اعلان

كيف يحول الله بين المرء وقلبه وهل الإيمان بيد الإنسان أم خارج عن إرادته ؟

تشغل قضية الإيمان الإنسان منذ قديم الأزل، وتعتبر قضية الإيمان من القضايا الشائكة في الفكر الإسلامي، وبالنسبة للبسطاء من المسلمين فإن قضية الإيمان هى قضية مسلم بها ولا تشغل حيزا من تفكير البسطاء، لكنها بالنسبة للمهتمين بالعقيدة والفكر الإسلامي فإنها تعتبر من أكثر القضايا تعقيدا، وفي القرآن الكريم فإن شروط الإيمان واضحة لا لبس فيها، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في الآية 285 من سورة البقرة: امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، ويقول المولى في الآية 136 من سورة البقرة : قولوا امنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، فشروط الإيمان في الأيتين واضحة وصريحة وهى أن يؤمن الإنسان بالله وملائكته وكتبه ورسله بدون تفرقة بين الرسل، لكن تظل الأسئلة الشائكة : هل يكفي أن يؤمن الإنسان بالله وملائكته وكتبه ورسله ليسكن الإيمان قلبه ؟ وهل يملك الإنسان لنفسه الهداية والإيمان ؟ وهل الإيمان يحدث تلقائيا بمجرد اتباع تعاليم الدين الحنيف ؟ وكيف يستقيم هذا مع قول الله تعالى : " واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون "

اقرأ ايضا : ما الفارق بين الروح والنفس وأين تذهب الروح بعد الوفاة

كيف يحول الله بين المرء وقلبه وهل الإيمان بيد الإنسان أم خارج عن إرادته ؟

حول هذه الأسئلة الشائكة يقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، إن القلب جزء من الإنسان ومن جوارحه، فإذا كان الإنسان يقر بإيمانه باللسان ويعمل عملا كاملا بأركان الإسلام؛ فالقلب يصدق على ذلك؛ لأن القلب عضو من أعضاء الإنسان داخل جسده الذي يقوم بعمل أركان الإسلام، لكن الشخص نفسه لا يجعل القلب يصدق أو يكذب، ولأن القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء، وجسد الإنسان كله خاضع لله، وإن القلب بطبيعته يتبع الجسد ويتبع اللسان، فإذا خالف اللسان القلب يكون نفاقا؛ لأن اللسان لا بد أن يعبر عما في قلبه وعقله، فإذا عبر اللسان بما ليس في قلبه فيظهر ما يخفيه القلب فيكون اثما وكاذبا ومنافقا، ويشير فضيلته إلى قوله تعالى: " واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون" مسترشدا بما رواه ابن عباس: "يحول بين المؤمن والكافر"، كما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يكثر أن يقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، وهو الحديث الذي رواه الترمذي وأحمد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بمناسبة عيد تحرير سيناء.. الإفراج بالعفو عن 476 من النزلاء المحكوم عليهم