اعلان

في ذكرى مولده.. رحلة "الشعراوي" من دقادوس إلى داعية احتل قلوب المصريين

الشعراوي
الشعراوي

لم يكن الشيخ الشعراوي عالمًا عاديًا، لكنه كان صاحب طريقة «متفردة» في الوصول إلى القلوب واقتحام العقول، فكان يجمع بين قوة اللغة وسهولة الإلقاء هذا بجانب تمكنه في استخدام لغة الجسد التي لم يعرف أحد إلى الآن سر إقناعه للناس بها.

ولد محمد متولي الشعراوي في 16 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. في عام 1922 التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

وتزوج محمد متولي الشعراوي وهو في الثانوية بناءً على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين والمحبة بينهما.

كانت حياة «الشعراوي» مليئة بالتحولات الفكرية حتى وصل إلى أن أصبح له فكرً خاص بل وله مريدون، فهو أول من خط بيده بيان تأسيس جماعة الإخوان المسلمين وما لبث حتى أعلن انشقاقه عنها نظرا لنتمائه القديم لحزب الوفد الذي كان زعيمه «سعد زغلول» وبعده «مصطفى النحاس» اللذان كان يعشقهما الشعراوي بل وأنشد فيهما شعرا، لم يكن من محبي «السياسة» ولا من المتطلعين للمناصب، ولكن القدر ساقه إلى الاشتباك في معاركها، حتى نضاله المشهور في معهده كان ضد الإنجليز وهو ما كان يحتمه عليه واجبه الوطني، كان يرى في مؤسسة الأزهر «قداسة» لا يجب أن يصل أحد إليها، فكان من أول المعترضين على قانون الأزهر وهو ما جعل «عبد الناصر» يترأس بعثة التعريب في الجزائر، حتى جاء السادات واستدعاه للتدخل في رجوع العلاقات السعودية المصرية نظرا لعلاقاته الجيدة مع المملكة الذي قضى فيها عمرا طويلا مدرسا في كلياتها.

بعدها أراد السادات أن يصبغ على حكمه الصبغة الدينية فاستدعاه وزيرا للأوقاف ولكنه لم يلبث حتى خرج من الوزارة كما أتى، بل إنه اصطدم بالسادات لما رغبت «جيهان السادات» في تأييده لقانون الأحوال الشخصية، وهو كان يرى أنه مخالفا للشريعة الإسلامية، وبعدها اتفاقية «كامب ديفيد» الذي صمت الشعراوي قليلا ثم لم يمكث طويلا حتى تحدث في دروسه عن صفات اليهود السلبية، ليطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي رسميا بوقف حلقاته.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً