اعلان

ضوء أخضر لتدنيس ليبيا.. برلمان تركيا يسمح بإرسال قوات إلى طرابلس.. محللون: رد فعل للعزلة ولضمان موطئ قدم في "المتوسط".. والمعارضة: توريط للبلاد في صراع جديد

أحد أفراد ميليشيات طرابلس

وافق البرلمان التركي، اليوم الخميس، على الطلب الذي قدمته الرئاسة لتفويض حكومة أردوغان بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعما لما يعرف بحكومة الوفاق الوطني المتمركزة بالعاصمة طرابلس، في قرار أدانته مصر بأشد العبارات واعتبرته انتهاكًا للشرعية الدولية وحملت أنقرة مسؤولية تدخلها العسكري، بينما فسر محللون تحركات أنقرة على أنها رد فعل لعزلتها الدبلوماسية المتزايدة ولوضع موطئ قدم لها في البحر المتوسط، فيما استنكرت المعارضة القرار واعتبرت نشر القوات في ليبيا ما هو إلا توريط البلاد في صراع آخر بجانب تدخلها في سوريا.

وأعلن رئيس البرلمان، مصطفى شنطوب، أنه "تم التصويت بالموافقة على المذكرة بـ 325 صوتا مقابل 184 صوتا بالرفض".

وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي، رجب أردوغان، إن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا بما أن طرابلس طلبت ذلك، وأنه سيعرض مشروع قانون لنشر القوات هناك على البرلمان، في يناير الجاري، مضيفا "سنعرض على البرلمان التركي مشروع قانون لإرسال قوات إلى ليبيا عندما يستأنف عمله في يناير، وذلك لتلبية دعوة حكومة الوفاق الليبية".

انتهاك لمقررات الشرعية الدولية

وعقب قرار البرلمان مباشرة، أدانت مصر بأشد العبارات، في بيان، هذه الموافقة واعتبرتها انتهاكا للشرعية الدولية وحملت أنقرة مسؤولية التدخل العسكري. وقال البيان الذي نشرته وزارة الخارجية في صفحتها الرسمية على فيسبوك: إن "جمهورية مصر العربية تدين بأشد العبارات خطوة تمرير البرلمان التركي المذكرة المقدمة من الرئيس التركي بتفويضه لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، وذلك تأسيساً على مذكرة التفاهم الباطلة الموقعة في إسطنبول بتاريخ 27 نوفمبر 2019 بين فائز السراج (رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الليبية) والحكومة التركية حول التعاون الأمني والعسكري".

وأضاف البيان "إن قرار البرلمان يعد انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل واضح"، محذرا من "مغبة أي تدخل عسكري تركي في ليبيا وتداعياته"، مؤكدا أن "مثل هذا التدخل سيؤثر سلباً على استقرار منطقة البحر المتوسط، وأن تركيا ستتحمّل مسئولية ذلك كاملة".

وأشارت بعض التقارير إلى أن حجم الانتشار العسكري المحتمل يمكن أن يشمل الميليشيا السورية المتحالفة مع تركيا.

رد فعل على عزلتها الدبلوماسية

ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن محللين قد فسروا التحركات التركية على أنها رد فعل على عزلتها الدبلوماسية المتزايدة في المنطقة وكجزء من جهودها لترك بصمة لها، لا سيما حول البحر الأحمر والبحر المتوسط، في مقابل خصومها الإقليميين.

وقال "أسلي أيدينشتاشباش"، كبير الخبراء السياسيين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لـ"الجارديان": "ترى أنقرة أن مشاركتها في ليبيا هي رمز لمكانتها الجديدة كقوة إقليمية"، مضيفا أن "الفكرة هي أن تكون على الطاولة الكبيرة، وأن تكون حاضرة على أرض الواقع".

اقرأ أيضاً: بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات لليبيا.. ترامب يهاتف أردوغان

المعارضة التركية تستنكر القرار

غير أن حزب المعارضة الرئيسي في تركيا حذر من أن أي نشر لقوات من جانب أنقرة سيورط البلاد في صراع آخر بجانب تدخلها في سوريا؛ وقال آيتون تشيراي، أحد أعضاء حزب "الخير" المعارض، قبل التصويت: "لا يمكننا إلقاء جنودنا في خط النار في حرب أهلية لا علاقة لها بأمننا القومي".

ومع ذلك، فإن حزب أردوغان الحاكم وبتحالف مع حزب قومي آخر، حصل الحزبان على ما يكفي من الأصوات لتمرير الاقتراح.

اقرأ أيضاً: البرلمان التركي يعلن الموافقة على نشر قوات في ليبيا

وجاء التصويت في الوقت الذي قال فيه "أردوغان" اليوم الخميس، إن ما يصل إلى 250 ألف مهاجر يفرون باتجاه تركيا من محافظة إدلب شمال غرب سوريا بعد أسابيع من القصف المتواصل من جانب قوات الجيش الوطني السوري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً