اعلان

مبادرة هرمز للسلام.. نكشف عن النوايا الخفية وراء إطلاق نظام الملالي لها.. خبير: المبادرة "مراوغة" إيرانية جديدة والموافقة الخليجية "مستبعدة"

كانت إيران قد أعلنت، إرسال النص المقترح لمبادرة "هرمز للسلام" الذي طرحه الرئيس حسن روحاني في الأمم المتحدة لأمن المنطقة إلى دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، معتبرة هذه المبادرة دليلا على الأهمية التي توليها للدول الإقليمية لترسيخ الاستقرار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي -في بيان- إن روحاني أرسل النص الكامل للخطة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، "وطلب منهم التعاون بهدف تحقيقها وتطبيقها"، لكن هل تلقى تلك المبادرة قبولًا خليجيًا، خاصة بعد نفي حكومة الكويت موافقتها على المبادرة، وماهي الأهداف الإيرانية لإطلاق تلك المبادرة؟

ماهي مبادرة "هرمز للسلام"؟

في 25 سبتمبر الماضي، عرض الرئيس الإيراني، حسن روحاني الخطوط العريضة لخطة التعاون الأمني التي أطلق عليها "مبادرة هرمز للسلام"، أو "أمل"، خلال كلمته في الأمم المتحدة، موضحًا أن هدفها هو "الارتقاء بالسلام والتقدم والرخاء لكل الشعوب المستفيدة من مضيق هرمز، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة".

وأطلقت ايران هذه المبادرة لتأمين حركة الملاحة البحرية في الخليج الفارسي بمشاركة دول المنطقة.

الموقف الخليجي من المبادرةأعلن خالد الجار الله، نائب وزير الخارجية الكويتي، أن بلاده تسلمت المبادرة الإيرانية و"أنها الآن في مرحلة دراستها، مضيفًا عندما نتخذ القرار سنبلغ إيران به".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إن "ثلاث دول خليجية رحبت بالمبادرة، وردت برسائل مكتوبة على دعوة روحاني"، لكن لم يذكر موسوي الدول الثلاث.

وذكر مصدر في الرئاسة الإيرانية لصحيفة "الجريدة" الكويتية، إن الكويت وافقت على المبادرة بعد أسبوع من تسلمها رسالة روحاني، مضيفا أن قطر أبلغت طهران الأسبوع الماضي موافقتها، بينما من المقرر أن يزور وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي الأسبوع المقبل إيران لإبلاغها موافقة السلطنة.

لكن نفت الكويت ما تم إعلانه بشأن الموافقة على المبادرة حيث قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية إن الكويت لم تبلغ إيران موافقتها على المبادرة التي اقترحها الرئيس الإيراني حسن روحاني للسلام في منطقة الخليج، والتي أطلق عليها "مبادرة هرمز للسلام".

وأكّد المصدر لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن المشاورات في هذا الشأن لاتزال قائمة، وأنه حتى الآن لم يتبلور موقف محدد من هذه المبادرة، مرجحًا أن يتم الرد النهائي عليها خلال القمة الخليجية التي ستعقد في الرياض خلال ديسمبر المقبل.

من ناحية أخرى ذكر مسؤول عسكري أمريكي، إن قطر والكويت أبلغتا الولايات المتحدة إنهما ستنضمان إلى تحالف بحري تشكل بقيادة أمريكا ردًا على سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط.

وقال الكولونيل جون كونكلين، رئيس هيئة أركان التحالف، إن «قطر والكويت أبلغتنا بالفعل بأنهما ستنضمان ومن ثم فالأمر مسألة وقت».

اقرأ أيضًا.. الرئيس الإيراني يبعث رسالة إلى مجلس التعاون الخليجي والعراق بشأن مبادرة تأمين هرمز

ما الأسباب الحقيقية لإطلاق روحاني للمبادرة؟قال هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف السعودي للدراسات:" إنه لايمكن الوثوق بمبادرة هرمز للسلام التي طرحها الطرف الإيراني، والتي تهدف إلى تمكين إيران مع دول الخليج بحماية أمن الملاحة في منطقة مضيق هرمز، أو منطقة الخليج بشكل عام".

وأضاف البقلي في تصريح خاص لـ"أهل مصر": أن المبادرة الإيرانية ستواجه حالة من الرفض الخليجي بشكل كامل لسببين: الأول عدم الثقة في النظام الإيراني وسياساته، والأمر الثاني أن إيران ترغب من هذه المبادرة ليس حماية الملاحة في منطقة الخليج، لكن في إبعاد القوات الأجنبية أو الأمريكية المتواجدة في المنطقة، والهدف الأساسي من المبادرة هو الإنفراد بدول المنطقة ودول الخليج بالتحديد، دون أي تواجد للجانب الأمريكي". 

وأشار إلى أن إيران تعي جيدًا أن موافقة دول الخليج على هذه المبادرة، تعني خسارة الجانب الأمريكي، وهذا السيناريو مستبعد بالكامل من قبل دول الخليج، لذا فإن مسألة الموافقة عليها مستبعدة تمامًا، بجانب أن تلك المبادرة ما هي إلا "مراوغة" جديدة تقدمها إيران للدول الخليجية في محاولة استقطاب أي من الدول الخليجية لتكون بجوار إيران في هذا التوقيت، ومعظم الدول العربية لن تقع فريسة لتلك المبادرة".

يُذكر أن علاقات إيران مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي شديدة التوتر، خاصة مع السعودية والإمارات، على خلفية تدخلهما العسكري في اليمن ضد المتمردين الحوثيين.

من جهتها، تحمل السعودية إيران مسؤولية هجمات استهدفت في سبتمبر، منشأتي نفط على أراضيها وهو ما تنفيه طهران.

وبعدما دعا إلى أن تتولى دول الخليج أمنها بنفسها بدون "تدخل" أجنبي، كرر روحاني أمام الأمم المتحدة، خلال سبتمبر الماضي، تأكيد الموقف الإيراني القائل، إن "وجود القوات الأجنبية في المنطقة يعرض السلام والأمن والاستقرار للخطر".

وهذه القوات، وخصوصا الأمريكية، وأيضًا الفرنسية أو البريطانية، منتشرة في الكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وكذلك في مياه الخليج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً