اعلان

أمريكا وإيران.. اتهامات متبادلة وتهديدات متصاعدة.. طهران تتوعد باستهداف الملاحة بمضيق هرمز وترامب يهدد بضربة مباشرة.. محللون: "اللعبة" لم تخرج عن قواعدها رغم التصعيد الظاهري والنزاع العسكري مستبعد

تصاعدت الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، خلال الفترة الأخيرة، بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي، وإعلان طهران تخفيض التزاماتها النووية الواردة في الاتفاق، حيث قامت أمريكا بفرض عقوبات اقتصادية شديدة على طهران التي هددت باستهداف الملاحة البحرية في مضيق هرمز، كما تم استهداف العديد من سفن نقل النفط في منطقة الخليج، واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء هذه العمليات، وقامت واشنطن بنشر قوات إضافية في منطقة الخليج، وتم تبادل الاتهامات بين الطرفين بإسقاط الطائرات المسيرة، وفي آخر تصريح له هدد ترامب بصورة مباشرة بضرب إيران بصورة غير مسبوقة حال اتخاذها "إجراءات معينة"، فما هي تلك الإجراءات؟ وهل يمكن أن تقوم الحرب بين الولايات المتحدة وإيران الآن؟

ترامب يهدد بضرب إيران

ذكرت صحيفة "أوكرانيا 112" في تقرير لها بعنوان "ترامب مستعد للحرب مع طهران" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكّد أن جيشه على استعداد لتوجيه ضربة ساحقة إلى طهران، فقد هدد ترامب بضرب إيران في حال استمرار استفزازات طهران في منطقة الخليج، وقال ترامب: "نحن مستعدون أكثر من أي وقت مضى. إذا فعلت إيران شيئًا، فسوف تتعرض لضربة لم ترها من قبل".

وذكرت الصحيفة، أن ترامب لفت الانتباه إلى رغبته في وقف تورّط الجنود الأمريكيين في حروب عديدة في مختلف أنحاء العالم، لكنه لم يستبعد احتمال نشوب حروب جديدة، والتي يتعين على الجيش الأمريكي المشاركة فيها.

وفي 20 سبتمبر الماضي، فرض ترامب عقوبات على البنك المركزي الإيراني، وصندوق التنمية الوطني، وأكّد أنه هو الذي سيقرر توقيت ضرب إيران، كما أعلن ترامب عقب القرار المذكور أن العقوبات المفروضة على إيران هي الأقسى على الإطلاق، وحذّر، وقتئذ، طهران من أن واشنطن تمتلك أقوى جيش في العالم.

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستعد لأي خيار عسكري مع إيران، إذا احتاج الأمر"، وتسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل قوة عسكرية دولية لحماية الملاحة في منطقة الخليج، بينما تواصل فرض العقوبات الاقتصادية لخنق النظام الإيراني.

اقرأ أيضًا.. وصفوه بـ"المتهوّر" فوصفهم بـ"المهرجين".. كيف رد ترامب على مناظرة الديمقراطيين المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020؟

هل تقوم الحرب الآن؟

في ظل الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط حيث الاحتجاجات في لبنان، والعدوان التركي على شمال سوريا، والاحتجاجات في العراق، هل يمكن لترامب أن ينفّذ تهديداته بضرب إيران الآن، وهل إيران مستعدة لذلك؟ أجاب عن هذا التساؤل الكاتب الصحفي، المتخصص في الشؤون الإيرانية أسامة الهتيمي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" قائلًا:" بالطبع ثمة خطوط حمراء لا يمكن لإيران أن تتجاوزها، فهي قبل غيرها تدرك أن تجاوزها يعني تعرضها لضربة عسكرية أمريكية قوية إذ وقتها لن تكون هناك مقارنة بين حجم تداعيات هذه الضربة العسكرية التي يخشاها الجميع وبين المخاطر المحتمل وقوعها في حال تجاوزت إيران لهذه الخطوط؛ إذ أنها بهذا التجاوز ستخرج خارج إطار دور الدولة الوظيفية وهو الدور الذي يمنح أمريكا وغيرها صبرًا بلا حدود على السلوك الإيراني الذي كثيرًا ما يستفز هذه القوى ويهدر ماء وجهها في المنطقة وفي غيرها".

وأضاف الهتيمي: غير أنه وحتى اللحظة فإن أدوات الصراع بين إيران والولايات المتحدة لم تخرج عن حدود قواعد اللعبة المتعارف عليها على الرغم مما يبدو من تصعيد ظاهري، إذ في مقابل هذا التصعيد تسعى العديد من الأطراف إلى تهدئة الأجواء والتوترات ما حافظ في نهاية الأمر على مستوى محدد من الصراع يؤكد كل المؤشرات أنه لن يزيد عنه، فكل من الطرفين في حاجة للآخر لتحقيق أهدافه.

واختتم قائلًا: في هذا الإطار فإنه يمكن القول باستبعاد نشوب أية نزاع عسكري بين الطرفين، ومن غير المرجح أن يقوم الرئيس ترامب بتوجيه أية ضربات عسكرية لإيران، ليس لأنه ليس رجل حروب، ولكن لكون ذلك يتعارض مع توجهاته وبرنامجه، بل أيضًا لأن الاستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع إيران ترفض ذلك في الوقت الحالي على أقل تقدير، وهو ما تكشّف بوضوح خلال أزمة إسقاط الدرونز الأمريكية.

اقرأ أيضًا.. خبير في الشؤون الإيرانية: النزاع العسكري بين أمريكا وإيران مستبعد

مستقبل العلاقة بين أمريكا وإيران

منذ أمس، وعلى مدار يومين، يناقش ممثلو أكثر من 60 دولة بينها الولايات المتحدة وإسرائيل في البحرين، تنسيق الجهود لمواجهة إيران، المتهمة بالوقوف خلف هجمات ضد سفن ومنشآت نفطية سعودية، في أول مؤتمر دولي ينعقد في الخليج لبحث الأعمال العدائية هذه، ومحاولة بلورة خطة مشتركة للتعامل مع طهران، بعدما لم تثمر الجهود الأمريكية لبناء تحالف دولي في المنطقة عن نتائج واضحة.

كما نشر معهد تشاتام هاوس أو المعروف بـ" المعهد الملكي للشؤون الدولية" ورقة تستعرض استراتيجية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإيران وتستكشف السبل الممكنة لاتفاقية نووية جديدة مع إيران، وتقيّم هذه الورقة تأثير حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثلة في "أقصى قدر من الضغط" على إيران، واحتمال إجراء مفاوضات في المستقبل، وهي وتستند على 75 مقابلة مع صانعي السياسات والمحللين في 10 دول هي (الولايات المتحدة وإيران وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وروسيا والصين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل).

أي من هؤلاء المحللين لم يتوقع "صفقة كبيرة" مع إيران كنتيجة لاستمرار استراتيجية الولايات المتحدة، وتنعكس شكوكهم جزئيًا في تنفيذ إدارة ترامب لاستراتيجية صفرية تركز على العقوبات وفهمها المحدود لأولويات صنع القرار في إيران والمصالح الوطنية، كما رجّح كل من أُجريت معهم المقابلات أن المواجهة الحالية لن تؤدي إلى نتائج واشنطن المنشودة.

ووفقًا لما ذكر بالورقة، فقد أنتجت إستراتيجية الضغط الأقصى قدرًا أكبر من عدم الاستقرار والقلق بين الشركاء الإقليميين للولايات المتحدة، مما أدى إلى فقدان مصداقية الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط؛ فلم يخلق النهج الأحادي الجانب من الولايات المتحدة انقسامات مع أوروبا حول السياسة الإيرانية فحسب، بل سمح أيضًا لروسيا والصين باستغلال هذا الانقسام لتعزيز مصالحهما الاقتصادية والسياسية.

اقرأ أيضًا.. الجبير: لا وساطة مع إيران ونطالبها بالأفعال بدلًا من الكلام

كما يتضح من الجهود الأوروبية لإنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، في مواجهة الضغط الإيراني المتزايد من أجل الفوائد الاقتصادية، إن طهران تعمل أيضًا على تحويل هذه الانقسامات ببراعة إلى مصلحتها.

وذكرت الورقة التي نشرها المعهد أن موقف طهران معقّد بسبب الديناميات المحلية، وقد طالبت إيران مرارًا بتخفيف العقوبات تمهيدًا لمزيد من المفاوضات، وستستمر في القيام بذلك حتى تتلقى بعض حلول حفظ ماء الوجه التي تسمح بمزيد من المفاوضات، وفي الوقت نفسه، أشار الخبراء مرارًا وتكرارًا إلى أن حسابات طهران لا تستند فقط إلى المتغيرات الاقتصادية، ولكنها تركز على حماية طول عمر الجمهورية الإسلامية وتحويل السياسة الإقليمية والدولية بعيدًا عن احتواء طهران.

كما رأى الخبراء أن نموذج خطة العمل المشتركة الشاملة هو الأفضل للمواجهة الحالية، ومن شأن اتفاق جديد على هذا المنوال أن يقدم تحسينات على النموذج الأصلي، بما يتضمن وصول أكبر للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية، ومراقبة موسعة والتحقق من الامتثال الإيراني، وتدوين القيود المعلنة على الصواريخ البالستية العابرة للقارات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً