اعلان

في الذكرى الـ 15 لوفاته.. محطات في حياة "حكيم العرب" الشيخ زايد آل نهيان

الشيخ زايد آل نهيان

في مؤتمر صحفي سأله أحد الصحفيين عن موقفه المساند لمصر خلال حرب أكتوبر، ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟" فأجاب: "أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتي، وسأضحي بكل شيء في سبيل القضية العربية، إنني رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله"، إنه مؤسس دولة الإمارات الشيخ "زايد آل نهيان".

ميلاده

وُلد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، في مدينة العين عام 1918، وهو ابن الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الذي حكم أبوظبي بين عامي 1922 وحتى وفاته عام 1926، وسمي تيمناً بجده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) الذي حكم الإمارة من عام 1855 وحتى عام 1909.

محطات في حياته

في عام1946، عُين ممثلًا لأخيه شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم أبو ظبي على مدينة العين لمدة عشرين عامًا، اتسم فيها بشخصيته القيادية وسمعته الطيبة بين أبناء المنطقة، حيث عمل على تطويرها رُغم قلة الإمكانيات المتاحة في تلك الفترة، إذ لم يكن النفط مُستكشفًا آنذاك.

في عام 1953،سافر إلى العديد من الدول الآسيوية والأوروبية والعربية والولايات المتحدة بُغية تطوير خبرتهُ السياسية والتعرف على تجارب الحكم في البلدان الأخرى.

وفي عام 1959، أنشأ أول مدرسةٍ في مدينة العين والتي سميت بالمدرسة النهيانية، بالإضافة إلى الإصلاحات التي قام بها على مدى فترة ولايتهِ؛ كبناء مستشفى للمدينة وإقامة سوق تجاري وشبكة من الطرق الواسعة.

يُعد القرار الذي أصدره بخصوص المياه هو الأبرز خلال فترة ولايته على المنطقة الشرقية، حيث أعاد النظر في حقوق الملكية للمياه وجعلها متوفرة لجميع السكان، وعمل على توزيعها بالتساوي على جميع المناطق، كما عمل على زيادة المساحات الزراعية. 

إعلانه حاكمًا لأبوظبي

في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي بدأت مرحلةً جديدةً في منطقة الخليج العربي عامةً، وهي اكتشاف النفط من قبل الشركات البريطانية والعمل على استغلال الواردات من تصديره في عملية التطوير والتحديث، وهنا جاء إعلان عائلة آل نهيان تعيين الشيخ زايد حاكمًا لإمارة أبو ظبي خلفًا لأخيه شخبوط لقيادة المرحلة الجديدة، وذلك في السادس من أغسطس عام 1966.

أطلق الشيخ زايد حملةً واسعةً لتطوير الإمارة وتحديثها على صعيد المجالات المختلفة، وعمل على مشاركة المواطنين كافةً في هذه العملية مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية؛ فتشكلت في عهده أول حكومةٍ رسمية في الإمارة لإدارة شؤونها.

اقرأ أيضًا.. جلوبال فاينانس: "أبوظبي الإسلامي - مصر" أفضل مؤسسة مالية إسلامية وأفضل بنك إسلامي مبتكر

بدأ بتطوير القطاع التعليمي ببناء المدارس، وتطوير القطاع الصحي ببناء المراكز الصحية وتقديم الخدمات الطبية المختلفة، إضافةً إلى تنظيم المدن بإقامة المساكن الحديثة المزودة بالمياه العذبة والكهرباء للسكان والجسور وشبكات الطرق الواسعة.

في عام 1968، أعلنت بريطانيا نيتها الانسحاب من المدن الواقعة تحت سيطرتها شرق قناة السويس، ومن ضمنها الإمارات العربية، بحلول نهاية عام 1971، نتيجةً لهذا القرار قام الشيخ زايد حاكم أبو ظبي مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بمبادرةٍ كبيرة كانت نقطة التحول إلى مستقبل جديد.

في عام 1969، أُقيمت مباحثات الاتحاد التساعي بين الإمارات السبعة مع كلٍّ من البحرين وقطر لإنشاء كيانٍ واحد وعُيّن الشيخ زايد رئيسًا لهذه المباحثات.

أما في الثاني من ديسمبر من عام 1971، آلت المباحثات في النهاية لإقامة اتحاد الإمارات السبعة (أبو ظبي، دبي، أم القيوين، الفجيرة، الشارقة، عجمان، إضافةً إلى رأس الخيمة التي انضمت في العام التالي) باسم دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن أعلنت البحرين وقطر استقلالهما، وانتُخب الشيخ زايد بالإجماع أول رئيسٍ للدولة الجديدة والشيخ راشد نائبًا لهُ.

في عام 1973، دعا الشيخ زايد إلى حظر النفط العربي عن الدول المساندة لإسرائيل، واستجابت له الدول العربية جميعها، وفي عام 1974، تم بفضله حل الخلافات مع المملكة العربية السعودية المتعلقة بحدود البلدين، حيث حُلت المشكلة بتوقيع معاهدة لترسيم الحدود بين الدولتين.

في الخامس والعشرين من مايو من عام 1981، أُعلن عن تشكيل مجلس التعاون الخليجي بعد المساعي التي قام بها الشيخ زايد والشيخ جابر الأحمد الصباح، وانتُخب الشيخ زايد أول رئيسٍ للمجلس الأعلى.

ساهم الشيخ زايد في العديد من عمليات حفظ السلام، منها عملية استعادة الأمل في الصومال مع الأمم المتحدة، والوساطة في الحرب الأهلية في اليمن، وعملية حفظ السلام في كوسوفو مع حلف الناتو، والعمل لعقد مؤتمرٍ لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية.

الشيخ زايد ومصر

بدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر، منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فقد جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعا شعارا واحدا هو القومية العربية، و"ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار"، وحين أسس الشيخ زايد آل نهيان دولة الإمارات الموحدة التى أعلنت فى 1971، كانت مصر أولى الدول التى أيدت بشكل مطلق الاتحاد، ودعمته لأنه ركيزة الاستقرار دوليا وإقليميا.

وعقب انتهاء العدوان الإسرائيلى على مصر، ساهم الشيخ زايد فى إعادة إعمار مدن قناة السويس، التى دمرت بفعل الاحتلال، وكانت كلماته حاضرة بشكل قوى فى كل آن ووقت، فكان يقول "عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا".

كانت تصريحات الشيخ زايد آل نهيان لاتنم في أي وقت إلا عن حبه الشديد لمصر؛ فبعد إعادة العلاقات مع مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد قال: لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغني عن الأمة العربية.

وعن الممارسات الغير مسؤولة لقطر قال: "مصر دولة كبيرة وعظيمة وأن تعداد دولة قطر أقل من تعداد حي واحد في قاهرة المعز لدين الله، ويمكن لمصر جمع جميع القطريين في فندقين.

قبل حرب أكتوبر ورغم أن الإمارات وقتها كانت محدودة الموارد وناشئة كان له تصريح شهير بأنه ممكن أن يقترض من بريطانيا لدعم الجيش المصري في حرب أكتوبر.

"النفط العربي ليس أغلي من الدم العربي"، هكذا قال الشيخ زايد، بعد إعلان قطع البترول عن أي دولة تساند إسرائيل، في حربها ضد مصر وسوريا، في محاولة لاستخدام سلاح البترول لتغيير مسار المعركة، وإجبار أمريكي، التي مدت جسرًا جويًا إلي إسرائيل، للتراجع عن موقفها الداعم للكيان الصهيوني.

ولم يكتف الشيخ زايد بهذا، بل قام بجمع 100 مليون جنيه إسترلينى من بنوك أوروبا، لدعم دول المواجهة مصر وسوريا، ووضع كل إمكانيات بلاده لصمود الدول العربية في ميدان المعركة.

في عهده ارتبطت البلدان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة‏، إذ ربط بينهما 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما بلغ حجم التبادل التجارى بينهما ‏1.4 مليار دولار، وفقًا لمتحف زايد الوطنى، دائما كان يقول الشيخ زايد أن ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء فى بحر ما قامت به مصر نحو العرب.

وفاته

وافته المنية في الثاني من نوفمبر عام 2004

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً