اعلان

"قضاة الجزائر" من الإضراب إلى الوقفات الاحتجاجية.. "أنا قاضي أنا لست فاسد" الشعار الأبرز.. والمجالس القضائية خارج نطاق الخدمة

لليوم الرابع على التوالي تشهد الجزائر، إضرابًا غير مسبوقًا للقضاة، وهو ما يعد سابقة في السلك القضائي الجزائري، ويتزامن مع الحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر، لكن انتقل ذلك الإضراب ليشمل وقفات احتجاجية في عدة مدن جزائرية، حيث نظم القضاة وقفات احتجاجية كثيرة رافعين شعارات تنادي باستقلالية القضاء.

الإضراب ينتشر في مدن الجزائر

في اليوم الثاني للإضراب شهدت العديد من المدن الجزائرية وقفات احتجاجية للقضاة بشعارات مختلفة، ففي الجزائر العاصمة، واحتج القضاة أمام مجلس قضاء الجزائر، ورفعوا شعار " أنا قاضي، لست فاسد"، وشعار "أنا قاضي أنا مع الشعب"، كما طالبوا بتجميد حركة القضاة الأخيرة، وكان يسعد مبروك رئيس النقابة، متقدمًا لتلك الاحتجاجات وشهدت كل من مدينة تيبازة، بشار، ميلة، بسكرة، ورقلة، سعيدة وغيرها، وقفات احتجاجية مماثلة، ردد فيها القضاة نفس الشعارات.

وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية أنه في مدينة بشار وقف 27 قاضيًا أمام مدخل مجلس القضاء، رافعين شعارا واحدًا وهو "استقلالية القضاء مطلب القضاة والشعب" وراية وطنية.

وبدت ملامح الغضب تعلو وجوه القضاة الذين وقفوا لحوالي 25 دقيقة ورفضوا التصريح للصحافة بحجة أن ذلك من صلاحيات النقابة الوطنية، واقتصرت وقفتهم على تلاوة البيان الصادر عن النقابة الوطنية بتاريخ 26 أكتوبر 2019.

اقرأ أيضًا.. إضراب القضاة.. زلزال جزائري على أعتاب الانتخابات الرئاسية.. شلل بالمحاكم اعتراضا على هيمنة السلطة.. "الحكومة": الحوار سبيل الحل.. وتخوفات بشأن الإشراف القضائي على الانتخابات

وبحسب الصحيفة، ففي "ميلة" نظم القضاة وقفة احتجاجية استجابة لنداء النقابة الوطنية للقضاة حيث بلغت نسبة المشاركة 100 بالمائة، حسب ما أكّده أحد القضاة، وخلال الوقفة الاحتجاجية تم تلاوة بيان صادر عن النقابة الوطنية تضمن العديد من النقاط التي دفعت بالقضاة إلى الاحتجاج ومنها رفضهم للتحويل وانسجامهم مع الشعب باعتبارهم يصدرون أحكاما باسم الشعب، ورفع القضاة لافتات وشعار واحد وأوحد تمثل في "استقلالية القضاة مطلب القضاة والشعب".

وفي تيبازة نظم القضاة التابعون لمجلس قضاء تيبازة والمحاكم التابعة له وقفة احتجاجية شارك فيها قضاة الجلسات وكلاء الجمهورية ووكلاء الجمهورية الرئيسيين ورؤساء الغرف، بالمدخل الرئيسي لمجلس قضاء تيبازة لقرابة ساعة من الزمن رافعين شعارات مطالبة باستقلالية القضاء ومطالب مهنية اجتماعية، فضلا عن لافتات كتبت عليها بعض الشعارات "عدالة حرة مستقلة"، “قضاة ليسوا فاسدين” وغيرها، قبل أن يتلو ممثل النقابة الوطنية بمجلس قضاء تيبازة بيان تعليق العمل القضائي الذي كان ختام الوقفة الاحتجاجية.

أما في بسكرة، نظم قضاة محاكم مجلس قضاء الولاية وقفة احتجاجية أمام المدخل الرئيسي للمجلس استجابة لنقابة القطاع.

كما استجاب قضاة مجلس قضاء الأغواط لقرار النقابة الوطنية للقضاة بتنظيم وقفة أمام قصر العدالة بالأغواط، أمس الثلاثاء حيث تجمع القضاة على اختلاف رتبهم ومناصبهم بمحاكم مجلس قضاء الأغواط مؤكدين مشاركتهم في الاحتجاج الوطني ومقاطعة العمل القضائي.

أيضًا، شهدت مدينة ورقلة وغليزان احتجاجات للقضاة، مطالبين باستقلالية القضاء.

المشاركة 98%.. والقضاة "لن نقبل بالإهانة"

قاطع القضاة عملية تنصيب رئيسة المحكمة الإدارية، إلى جانب مقاطعة الأعمال القضائية استجابة لنداء النقابة الوطنية وذكرت صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية أن نقيب القضاة يسعد مبروك، قد قال إن نسبة الاستجابة للمقاطعة في يومها الثالث وصلت 98 بالمائة.

وقال أيضًا:" إن القضاة على اختلاف مراكزهم ومناصبهم خرجوا في وقفات احتجاجية موحدة عبر المجالس القضائية في مختلف أرجاء الوطن وأكدوا من خلالها رفضهم للحركة والإهانة وربطها بالفساد".

وقال "إذا سلمنا أن الحركة جاءت لمحاربة الفساد فالمفروض اجتثاث الفساد لا تحويله لمنطقة أخرى"، واصفا ما يحصل بـ"الشعبوية".

وكان القضاة قد نددوا في بيان إعلان الإضراب بـ"تعدي السلطة التنفيذية على السلطة القضائية"، وجاء في البيان: "إن تعدي وزارة العدل على صلاحيات المجلس الأعلى للقضاء الذي يمثل هرم استقلالية السلطة القضائية، الذي صادق على الحركة السنوية للقضاة بهذا الحجم مست حوالي 3000 قاض في وقت قياسي، يكرّس هيمنة الجهاز التنفيذي على دواليب السلطة في الجزائر".

المحاكم والمجالس القضائية خارج نطاق الخدمة

شهدت محاكم الجزائر شللًا تامًا منذ بدء الإضراب واستمرت المحاكم والمجالس القضائية في توقفها مع استمرار ذلك الإضراب الذي انتقل إلى وقفات احتجاجية للقضاة في أغلب مدن شرق الجزائر.

وأكّد القضاة أن إضرابهم سيتواصل إلى حين استجابة الوزارة إلى مطالبهم، وتجدر الإشارة إلى أن إضرابهم شل المحاكم الخمس التابعة لمجلس قضاء سكيكدة والمنتشرة عبر دوائر القل، عزابة، تمالوس، الحروش، سكيكدة، وتم تأجيل جل المداولات والقضايا إلى وقت لاحق.

وشلّ الإضراب "كل محاكم البلاد" بحسب ماذكره سعد الدين مرزوق، المتحدث باسم نادي القضاة، لوكالة فرانس برس.

وذكرت صحيفة "الغد" الأردنية أنه في محكمة سيدي محمد في وسط الجزائر العاصمة لم تجر أي محاكمة وظلت قاعات الجلسات خالية إلا من بعض المحامين، وبحسب أحد المحامين الذي رفض الإفصاح عن اسمه، فإن كل المحاكمات التي كانت مقرّرة يوم الاثنين الماضي تم تأجيلها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً