اعلان

قمة سوتشي.. رئاسة مشتركة للسيسي وبوتين تتوج تاريخ العلاقات المصرية الروسية.. بدأت بـ"مقايضة" القطن بالأخشاب في الأربعينات وتعمقت بالستينات.. وتعاون في 100 مشروع استثماري

تعقد قمة "روسيا - أفريقيا" في سوتشي الخميس المقبل الموافق 24 أكتوبر الجارى برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، كما يعقد المنتدى الاقتصادى على هامش القمة يوم الأربعاء المقبل الموافق 23 أكتوبر الجارى.

وتعد العلاقات المصرية الروسية علاقات تاريخية، كانت فترة ازدهارها في الخمسينيات والستينيات، ولكن جذورها تمتد أبعد من ذلك بكثير.

علاقات تاريخية

ففي 26 أغسطس 1943 بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر وتمت الخطوة الأولى للتعاون بين الطرفين في أغسطس عام 1948، حين تم توقيع أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي‏.

وشهدت العلاقة تطورات بارزة بعد ثورة يوليو عام 1952، حيث ساند الاتحاد السوفيتى مصر بقوة في مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956، ثم تقاربت سياسات الدولتين عالميًا في مساندة حركات التحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للتخلص من الاستعمار الغربى، وفي دعم تجمعات العالم الثالث كحركة عدم الانحياز وغيرها.

وعلى الصعيد الثنائى كان الاتحاد السوفيتى أكبر مساند لمصر عالميًا وأمدها بالأسلحة والمعدات العسكرية والدعم السياسي، الأمر الذي مكن الشعب المصرى من خوض حرب أكتوبر عام 1973 التي خاضتها مصر بسلاح روسي في المقام الأول.

علاقات دبلوماسية و100 مشروع

ما بين مصر وروسيا 75 عامًا من العلاقات الدبلوماسية، كما أن العلاقات المصرية الروسية الاقتصادية وصلت إلى أوجّها؛ إذ إن البلدين يتعاونان في 100 مشروع استثماري في مصر، كما تم اعتبار عام 2020 عام 2020 عامًا ثقافيًا مصريًا روسيًا.

اقرأ أيضًا.. قمة سوتشي.. ملفات على أجندة اللقاء الـ12 للسيسي وبوتين.. استئناف الرحلات الجوية لشرم والغردقة.. الدعوة لإصلاح الأمم المتحدة وأحقية "أفريقيا" في مقعد بمجلس الأمن الدولي

 

الحوار الاستراتيجى

بدأ الحوار الاستراتيجى بين القاهرة وموسكو منذ عام 2009 على مستوى وزيرى خارجية البلدين، ومع تطور الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط انتقل الحوار الاستراتيجى إلى صيغة 2+2 لتصبح مصر الدولة السادسة التى ترتبط معها روسيا بهذا الإطار من المباحثات الاستراتيجية على مستوى وزيرى الخارجية والدفاع بعد الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، وبهذه الصيغة الجديدة وصل الحوار الاستراتيجى إلى المرحلة الرابعة، حيث كانت الجولة الأولى بالقاهرة فى نوفمبر 2013، والثانية بموسكو فى فبراير 2014، والثالثة بالقاهرة فى مايو 2017، والجولة الرابعة بموسكو فى مايو 2018، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للحوار بين روسيا الدولة العظمى، العضو الدائم فى مجلس الامن ومصر القوة الإقليمية فى المنطقة. وهو ما يجعل العلاقات بين البلدين تمثل تحالفا استراتيجيا.

السيسي وبوتين

شهدت العلاقات السياسية بين البلدين تطورًا إيجابيًا خاصة مع توطد العلاقات بين الرئيسين السيسي وبوتين اللذين عقدا (11) لقاء قمة مثمر في مصر وفي روسيا وخلال لقاءات أخرى في مناسبات دولية، وصولًا إلى قمة الرئيسين في روسيا في أكتوبر 2018 التي تم خلالها توقيع "اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي" بين البلدين.

وذكر تقرير أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات، اليوم، أنَّ الزيارة المقررة للرئيس عبدالفتاح السيسي للمشاركة في القمة الروسية - الأفريقية التي يرأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعد هي الزيارة الخامسة للرئيس إلى روسيا منذ زيارته الأولى لها كوزير للدفاع في عام 2014.

وحسب التقرير، يعد لقاء السيسي وبوتين؛ اللقاء رقم 12 بينهما منذ 2014، حيث كان آخر لقاءين بين الرئيسين خلال العام الحالي 2019، في كل من العاصمة الصينية بكين -على هامش حضورهما قمة منتدى الحزام والطريق- في شهر أبريل الماضي.

وقال الرئيس الروسي خلال هذا اللقاء، إن علاقات روسيا ومصر تتطور بقوة، ووصف مصر بالشريك الموثوق لبلاده، مشيرا إلى أن اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي الموقعة خلال زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا في أكتوبر 2018، تتيح لنا الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.

وكان اللقاء التالي، في شهر يونيو الماضي في مدينة أوساكا اليابانية خلال مشاركة الزعيمين في قمة مجموعة الدول العشرين الكبرى، وخلاله قال الرئيس بوتين: "نسعى لدفع العلاقات بين روسيا ومصر"، مؤكدًا أن موسكو تسعى إلى دفع العلاقات مع القاهرة إلى مستوى جديد أكثر تقدمًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً