اعلان

كواليس 14 يومًا في الحجر الصحي بأسوان .. ممرضة: "اتصدمنا مع استقبال أول 4 حالات.. والمرض انتقل لـ 6 من التمريض "

الممرضة مودة منصور محمد، بالحجر الصحي في أسوان
الممرضة مودة منصور محمد، بالحجر الصحي في أسوان

دقات قلبها تتسارع، لا تعلم شيئًا حتى الآن عن هذا الفيروس القاتل الذي يحصد الأرواح في مختلف دول العالم، وكل ما يدور في ذهنها هو رغبتها في أن تكون سببًا لإنقاذ المرضى المصابين، ليستعيدوا حياتهم من جديد.

وجدت الممرضة "مودة منصور محمد"، نفسها بين ليلة وضحاها تحمل على عاتقها عبئا كبيرا داخل أروقة مستشفى أسوان الصداقة، تزامنًا مع سيطرة حالة من الرعب على أهالي أسوان بسبب ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).

وتروي "مودة"، تفاصيل 14 يومًا داخل الحجر الصحي بمستشفى أسوان الصداقة، عقب خروجها سالمة، بعد أن أدت مهمتها على أكمل وجه.

قبل الحجر الصحي بـ 24 ساعة فقط، كانت "مودة" تجلس في الاستقبال فيما لم يستقبل المستشفى حالات جديدة، ليخبرها رئيس التمريض بأن عليها الذهاب لمنزلها لكي تُجهز حقيبتها وتأتي في الصباح الباكر؛ حيث تقرر تخصيص المستشفى للحجر الصحي للحالات التي سيتم التأكد من إيجابيتها لفيروس كورونا.

وقالت "مودة": كٌنت أشعر بالقلق الشديد والخوف، وعلت ضربات قلبي وتسارعت، وعلى الرغم من ذلك كان بداخلي شعور بالسعادة لأنني سأكون قادرة على التعامل مع مرضى بمرض لم نتعامل معه مسبقًا، إضافة لتقديم المساعدة لهم والعلاج ليستطيعوا العودة لحياتهم الطبيعية من جديد، رغم غضب أسرتي وخطيبي ورفضهم خوفا من إصابتي بالفيروس؛ إلا أنني أقنعتهم بأن الأمور على ما يرام، وأن هذا واجبي، فلم يجدوا مفرًا، وقمت بتجهيز حقيبتي، وقرر مساندتي والذهاب معي إلى المستشفى.

وصلت "مودة"، إلى المستشفى لتجد الأوضاع انقلبت رأسًا على عقب، وامتلأت الشوارع المحيطة بالمدرعات، ودخلت بعد ذلك لتجد زملاءها وعلى وجوههم ملامح الخوف والقلق، وبطبيعة الحال حاول الأطباء تهدئة الجميع؛ لتبدأ المعركة الحقيقية في يوم 23 مارس 2020 .

وتستكمل "مودة": كنت جالسة في غرفتي عندما تلقيت هاتفًا يُخبرني بأن هناك 4 حالات مصابة بالفيروس قادمة، وعلينا الاستعداد لاستقبالها، شعرت حينها بالقلق الشديد، ولكن لم يكن أمامي سوى أن أحاول الصمود حتى النهاية، فألهمني الله الصبر والقوة للتعامل مع الإصابات، فكان يجب علينا أن نٌشعر المصابين بأنهم سيتعافون قريبًا لنحسن حالتهم النفسية، وهذا ما حدث بالفعل، وتم التعامل مع الحالات على أكمل وجه، ولكن كانت الصدمة الكبرى عندما أٌصيبت زميلة لنا بالفيروس.

أصيبت "مودة" وزملاؤها بحالة من الحزن الشديد والانهيار بعد إصابة زميلتهم، وبعد مرور يومين فقط، أصيب 6 آخرون من طاقم التمريض، وشعر الجميع بأن الأمر مخيف حقًا، وتقول "مودة": حاولنا أن نتمالك أنفسنا لنساندهم، فلم نُظهر لهم حزننا، وحاولنا التخفيف عنهم وإقناعهم بأنهم سيكونون أفضل بعد تلقي العلاج.

وكانت اللحظات الأصعب التي تمر على "مودة" وزملائها، عندما يلتقون بأسرهم من خلف الأبواب الحديدية، فعلى الرغم من حاجتهم الشديدة إلى الاحتضان من أسرهم في هذه الفترة إلا أن الأمر كان مستحيلًا.

وبعد مرور 14 يومًا، خضعت "مودة" لتحليل للتأكد من أنها غير مصابة بالفيروس؛ لتأخذ عقب ذلك إذنًا بمغادرة المستشفى والعودة مرة أخرى إلى منزلها أخيرًا، وتختتم حديثها : "على الرغم من سعادتي بالعودة لأسرتي؛ إلا أن فرحتنا ستظل غير مكتملة حتى نطمئن على زملائنا المصابين".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً