اعلان

تنفيذًا لتوجيهات الرئيس.. ثورة في الأزهر والأوقاف لتجديد الخطاب الديني.. المشيخة تعقد مؤتمرًا عالميًا في يناير المقبل..عبد المنعم فؤاد: التجديد مبدأ إسلامي ويشمل الفكر والخطاب لا الدين نفسه

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

لا يكاد يخلو خطاب للرئيس عبدالفتاح السيسى، أو مداخلة فى ندوات التوعية التى يحرص على حضورها، من الحديث عن أهمية وضرورة تجديد الخطاب الدينى، ومناشدة علماء الدين بتطوير كل ما يتعلق بالإفتاء ونصوص التراث، بالشكل الذى يتوافق مع صحيح الدين، ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التى تستغل نصوص الدين لتحقيق مطامعها وأهدافها، مجددًا دعوته لمؤسستى «الأزهر» و«الأوقاف» للقيام بهذا الدور، كونهما الورقةً الرابحةً في مواجهة الأفكار المتطرفة، ولما لرجالهما من تأثير واحترام لدى الشارع المصري.

وردًا على تكليف الرئاسة لمشيخة الأزهر، بعقد مؤتمر عالمى تحت رعاية الرئيس لمناقشة تجديد الفكر الإسلامى، ووضع حد للجدل بشأن عدد من القضايا ذات الخلاف الفقهي، أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن عقد مؤتمر دولى، فى يناير المقبل، تحت عنوان «مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية».

التجديد في الفكر والخطاب لا الدين نفسه

ويقول الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر المُشرف العام على الرواق الأزهرى، إن الأزهر لا يألو جهدًا فى تتبع ما يثار حول كبريات القضايا داخل الوطن وخاصة قضية تجديد الخطاب الدينى، مشيرًا إلى أن الأزهر يعتبر تجديد الخطاب الدينى مبدأ إسلاميًا، لأنه إن لم يكن هناك تجديد فلا يمكن أن يكون دينًا عالميًا، لافتًا إلى أن التجديد فى الفكر والخطاب وليس الدين نفسه، وهذا اتجاه الأزهر حول قضايا المجتمع.الدكتور عبدالمنعم فؤاد

وأضاف «فؤاد» فى تصريحاته لـ«أهل مصر»، أن مؤتمر الأزهر لن يقتصر على الشأن الدينى فحسب، بل إن الدين به كل القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وسيتم ربط كل تلك الجوانب برباط دينى، فـ"عندنا فقه النوازل وفقه الواقع وفقه المقاصد، لما يتناسب مع أحوال الناس فى هذا الزمان".

وأشار إلى أن مؤتمر الأزهر سيكون بمثابة مائدة يجتمع عليها جميع العلماء المتخصصون من مصر ومن كل دول العالم، وكلٌ يدلو بدلوه فى هذه القضايا.

مراجعة المناهج الدراسية 

من جانبه أوضح الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، أن المشيخة تعقد فى الوقت الحالى العديد من الاجتماعات وورش العمل للاتفاق على المحاور الرئيسية للمؤتمر والقضايا التى ستناقش وآلية المناقشة خلال جلسات المؤتمر.الدكتور محمد المحرصاوى

وأضاف «المحرصاوى» فى تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن جامعة الأزهر تعمل من خلال استراتيجية علمية شاملة، ولا تدخر جهدًا فى عملية تجديد الفكر الدينى، مضيفا أننا اتخذنا خطوات جادة فى تجديد الخطاب الدينى، من خلال مراجعة المناهج الدراسية بشكل كامل، ومراعاة تطور المجتمع بحيث تكون متوافقة مع مقتضياته، كما نعيد النظر فى المناهج القديمة التى يتم تدريسها للطالب أيضًا لمعرفة مدى تناسبها مع الواقع من عدمه.

وأشار المحرصاوى إلى أن التجديد شمل مناهج الجامعة بحيث يتوافق المنهج مع دراسة الطالب، فعلى سبيل المثال كان يدرس منهج الفقه الموحد على جميع طلاب الكليات، فقمنا بعمل منهج يتناسب مع المواد العلمية لكل كلية «فطلاب كليات الطب والعلوم والصيدلة يرتكز منهج الفقه الجديد على أحكام الجراحة الحديثة والتشريح ونقل الأعضاء وعمليات التجميل والصيام وغيرها، وركزنا فى منهج كلية التجارة على المعاملات المالية والاقتصادية والخزانة ومعاملات البنوك وهكذا».

البرلمان يثنى على جهود الأزهر

وفى السياق ذاته، قال الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، إن الأزهر الشريف قيمة وقامة فى العالم، ولا أحد ينكر جهوده فى مكافحة الفكر المتطرف، وأن أى ممثل للأزهر يعرف جيدًا قيمة مصر بين الدول ويعمل جاهدًا تجاه هذه المكانة، ومن هذا المنطلق فإن مؤتمر الأزهر القادم عن تجديد الدينى يقوم على أساس محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، سواء أكان التطرف قولًا أو فعلًا، وذلك من أجل تحقيق نهضة مصر اقتصاديًا، لأن النهضة الاقتصادية لن تقترب من مصر ما دامت النهضة الأمنية غير متواجدة، ولأجل تواجد هذه النهضة لابد من محاربة التطرف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله. الدكتور أسامة العبد 

وأضاف «العبد» فى تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن الأزهر معنى بقضايا الشأن العام وليس القضايا الدينية فحسب، وهذا ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى أن المؤسسة الدينية تعتنى بكل ما يدور داخل الوطن.

وأشار إلى أن الأزهر وجميع المؤسسات الدينية يسعون من خلال المؤتمرات التى تقام داخل مصر أو المشاركة فى المؤتمرات الخارجية إلى خدمة الوطن، مؤكدًا أن مجلس النواب سيتبنى أى توصيات ستصدر عن مؤتمر الأزهر وكذلك مؤتمر الشأن العام الذى ستعقده الأوقاف وأى مؤتمر يخدم مصر وأمنها.

وتابع رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن المؤسسة الدينية تضع قاعدة هامة ألا وهى مصلحة الوطن فوق كل مصلحة، وكلٌ يعمل من نافذته فاللجنة الدينية فى البرلمان أقامت مؤتمرًا لمناقشة الفكر الدينى ولم يقتصر على دعوة أرباب الفكر الدينى فحسب بل جمع كل ذى فكر على الأرض، لافتًا إلى أنه سيتم الانتهاء خلال دور الانعقاد الحالى للمجلس من مشروعات عدة قوانين متعلقة بالشأن الدينى وتجديد الخطاب الدينى ونشر الفكر الوسطى المعتدل، ومواجهة أى فكر متطرف، وحماية المجتمع والتركيز على الفكر الإسلامى الصحيح.

وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قد كلف بإعداد قائمة إحصائية بكبريات القضايا التى تطرح نفسها على الساحة الآن، وأن تكون الأولوية للقضايا التى شكلت مبادئ اعتقادية عند جماعات التكفير والعنف والإرهاب المسلح، كقضايا الجهاد، الخلافة، التكفير، الولاء والبراء، تقسيم المعمورة وغيرها، معربًا عن أمله فى أن يخرج مؤتمر تجديد الفكر الدينى، بوثيقة تصدر بإجماع علماء المسلمين، وتترجم من العربية إلى اللغات الحية وتوزع على السفارات بشكل رسمى.

محاور مؤتمر الأزهر

أما عن محاور مؤتمر الأزهر، فإنه إلى الآن لم يتم تحديد المحاور الرئيسية للمؤتمر بشكل رسمى، ولكن حسب مصادر مطلعة فإن المشاركين فى مؤتمر الأزهر سيناقشون عدة قضايا هامة فى مقدمتها قضية تجديد العلوم الإسلامية، وكيفية إعداد داعية إسلامى واعٍ، وآليات تجديد الخطاب الدينى، وعلوم اللغة والقرآن والسنة وأصول الفقه والكلام والعقيدة والفلسفة.

وفيما يتعلق بالشأن الاجتماعى والأسرى، يناقش الأزهر قضية العدالة الاجتماعية ومقاومة الفقر والقوامة وحقوق المرأة، ومن المتوقع أن يستعرض المؤتمر مشروع قانون الأزهر الجديد للأحوال الشخصية، والأخطار الناتجة عن الطلاق والتفكك الأسرى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا التى تهم الشباب، مثل الزواج العرفي، والحياة الزوجية، والتربية الرياضية والأخلاقية، والإلزام بمرحلة التعليم العام.

جهود الأزهر فى التجديد

وكانت جهود مشيخة الأزهر قد تنوعت خلال السنوات الماضية فى مسيرتها نحو التجديد، ما بين الحوارات المجتمعية والحوار الداخلى مع أبنائه فى الجامعات، وإحياء الرواق الأزهرى، إلى جانب جولات خارجية لتصحيح مفهوم الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى إنشاء مرصد الأزهر لتتبع تحركات التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرهم من الجماعات المتطرفة، وتدشين مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، للعمل على تأسيس مركز عالمى للفتوى، مع إعادة تنشيط بيت العائلة المصرى مرة أخرى.

كما قامت المشيخة ببعض التحركات الداخلية، إذ أقامت سلسلة من الحوارات المجتمعية بين الشباب والعلماء والخبراء والمتخصصين فى المجالات المختلفة التى تهم الشباب؛ لأجل تفعيل القيم الأخلاقية والاقتصادية وإحياء قيمة العمل التطوعى، وإحياء دور الشباب فى المجالات المختلفة لدفع مسيرة التنمية فى المجتمع وذلك من خلال التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية والأوقاف والثقافة والشباب وبيت العائلة المصرية وفروعه فى المحافظات واللجان الأساسية، والتى ضمت لفيفًا من الشباب فى الجامعات والمرحلة الثانوية وفئات من مختلف شرائح الشباب العاملين، لأجل وضع رؤية مشتركة لتفعيل القيم الإيجابية للحفاظ على الهوية المصرية وتعميق الانتماء للوطن.

الأوقاف فى مهمة رئاسية

وفى نفس المهمة تستعد وزارة الأوقاف، للتحضير لمؤتمر الشأن العام، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسى، أثناء حضوره احتفال الوزارة بالمولد النبوى الشريف، إذ طالب وقتها الوزير محمد مختار جمعة بالسعى قدما إلى تنظيم مؤتمر عام لوضع ضوابط محددة للحديث فى الشأن العام ومناقشة سبل تجديد الخطاب الدينى أيضا كقضية محورية تقوم بها الوزارة خلال الفترة الأخيرة.

ولم تتوان الأوقاف فى تنفيذ تعليمات الرئيس، وعلى الفور بدأت فى التنسيق مع المؤسسات العامة بالدولة والتواصل مع كبار المثقفين والأدباء لإقامة جلسات تحضيرية تمهيدًا لتنظيم المؤتمر والوصول إلى صيغة نهائية لمحاوره.

التحضير لمؤتمر الشأن العام

وعقدت الأوقاف خلال الفترة الماضية، 4 جلسات تحضيرية دعت إليها بالشراكة مع مؤسسات صحفية قومية، كدار الهلال والجمهورية والأهرام وأخبار اليوم، إذ كانت هذه الجلسات مثمرة للغاية كونها شارك فيها وزراء ومثقفون وأدباء وشباب أيضًا.

الجلسات التحضيرية كانت مثمرة للغاية، إذ ناقشت كل ما يتعلق بضوابط الحديث فى الشأن العام، بل إن وزارة الأوقاف أتاحت للشباب المشاركة برأيهم فى إحدى الجلسات لمعرفة ما يدور فى أذهانهم وللإدلاء بدلوهم كونهم جزءا رئيسيا من نسيج المجتمع المصري.

موعد انعقاد مؤتمر الأوقاف

فى هذا السياق، تقول مصادر داخل وزارة الأوقاف، إن مؤتمر الشأن العام سيكون كما قال الرئيس من تنظيم الوزارة وبرعايته ولكن حتى الآن لم يحدد موعد انعقاده بالضبط.

وأضافت المصادر لـ "أهل مصر"، أنه سيراعى فى تحديد المؤتمر الأجندة الدولية لأنشطة الرئيس والحكومة معا، مرجحة أن يعقد المؤتمر خلال يناير أو فبراير المقبلين.

اقرأ أيضا..الأوقاف والتعليم تستجيبان للسيسي: إعداد تصور مشترك لتدريس ثقافة احترام الآخر

وأكدت المصادر، أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، سيعرض النتائج الكاملة التى وصلت إليها الجلسات التحضيرية على الرئيس السيسى، وبعدها سيتم الإعلان عن بقية تفاصيل تنظيم المؤتمر بشكل رسمي.

محاور مؤتمر الأوقاف

وعن محاور المؤتمر، قال مصدر آخر بالأوقاف، إنه لم يتم التحديد بالضبط للمحاور، ولكن مما جاء فى الجلسات سيكون أهم المحاور حول كيفية تأثير السوشيال ميديا على قضايا الرأى العام، مرجحا أن يتناول المؤتمر ضوابط الحديث فى الشأن العام ومقوماته.

وأضاف المصدر، أن المحاور ستشتمل أيضا على جزء متعلق بتجديد الخطاب الدينى، وسيتم دعوة جميع الشخصيات العامة والمفكرين والأدباء، إضافة إلى حضور بعض الضيوف من خارج مصر.

الشيخ جابر طايع

جابر طايع، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، قال إن الوزارة لم تألو جهدا فى تنفيذ تعليمات الرئيس بتجديد الخطاب الدينى خلال الفترة الماضية، وهو ما انعكس إيجابيا على عمل الوزارة فى مجابهة التنظيمات الإرهابية.

وأضاف «طايع» لـ«أهل مصر»، أن الوزارة استجابت على الفور لدعوات الرئيس بتنظيم مؤتمر للشأن العام، وبالتالى تم عقد الجلسات التحضيرية بالتعاون مع مثقفين وأدباء والمؤسسات الحكومية.

 

وتابع «طايع»، أن الدكتور مختار جمعة اقترح عدة اقتراحات خلال الجلسات التحضيرية، ومنها عودة انعقاد الصالونات الثقافية مرة أخرى لتحصين الشباب من التطرف وهى ما لاقت إعجابًا من المؤسسات الصحفية وبدأت على الفور بتطبيقها.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة سيراميكا كليوباترا وفاركو (0-0) بالدوري المصري لحظة بلحظة | ضغط مكثف من العنابي