اعلان

"مايسة" والتحدي المستحيل.. من قيادة "توك توك" إلى "سواقة عربية" بمحلة مرحوم في طنطا: "الشغل مش عيب أنا مبسرقش".. وواجهت الاستهزاء من أجل لقمة العيش

"الشغل مش عيب أنا مبسرقش من جيب حد".. هكذا قالت "مايسة" ابنة محلة مرحوم التابعة لمركز طنطا، التي اختارت الطريق الصعب بدلا من أن تستسلم للواقع، وخاضت "معركة وجود"، فقررت أن تحترف "السواقة" في قريتها محلة مرحوم التابعة لمركز طنطا، وهي مهنة اشتهر بها الرجال، وواجهت الرفض والاستهزاء من قبل الكثيرين، خاصة عندما اقتحمت مجال عمل كان حكرا على الرجال.

طبيعة المرأة قد لا تتناسب بسهولة مع نوع العمل وصعوباته، خاصة فى مجتمعنا، إلا أن البحث عن لقمة العيش عن طريق حلال أجبر "مايسة" على خوض المعركة، بدلًا من اللجوء إلى المال الحرام والكسب السهل.

إقرأ أيضًا: كلاكيت ثاني مرة.. سقوط سياره في بحر شبين ومصرع السائق بالغربية

"الشغل مش عيب مبسرقش من جيب حد".. بدأت "مايسة" السيدة الثلاثينية كلماتها لـ"أهل مصر" وقالت: بعدما توفى زوجى اضطررت للنزول إلى سوق العمل، حيث لم أملك من حطام الدنيا سوى "توك توك"، وفى قريتى محلة مرحوم التابعة لمركز طنطا، وظيفة السيدة تربية أبنائها وتعليمهم هي مهنتها الوحيدة، ولا يجوز لها أن تعمل إلا فى تنظيف البيوت، أو خبز العيش فقط، ولكني تحديت كل العادات والتقاليد من أجل إطعام صغاري.

وأضافت "أم أحمد": فى بداية الأمر اصطدمت بالواقع، وبنظرة المجتمع، حيث بدأ الشباب والمراهقون ممن يقودون التوك توك فى مضايقتى، حتى وصل بهم الأمر إلى قذفي بالحجارة، إلا أنني تحديت وأصررت على مواصلة العمل مهما كلفنى الأمر، ومع الوقت شجعنى الزبائن وخاصة السيدات والفتيات، فكنت أقف أمام مدارس الفتيات لنقل البنات والمدرسات، وأحيانا أخرى أذهب للسوق، لمساعدة ربات البيوت في نقل الخضار، فقد عملت فى بداية فترة زواجى فى مشروع توزيع أسطوانات الغاز، وكنت أجوب القرى والعزب لتوزيعها، إلى أن دخل الغاز الطبيعى فأصبحت المهنة غير مجدية، وكانت الاستفادة الرئيسية معرفتى بالشوارع والحوارى.

وتابعت "أم أحمد": أبدأ عملي مع خيوط النهار الأولى وحتى الواحدة ظهرا، وأعود للمنزل لإعداد الطعام لأطفالي، وأشرف على مذاكرتهم، ثم أعود لعملي في الثالثة عصرا وحتى الحادية عشرة مساء، وجمعت أول مبلغ فى حياتى، وبدأت أحوالي المادية والمعيشية في التحسن، فاشتريت سيارة سوزوكى صغيرة، وبدلا من نقل الركاب ومضايقتهم أعلنت عن نشاط الدليڤرى، حيث أنقل الطعام والمفروشات والطرود من وإلى قريتى، كما أساعد المرضى فى الانتقال للمستشفيات والأطباء، إلى جانب قضاء المشاوير للسيدات من وإلى السوق.

واختتمت "مايسة" حديثها قائلة: سأظل أعمل ما دمت على قيد الحياة، حتى أصل بأطفالي إلى بر الأمان، ويستكملوا تعليمهم، ويفتخروا بوالدتهم، وإذا أرادت ابنتاي "أسماء ورانيا" خوض تجربتي فلن أمنعهما وسأصنع منهما سيدات قويات، لمواجهة ظروف الحياة الصعبة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً