اعلان

اليوم الوطني الإماراتي الـ48.. "من الصحراء إلى الفضاء".. الإمارات تحتفل بإنجازات نصف قرن من الوحدة البناء والتقدم

اليوم الوطني الإماراتي

يشهد يوم الثاني من ديسمبر كل عام، احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بـ" اليوم الوطني الإماراتي"، وسط أجواء من السعادة تعبر عن فرحة الشعب الإماراتي، الذي يحتفل اليوم بالذكرى الثامنة والأربعين لليوم الوطني الإماراتي.

لماذا تحتفل الإمارات في ذلك اليوم؟

تحتفل الإمارات في هذا اليوم بذكرى قيام اتحادها الذي تأسس عام 1971، وكانت الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد قد بدأت باجتماع حكام الإمارات السبع، وهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، والشيخ خالد بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والشيخ محمد الشرقي حاكم الفجيرة، والشيخ أحمد المعلا حاكم أم القيوين، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، حاكم عجمان، واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم حيث أقر دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها.

وفي 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي 2 ديسمبر 1971م تمّ الإعلان رسميًا عن تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة.

وفي العاشر من فبراير عام 1972م أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها للاتحاد ليكتمل عقد الإمارات السبع في إطار واحد، ثم أخذت تندمج تدريجيا بشكل إيجابي بكل إمكاناتها.

اقرأ أيضًا.. لأول مرة.. الإمارات تعلن فتح باب الاشتراك للمعلمين المصريين في جائزة "محمد بن زايد"

 

من الصحراء إلى الفضاء.. الإمارات تحتفل بإنجازاتها اليوم

تصدّر اليوم الوطني الإماراتي عناوين الصحف الإماراتية فذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أنه في اليوم الوطني يحتفل الإماراتيون بمعجزات تحققت في الأرض والفضاء، وبالسواعد السمر التي تبني وتعمر، وبالعقول التي تخطط وتخرج للعالم بأجمل ما يبدعه الإنسان.

وأكّدت أن الدولة الاتحادية، التي شكك البعض في استمرارها عند تأسيسها، أصبحت نموذجًا للدولة العصرية، التي تضاهي الدول الكبرى في العديد من المجالات، وأضحى الإصرار على الحفاظ عليها، والنهوض بقدراتها مثالًا يحتذى في جميع أنحاء العالم.

ونشرت مجلة "درع الوطن" كلمة نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن راشد آل مكتوم، التي وجهها بمناسبة الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني الـ 48 للدولة، وجاء فيها:

"اليوم وإنجازات ثمانية وأربعين عامًا تشخص أمامنا، نتذكر بكل الإجلال والعرفان والدنا ورمز اتحادنا ومؤسس نهضتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والآباء المؤسسين طيب الله ثراهم جمعيا. ومع ذكراهم تحضر رؤيتهم التي قادت إلى ولادة دولتنا، وطموحهم الذي وضع قواعد نموذجنا الإماراتي القوي بأبنائه وبناته، والمنيع بقواته المسلحة وأجهزته الأمنية، والناطق بالتنمية المستدامة، والمجسد لمبادئنا وقيمنا، ووحدة بيتنا، وعمق انتماء وولاء شعبنا والتحامه بقيادته والتفافه حول رؤاها وسياساتها وخطط عملها".

وقد تحدث خلال كلمته عن أبرز إنجازات الإمارات التي انتقلت بها من الصحراء إلى الفضاء، وقال:

"لقد انتقلنا بنموذجنا الإماراتي من حال إلى حال، ومن عصر إلى عصر، وثبتنا أقدامنا على مدارج الصعود والتقدم، وفتحنا لطموحاتنا أوسع الآفاق، ولأجيالنا المقبلة أرحب الفرص، وكما تمتلئ نفوس الإماراتيين والإماراتيات فخرًا واعتزازًا ورضا بإنجازات نموذجنا ونجاحاته فإني على يقين بأن هذه النفوس عامرة بحس المسؤولية عن صون الإنجازات وتطويرها".

وأضاف: "لقد غرس آباؤنا المؤسسون المستقبل في عقولنا وثقافتنا فحضر في كل خططنا ومشاريعنا الاستراتيجية، وهذا الحضور هو من أسرار نجاح نموذجنا الإماراتي، حيث مكننا من تحقيق التراكم الكمي والنوعي في كل حقول التنمية، وأضاف إلى برامج عملنا رصد الاتجاهات العالمية الصاعدة في الاقتصاد والتكنولوجيا، مما كفل لنا القدرة على مواكبة المتغيرات، وكفل لمواردنا البشرية واقتصادنا ومؤسساتنا القدرة على التكيف مع مقتضياتها..

وهكذا، حين أطلت تباشير الثورة الصناعية الرابعة بادرنا إلى الاشتباك الإيجابي معها، وانخرطنا في عالمها، وشاركنا في حراكها، ولم يكن ذلك ممكنًا لولا أننا واكبنا ثورة المعلومات والاتصالات في بواكيرها، وشيدنا بنيتها التحتية الرقمية، وسخرنا تطبيقاتها للارتقاء بالأداء الحكومي، ودفعنا القطاع الخاص إلى توظيفها لتسريع انتقاله إلى الاقتصاد المعرفي..

وفي وقت مبكر أيضًا، أدركنا أهمية علوم وصناعات الفضاء، وقلت في حينه إن من لا يحجز مكانًا في الفضاء لن يحوز مكانه على الأرض. وقد جسدنا هذا الإدراك في بناء المؤسسات والمراكز ووضع التشريعات ذات الصلة، وتأهيل وإعداد الكوادر الوطنية المتخصصة، فانتقلنا من الاحتفاء بضيوفنا رواد الفضاء الأجانب إلى الاحتفاء بأبنائنا رواد الفضاء الإماراتيين. ومن شراء الأقمار الصناعية الجاهزة، إلى تصميمها وتصنيعها بعقول وأيدي شبابنا وشاباتنا الذين يضعون الآن اللمسات الأخيرة على مسبار الأمل الذي سينطلق في العام المقبل إلى المريخ".

وتابع بن راشد آل مكتوم: "لا يتسع المجال هنا لحصر تجليات حضور المستقبل في مشاريعنا، وأكتفي بنموذج إضافي يزخر به قطاع الطاقة الذي باتت بلادنا شريكًا رئيسيًا وفاعلًا في رسم معالم مستقبله في العالم، من خلال مبادراتنا في مجال الطاقة النظيفة كما في مدينة مصدر أحد أكثر الحواضر استدامة في العالم، ومجمعنا للطاقة الشمسية الأكبر من نوعه في موقع واحد، ومحطة براكة للطاقة النووية التي ستجد من انبعاث واحد وعشرين مليون طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون سنويًا فضلًا عما تضيفه للطاقة الكهربائية في بلادنا".

بن مكتوم، تحدث أيضًا عن البنية التحتية التعليمية والتي شملت الذكاء الاصطناعي، وعن أبرز الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية، وقال:

"أنا مطمئن في يومنا الوطني هذا، أكثر من أي وقت مضى، إلى عمق وانتظام صلة بلادنا ومجتمعنا بالمستقبل، فحضور بلادنا وشبابنا وشاباتنا فاعل ونشط في أهم القطاعات المستقبلية المؤثرة في مكونات قوتنا الذاتية. وقد أنتجت استراتيجياتنا منظومة عمل تتكامل فيها أدوار المؤسسات والتشريعات، وتنطلق منها الخطط والبرامج والمشروعات والمبادرات، وتتعزز في سياقها بنيتنا التحتية العلمية، وتتعمق بإضافات نوعية أحدثها مختبرات الذكاء الصناعي وجامعة محمد بن زايد للذكاء الصناعي..

لقد حققنا في العام الاتحادي الماضي إنجازات مهمة في كل حقول التنمية، خاصة في التنمية الإنسانية، فمجتمعنا ينعم بنوعية حياة راقية موفورة الأمن والاستقرار. ومواردنا البشرية تملأ العين في كل المواقع والمجالات الحيوية في حكومتنا ودوائرنا وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية والقضائية، وفي قطاعات الفضاء والطاقة الذرية والطاقة النظيفة والطيران والصناعات المتقدمة..

وعلى صعيد الاقتصاد سجلنا تقدمًا في حجم ونوعية أنشطتنا الاقتصادية بفضل التطوير المستمر لتشريعاتنا وتعزيز الشفافية والحوكمة والشراكة مع القطاع الخاص. وعلى الرغم من التباطؤ في الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية، واصل اقتصادنا النمو، ونمت التجارة غير النفطية، وتنمو التجارة الإلكترونية بمتوسط يبلغ 23 بالمئة سنويًا وذلك نتيجة تبني الحكومة مدفوعات الخدمات والتجارة الإلكترونية..

وقد تبوأ اقتصادنا مركزًا متقدمًا في التقرير السنوي للتنافسية العالمية 2019 الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، حيث حل في المرتبة الرابعة متقدمًا من المرتبة السابعة، وهذه المرتبة المرموقة تفرض علينا مضاعفة جهودنا لنتقدم أكثر وصولًا للمرتبة الأولى، ولتحقيق التقدم في مؤشرات التنمية الأخرى التي تتبوأ فيها دولتنا المراكز الأولى في عدة محاور، ومراكز متقدمة في محاور أخرى لا ترضينا ولا تلبي طموحاتنا..

وفي مجال التمكين السياسي أجرينا انتخابات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي لدورة تشريعية جديدة بقاعدة انتخابية عريضة تبلغ 337738 ناخبًا وناخبة، وهو عدد يبلغ واحدًا وخميس ضعفًا لعدد القاعدة الانتخابية الأولى في العام 2006، في تأكيد جديد على جدارة نهج التدرج الذي نسير فيه بوعي وإدراك في بناء نموذجنا الإماراتي، وقد شهدت الانتخابات تفاعلًا اجتماعيًا خلاقًا، ومنافسة شريفة بين المرشحين، واكتملت بانعقاد المجلس الوطني بتشكيلة الجديد وتكوينه الذي يضمن للمرأة تمثيلًا لا يقل عن 50 بالمئة.

إن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة يقدم إضافة نوعية لجهودنا في تمكين المرأة وصولًا إلى تحقيق التوازن بين الجنسين، خاصة أن المرأة الإماراتية أظهرت كفاءة عالية في كل المسؤوليات التي تولتها سواء وزيرة أو مديرًا عامًا أو عضوًا في السلكين القضائي والدبلوماسي.

اقرأ أيضًا.. بمشاركة 18 شركة.. هيئة تنمية الصادرات تنظم المشاركة المصرية بمعرض The Big 5 Dubai

 

واستطرد بن مكتوم، قائلا: "وإذ ينقضي عام التسامح مع نهاية هذا الشهر، فإن التسامح سيظل حاضرًا في مجتمعنا ومنظومة قيمنا؛ فهو جزء أصيل من عقيدتنا، وبه يكتمل إيماننا، وعليه نشأ أسلافنا وأنشأونا. وسنواصل دورنا في تعزيز الأخوة الإنسانية بين الأديان والأعراق والثقافات، وسنكرس دولتنا منصة عالمية للتسامح والتعايش والحوار الإنساني والاحترام المتبادل وقبول الآخر..

نعم سنكرس دولتنا منصة للتسامح كما تكرست عنوانًا للخير الذي كنا قد خصصنا له العام 2017. فقد انقضى ذلك العام لكن خير الإمارات ومساعداتها وعطاءاتها لم تنقض. كانت حاضرة قبل 2017 واستمرت بعده، وحافظت على مركزها كأكبر مانح عالمي للمساعدات كنسبة من الدخل القومي تبلغ 1،3%، وهي تقريبًا ضعف النسبة العالمية البالغة 0،7% التي حددتها الأمم المتحدة لقياس جهود الدول المانحة..

وحين تستضيف بلادنا اكسبو 2020 في العام المقبل، سنغتنم الاستضافة لإظهار أفضل ما في بلادنا من إمكانيات، وأفضل ما في شعبنا من سجايا وحسن وفادة وقدرات على التنظيم، وعلى تحفيز العقول لتتواصل وتصنع المستقبل".

واختتم بن مكتوم كلمته قائلا: "أيها المواطنون والمواطنات في يومنا الوطني نتوجه بتحية خاصة إلى ضباط وجنود قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ونشاطرهم مشاعرهم بفقدان زملائهم الشهداء، وندعو معهم المولى عز وجل أن يحفظ إخواننا وأبناءنا في أرض المعركة وأن يوفقهم ويعيدهم سالمين غانمين إلى وطنهم وذويهم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً