اعلان

نشأة الفقه ومأزق التقليد وهل الفقهاء وسطاء بين المسلمين وبين الله ؟

يعتبر الفقه الإسلامي من أعظم الإنجازات الفكرية التي قدمتها الحضارة الإسلامية للإنسانية وليس للمسلمين فقط، فقد استفاد المشرعون في حضارات وأديان أخرى ومنها الغرب من الفقه الإسلامي في التأسيس لعدد غير قليل من القوانين الوضعية التي تطبق حتى الان . ويذهب وائل حلاق في دراسته بعنوان : نشأة الفقه الإسلامي وتطوره إلى أن الفقه الإسلامي استغرق نحو 4 قرون هجرية حتي يكتمل ملامح علم الفقه الذي عرفه المسلمون بعد ذلك، وبعدها ظهرت قاعدة ليس لها أصل في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة وهى قاعدة تقليد المدارس الفقهية. وهو ما نشأت معه أزمة إجرائية تتعلق باشتراط جمهور العلماء على العامي المحض وهو المسلم العادي غير الفقيه في الدين أن يقلد مذهبا من المذاهب المعترف بها عند أهل السنة والجماعة. كما أوجب جمهور العلماء أيضا على الشخص العالم الذي لم يبلغ مرتبة الاجتهاد أن يقلد ايضا مذهبا من المذاهب المعترف بها عند أهل السنة والجماعة، وهو ما يعني أن كل المسلمين عوام غير متخصصين وعلماء متخصصين في الدين ملزمون بتقليد مدرسة من المدارس الفقهية واتباع طريقة فقهاءها في عبادة الله وفي المعاملات مع الناس وهذا ما نشرته دار الإفتاء على الرابط :

http://www.dar-alifta.org/Ar/ViewFatawaConcept.aspx?ID=141

 فهل أصبح فقهاء المذاهب وسطاء بين المسلمين وبين الله ؟

اقرأ ايضا .. لعلكم تتفكرون .. من المخاطب بالآية وما هى شروط المجتهد وشروط صحة الاجتهاد ؟

حول هذا السؤال الشائك ذهب وائل حلاق في دراسته السابق الإشارة لها إلى أن المسلمين في القرون الأربعة الأولى من الهجرة لم يكن عندهم مذاهب أو فقهاء مذاهب يقومون بتقليدهم، وقال وائل حلاق إن الأمة الإسلامية خلال العقود الأولى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على هدي أساسيين: المبادئ الأخلاقية القرآنية، وأعراف عرب شبه الجزيرة وشرائعهم، وهي شرائع اعترتها تغييرات تاريخية تحت تأثير قيم الدين الجديد. فهل المسلمون في القرون الأربعة الأولى من الهجرة اتبعوا إسلاما ناقصا أو كان إيمانهم ناقصا لأنهم لم يقلدوا أى من المذاهب المعروفة مثل المذهب الشافعي أو الحنبلي أو الحنفي أو المالكي أو غيرها من المذاهب الفقهية، وهل عدم اتباع المسلمين في القرون الأربعة الأول لفقهاء هذه المذاهب يجعلهم أقل تدينا من المسلمين الذين اتبعوا هذه المذاهب عند ظهورها بعد وفاة النبي بما يقرب من 400 سنة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً