اعلان

لا مبالاة مثيرة للدهشة.. الرئيس الأمريكي لايلقي بالًا لانتفاضة الشعب الإيراني في وجه نظام المرشد.. "ترامب" يسير على خطى سلفه "أوباما" في تجاهل قتل المتظاهرين.. وصحيفة: مشغول بتغريداته ضد الديمقراطيين

استعرض تقرير نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أسباب عدم استغلال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الأقل حتى الآن، غضب الشعب الإيراني من نظام الملالي؛ حيث رأت الصحيفة أن "أمريكا كان يمكن لها أن تساعد المتظاهرين في إيران، الذين دوت أصداء احتجاجاتهم المناهضة للحكومة في العراق ولبنان، لكنها اختارت ألا تفعل ذلك"، هؤلاء المتظاهرين الذين خرجوا بالآلاف في العشرات من المدن تنديدا بالظروف الاقتصادية والدعوة لعدم التدخل في شئون الدول الأخرى وإهدار ملايين الريالات في تسليح الميليشيات والأذرع العسكرية في بلاد أخرى في وقت يعاني الشعب من ويلات الظروف الاقتصادية الطاحنة خاصة مع تغليظ العقوبات الأمريكية على أهم ركائز اقتصاد الدولة، بما في ذلك القطاع النفطي.

ومنعت السلطات في طهران الوصول إلى الإنترنت، الذي كان يعمل، وفقًا لتقديرات عديدة، بنسبة 5 في المائة من طاقته. ومع ذلك، يبدو أن الاحتجاجات الجماهيرية على ارتفاع أسعار الوقود تكتسب زخماً وتنتشر في العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد. وأبرز الصحفيون والناشطون المشاركون في المظاهرات التخريب المنهجي للبنوك ومئات الاعتقالات وبعض الوفيات (حوالي 20، وفقًا لآخر تقرير)، ومن بينهم شرطي توفي عندما تعرض مركز للشرطة لهجوم من قبل المتظاهرين.

إن موجة المظاهرات الحالية ليست الأولى من نوعها؛ ففي عام 2009، قمع النظام بوحشية "الثورة الخضراء" التي شهدت أسابيع من أعمال الشغب، والتي نجمت عن مزاعم بأن الانتخابات الرئاسية في ذلك العام قد تم تزويرها. وفي أواخر عام 2017، كانت هناك موجة أخرى من الاضطرابات الناجمة عن المشاكل الاقتصادية، لكنها تراجعت في غضون أسابيع.

وفي الوقت الذي ليس هناك مجال واحد أظهر فيه النظام في طهران كفاءته على مدار سنوات، فإن القمع المنهجي وغير المقيد لأي محاولة للمقاومة الجماهيرية يمكن أن يقوض استقراره.

وعندما تلاشت الثورة الخضراء في النهاية، تم توجيه الاتهامات إلى إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. كان أوباما لا يزال جديدًا في هذا المنصب، عندما تحدث في جامعة القاهرة- قبل أسبوع من الانتخابات الإيرانية، في 12 يونيو 2009- حول الحاجة إلى تغييرات في علاقات الولايات المتحدة مع العالم العربي والإسلامي. لكن واشنطن التزمت الصمت عندما قامت قوات الأمن الإيرانية باعتقال وتعذيب وقتل المتظاهرين المشاركين في الثورة التي اندلعت بعد الانتخابات.

وعلى غرار أوباما، يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لا تلقي لانتفاضة الشعب الإيراني بالًا، على الأقل في الوقت الحالي؛ حيث إن الرئيس منشغل بالتغريد ضد الديمقراطيين، الذين بدأوا إجراءات العزل ضده، ولم تتح له فرصة لإتاحة الوقت للمسائل المتعلقة بإيران.

إن اللامبالاة الواضحة التي أبدتها الإدارة الأمريكية للتطورات في إيران، حتى الآن، أمر يثير الدهشة، لأن العقوبات الاقتصادية القاسية التي بدأها ترامب، لا سيما منذ القرار الأمريكي في مايو 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي، أدت إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية لإيران. تعرض ترامب للانتقاد لقراره بتجاهل الهجمات الإيرانية على مدى نصف العام الماضي ضد أهداف في الخليج العربي، وبلغت ذروتها بالهجوم على منشآت النفط السعودية في سبتمبر الماضي.

اقرأ أيضاً: دور فريد لقاسم سليماني.. تقارير استخباراتية إيرانية مسرّبة تظهر عمق نفوذ طهران في العراق

ومع ذلك، وعلى النقيض من عدم رغبته الشديدة في التشابك العسكري في الشرق الأوسط، يعشق ترامب العقوبات ويعتقد أنها يمكن أن يكون لها تأثير. والموجة الجديدة من المظاهرات التي تشهدها إيران حاليا، على خلفية الضائقة الاقتصادية هناك، تعزز قضيته تماما.

ترتبط الاحتجاجات في إيران، على الأقل بشكل غير مباشر، بالمظاهرات التي تجري ضد الحكومتين المؤيدين لطهران في المنطقة- في العراق ولبنان.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يعلق على مظاهرات إيران.. ويوجه رسالة للمحتجين

وفي العراق، قُتل أكثر من 300 شخص، معظمهم من المتظاهرين برصاص قوات الأمن الشيعية والميليشيات. وفي لبنان، كان الاحتجاج غير عنيف، لكنه كان لا يزال مصدر قلق شديد لحكومة الحريري، وخاصة بالنسبة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وفي كلا البلدين، كانت الاضطرابات الناجمة عن الوضع الخطير للاقتصاد والفساد المستشري قد أبرزت التوجهات الأكثر معاداة لإيران.

اقرأ أيضاً: فيديوهات تظهر مروحيات وقناصة يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين في إيران

ومن المؤكد أن الموقف المتوتر في العراق يعززه التقرير الذي نشرته كل من صحيفة نيويورك تايمز والموقع الإلكتروني "interception" صباح الاثنين، حيث يكشف عن حوالي 700 صفحة من الوثائق السرية والمراسلات من قبل المخابرات الإيرانية حول أنشطتها السرية في بغداد. تصف مجموعة الأوراق الجهود التي بذلتها طهران لاختراق جميع طبقات المجتمع العراقي، للتأثير على تصرفات حكومتها وإقناع العملاء العراقيين الذين عملوا مع الأمريكيين بالفرار إلى إيران. وليس من المستغرب أن أولت التقارير أهمية خاصة لأنشطة اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً