اعلان

بدلا من تأسيس مدن جديدة.. رقمنة المدن القديمة بين حتمية التطبيق وقلة الموارد (تقرير)

يمثل تحويل المدن القديمة إلى مدن جديدة وذكية أحد العناصر الأساسية والحيوية التي ينشدها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تستهدفها الحكومة المصرية حيث تشكل جوهر عملية التحول الرقمي بهدف تحسين مجال الاقتصاد العام وطريقة المعيشة بمصر عبر تهيأة بيئة مستدامة من خلال أدوات تكنولوجيا المعلومات في إدارة قطاعات عدة مثل المناخ والنقل والطاقة والبنية التحتية وموارد السكان وإدارة الموارد الطبيعية وتطوير سبل استخدامهم بشكل فعال والاتجاه لتخصيص حلول ذكية وتقنيات متطورة بما يساعد على تيسير مخرجات اسلوب الحياة اليومية.وفقاً لما أقرته خطة الحكومة المصرية ضمن إستراتجيتها العامة للتنمية الشاملة والمستدامة 2030.

ويعتمد إنشاء المدن الذكية على مجموعة من العوامل الأساسية، يأتي في مقدمتها الإدارة والربط الذكي عن طريق تكنولوجيا إنترنت الأشياء (IOT) والحوسبة السحابية وقواعد البيج داتا والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز افتراضياً والبلوك تشين لربط الحلول والوحدات المختلفة وتدشين شبكة معلومات رقمية تضم كافة البيانات بعد جمعها لادارة غرف تحكم مركزية.ومعها شبكات المياه والصرف الصحي وتدوير محطات تحلية المياه وتشغيل محطات طاقة شمسية ووسائل نقل ذكية وكاميرات مراقبة بجميع المناطق والطرق واقامة منظومة لإدارة المخلفات وإعادة تدويرها، والتخلص الآمن من المواد الصلبة بطريقة علمية.

ولا تكمن أهمية المدن الذكية فقط في التطوير والابتكار والنقلة النوعية في نمط حياة المواطن بل وأيضاً كيفية إدارة المدن في ظل الزيادة السكانية التي تجتاح مصر في العقود الأخيرة وما تحتاج إليه من موارد وموظفين لإدارتها.. ويمثل تأسيس المدن الذكية تدشين بنية اتصالات قوية عند إنشاء أي مدينة جديدة ما يستوجب عقد شراكة بين وزارتي الاتصالات والاسكان والمجتمعات العمرانية، يتم بمقتضاها إنشاء وحدة متخصصة داخل كل جهاز مدينة جديدة تابع لوزارة الاتصالات لتكون منوطة بمنح التراخيص اللازمة لتوفير البنية التحتية لشبكات الاتصالات المتطورة من شبكات الجيل الرابع وكابلات الفايبر بهدف توفير توفير الوقت والجهد.

قال المهندس خالد حجازي الرئيس التنفيذي للقطاع المؤسسي بشركة اتصالات مصر أنه فى ظل تبنى الحكومة لمفهوم التحول الرقمى لتسهيل تقديم كافة الخدمات الحكومية للمواطن باستخدام الادوات التكنولوجية ، واهمها الهاتف المحمول والانترنت ، فان الشركة مهتمة بتوفير البنية التحتية للاتصالات لتطوير المدن التقليدية وتحويلها الى مدن ذكية

وأكد حجازي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن شركة "اتصالات الإمارات" سباقة فى مجال التحول الرقمى والجيل الخامس وذلك من خلال الدخول فى شراكات مع مطوري التطبيقات لتحسين الخدمات ، وخاصة الحكومية التى يتم تقديمها للمواطن مشيراً إلى أن فرص استثمار شركته في مجال الطاقة الشمسية جيدة للغاية متوقعا أن يشهد مستقبل الطاقة الشمسية في مصر نمواً سريعاً خاصة مع ارتباطه بعملية التحول الرقمي التي تستهدف تطوير المدن القديمة عبر الاستغناء عن المصادر التقليدية للحصول على الطاقة الكهربية وإدارتها ومن ثم توطين دعائم المجتمع الذكي.

وتابع حجازي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن شركات الاتصالات أصبحت تبحث عن انتاج الطاقة الشمسية لتشغيل شبكاتها ودعم أعمالها منوهاً أن شركته تضع خطة متكاملة لذلك بالتعاون مع الحكومة المصرية مشددا أن ذلك يأتي لدعم استثمارات دعم المدن القديمة وتحويلها لمدن ذكية تقوم على التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية مشيداً بدور الدولة في الاتجاه للاعتماد على الطاقة الشمسية وفي دعم استثمارات تدشين المدن الذكية

وطالب حجازي بتخصيص مساحات كبيرة من الأراضي لمشروعات الطاقة الشمسية لكبر حجم محطات إنتاجها وهو مايتم بالتعاون مع الحكومة في توفير تلك الأراضي لافتاً إلى أن ارتفاع التكلفة تمثل أهم العوائق التي تعترض انتشار مجال الطاقة الشمسية في مصر مشددا على ضرورة توفير مصادر تمويلية متنوعة واتاحة الدعم المالي المطلوب لانجاح مشروعات الطاقة الشمسية في مصر.

من جانبه قال وائل حسام خبير تكنولوجيا المعلومات أنه لا تقتصر التحديات التي تواجه تحويل المدن القديمة للمدن الذكية على البنية التحتية من خلال شركات الخدمات والمرافق العامة على تلبية احتياجات سكان المدن فقط بل تشمل أيضاً إطلاق مبادرات المرافق الذكية والتي تتضن الاعتماد على قطاع العدادات الذكية مسبوقة الدفع والشحن وأنظمة ضخ المياه والسيارات ذاتية القيادة أو التي تسير بأنظمة كهربائية غير ملوثة للبيئة ..

وتابع وائل في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنه تمّت معالجة وإعادة استخدام أقل من 5% من مياه الصرف الصحي في الشرق الأوسط منوهاً أن مصر شهدت إعادة تدوير مياه الصرف بنسبة تزيد على 10% من إجمالي المياه المستخدمة للأغراض الزراعية بنهاية العام الماضي متوقعاً أن تضخ شركات الخدمات والمرافق العامة في الخليج استثمارات أكثر من 100 مليار دولار في الحلول الرقمية خلال الخمس سنوات القادمة بهدف تحسين أصولها.

من جانبه أكد المهندس خالد ابراهيم الرئيس التنفيذي لغرفة تكنولوجيا المعلومات أن تحويل المدن القائمة لمدن ذكية لا يتحقق بسهولة بدون أسس علمية بل يتحقق بتوفير بنية تحتية سليمة لافتاً إلى أنه يمكن استخلاص العناصر الأساسية للمدن الذكية من خلال مشروع المدن الذكية الأوروبية الذي تم تنفيذه في 70 مدينة متوسطة الحجم في أوروبا حيث تم ترتيبها بناء على ستة خصائص وتتضمن الاقتصاد الذكي وروح الابتكار وريادة الأعمال والإنتاجية ومرونة سوق العمل والقدرة على التحول والتعددية الاجتماعية والمعرفية .

وأوضح أن الهدف من هذا المشروع هو القيام بتحديد نقاط القوة والضعف في المدن متوسطة الحجم لتصبح أكثر تنافسية من خلال تحقيق التنمية المحلية المناسبة مضيفاً أن أهم فوائد المدن الذكية تتركز في زيادة إنتاجية الموظفين ورفع كفاءة العمل في القطاعات الحكومية وتقليل الأخطاء الإدارية وتعزيز التعاون بين مؤسسات الحكومة المختلفة والقطاع الخاص وتحقيق التكامل الاقتصادي وتنمية القدرات التنافسية .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الاحتلال الاسرائيلي يصيب 11 فلسطينيا ويعتقل آخرين في مخيم نور شمس