 مشجع وأكثر من 500 جريح.

ووقعت أول ظاهرة عنف خطيرة في ملعب كرة القدم بحديقة إيبروكسي بإنجلترا عام 1902 وفي 1908 أصدرت محكمة مانشستر قرارًا بتحريم ممارسة كرة القدم وذلك بسبب العنف والشغب الذي يحدق في المباريات.

في الأرجنتين شهدت مباراة في الدوري المحلي بين الغريمين ريفر بليت وبوكا جونيورز في العام 1974 تدافعًا عند إحدى البوابات، تسبب بسقوط 74 قتيلًا وإصابة أكثر من 150 شخص.

ووقعت حوادث كبيرة ومؤسفة في الملاعب الأفريقية، منها ما حدث في ملعب "إيليس بارك" في جنوب أفريقيا، بسبب التدافع أدي إلي سقوط 43 قتيلًا خلال مباراة بين فريقي كايزر تشيفز وأورلاندو بيراتس في عام 2001.

ولعل أشهر حادثة على الإطلاق والتي كانت بسبب كرة القدم هي تلك الحرب التي نشبت بين دولتين، هما "هندوراس والسلفادور" عام 1970، فـفي تصفيات كأس العالم للقارة الأمريكية كان يتوجب على الفريقين خوض مباراة فاصلة بينهما لحسم الموقف، في إعلان الفريق الذي سيشارك في نهائيات كأس العالم، وكان روبرتو كوردونا لاعب هندوراس هو الذي أشعل فتيل الحرب بين الدولتين حين وضع الكرة في مرمى فريق السلفادور في الدقيقة الأخيرة من المباراة، هذه الكرة كانت كفيلة بقيام طائرات السلفادور الحربية بقصف مدن ومنشآت هندوراس في حرب شعواء استمرت "100 ساعة".

حرب خلفت وراءها أكثر من 4000 قتيل و12000 جريح إضافة إلى تدمير آلاف الدور السكنية وفقد أكثر من 50 ألف شخص بيوتهم نتيجة الحرب، هدف روبرتو كوردونا القاتل الذي أشعل الحرب بين دولتين كان سببًا في فاجعة أخرى، فالكرة التي سددها هذا اللاعب بقدمه وهز بها شباك مرمى السلفادور حرك الشعور الوطني والفتاة السلفادورية "أميليا بولونياس" ذات الـ18 عاما، حين تحركت من أمام شاشة التلفزيون حيث كانت تراقب المباراة نحو مسدس والدها وأطلقت النار على رأسها لتفضي في الحال، ومع الغارات الجوية والحرب بين بلادها وهندوراس سار الآلاف في جنازتها في شوارع العاصمة "سان سلفادور" بصمت رهيب.

وأيضا الحادثة المعروفة في ملاعب العالم هي تلك المأساة التي حدثت في ملعب "هيسل" البلجيكي وراح ضحيتها مئات المشجعين الأبرياء، الذين انهار بهم مدرج الملعب وسحقتهم الأقدام نتيجة الأفعال الجنونية، التي قام بها المئات من "الهوليجانز" الإنجليز، وآخر ضحاياهم كانا اثنين من مشجعي نادي ليدز يونايتد اللذين قضيا نحبيهما بعد مباراة النادي الإنجليزي أمام غلطة سراي التركي، في بطولة الكأس الأوروبية التي جرت في اسطنبول حيث جرت أعمال عنف تحطمت إثرها العديد من واجهات المحلات والأسواق.

وفي عام 2008 في النمسا حدث شغب جماهيري وأعمال عنف كبيرة بين مشجعين المنتخب التركي والمنتخب الكرواتي بعد فوز المنتخب التركي على نظيره المنتخب الكرواتي بهدف نظيف ضمن منافسات بطولة أمم أوروبا.

وشهد عام 2009 حادثًا مأسويًا حين سقط 19 قتيلًا بسبب تدافع مشابه في ملعب أبيدجان قبل انطلاق المباراة بين كوت ديفوار ومالاوي في تصفيات كأس العالم.

ولا ننسى حادثة ملعب أم درمان بين المنتخبين المصري والجزائري في مباراة الملحق النهائي المؤهلة لكأس العالم 2010 والتي أقيمت في السودان في جنوب أفريقيا، حيث إن ظروف تلك المباراة وجو التنافس الكبير الذي كانت تعيشه الجماهير المُتعطشة للفوز كان أحد الأسباب الرئيسية لحدوث فتنة كبيرة بين الشعب المصري والجزائري، حيث قامت بعض وسائل الإعلام بتصوير أحداث ورواية تفاصيل لم تحدث ساهمت بشكل كبير في حدوث شغب جماهيري كبير في تلك المباراة التي أقيمت على الأراضي السودانية.

وتعد أحداث استاد بورسعيد الدموية في مصر، والتي راح ضحيتها 72 قتيلًا، وخلفت مئات المصابين في شباط "فبراير" عام 2012، أكبر مأساة شهدتها الملاعب المصرية منذ انطلاق الدوري الممتاز عام 1948، وتسببت بإلغاء المسابقة "2011 - 2012"، ومنع الجماهير من حضور المباريات.

ولم يتوقف الشغب على ملاعب كرة القدم فقط، بل دخل إلى ملاعب الرياضات الأخرى، مثل ما حدث في نهائي بطولة كرة اليد في مصر بين فريقي الأهلي والزمالك، الذي شهد أحداثًا مؤسفة، شارك فيها بعض أعضاء مجلس إدارة نادي الزمالك، وأدى إلى حرمان الزمالك من اللعب لفترة طويلة.

وينتهي القول إن كرة القدم وجدت فئة في المجتمع أشبه بالمجانين، يقومون بأعمال جنونية خارجة عن إرادتهم بسبب خروج فريقهم من ملعب المباراة بعد خسارة اللقاء، ولكن قال "فرانك تايلور" عام 1985 والذي كان محررًا في جريدة ميرور الإنجليزية وقتها خلال دورة صحفية رياضية أقيمت في الكويت إن هناك أسباب أخرى تدفع المشجعين إلى افتعال الأزمات والمشاكل، منها حركات اللاعبين المصطنعة داخل ساحة اللعب بقصد إثارة الجمهور ضد لاعب خصم او ضد حكم المباراة، كذلك تلك العناوين العريضة التي تضعها بعض الصحف في صدر صفحاتها الرياضية، أو الكلمات المثيرة التي يستعملها معلقين مباريات كرة القدم في التلفزيون مما يثير الجماهير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً