اعلان

مخاوف من انتشار ظاهرة الثأر في أسوان بسبب "كورونا".. لجنة المصالحات تواجه الأمر بخطة بديلة.. والشيخ تقادم: وضعنا إجراءات تناسب الحظر

جلسة مصالحة عرفية بمحافظة أسوان
جلسة مصالحة عرفية بمحافظة أسوان

على مدار عقود طويلة ماضية، والمشايخ وكبار العائلات الذين يقودون لجان المصالحات العرفية يقومون بدور رئيس في القضاء على ظاهرة الثأر بمحافظات الصعيد، ويسعون بكل جدية لوقف نزيف الدماء التي تُراق بسبب عادات وتقاليد جاهلية؛ إلا أن هذا العام يُعد استثنائيًا بسبب الإجراءات الاحترازية المفروضة لمواجهة فيروس كورنا المستجد.

إجراءات الوقاية المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا وفرض حظر التجوال، اضطر قيادات لجان المصالحات العرفية إلى تأجيل الكثير من جلسات الصلح تنفيذًا لتعليمات مجلس الوزراء ووزارة الصحة بالحد من التجمعات، وهذا ما جعل كثير من أهالي الصعيد يتخوفون من استغلال البعض للظروف الراهنة وإعادة ظاهرة الثأر لتصدر المشهد من جديد.

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

خطة بديلة للقضاء على الثأر

وفي هذا السياق يقول الشيخ كمال تقادم، رئيس لجنة المصالحات بصعيد مصر: إن دور اللجنة تأثر بشكل كبير بسبب الإجراءات الإحترازية المتبعة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وخاصة بعد قرار مجلس الوزراء بفرض حظر التجوال ومنع التجمعات.

جانب من جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

رئيس لجنة المصالحات بصعيد مصر، يضيف في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن اللجنة التزمت بقرارت الحكومة وحثت الأهالي بالابتعاد عن أي تجمعات خلال الفترة الحالية، قائلًا: "أوقفنا عمل لجنة المصالحات، وعلقنا إقامة مؤتمرات الصلح التي كان من المقرر عقدها قبل فرض الإجراءات الاحترازية، على أن يتم تنظيمها بعد استقرار الأوضاع".

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

الشيخ كمال، أوضح أن السبب الرئيسي في تأثر لجان المصالحات بسبب كورونا، هو طبيعة عمل اللجنة وموعد عقد الجلسات التشاورية مع طرفي الخصومة؛ مشيرًا إلى أن طبيعة عمل لجان التصالح كان يفرض علينا عقد جميع الجلسات في الفترة المسائية بسبب انشغال الأهالي فى أعمالهم طوال ساعات النهار، وعقب فرض حظر التجوال قررنا تأجيل جميع الجلسات لحين انتهاء هذه الجائحة.

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

رئيس لجنة المصالحات بصعيد مصر، أكد أن هناك حوادث طارئة تتطلب التدخل السريع وضرورة عقد جلسة صلح بين العائلتين حتى لا تتفاقم الأمور، ولذلك اتخذنا قرارًا بوضع خطة بديلة تتمثل في عقد الجلسات التي تحتاج إلى تدخل سريع بمشاركة أعداد قليلة من الأهالي، قائلًا: "ويبقى الهدف من الجلسة هو حل المشكلة بين الطرفين وإعادة حق المظلوم، وإنهاء الأمر بالتصالح بما لا يخل بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا".

مراسم تقديم "القودة" في جلسة صلح بصعيد مصر

واختتم الشيخ كمال تقادم، حديثه لـ "أهل مصر"، بالتأكيد على أن فيروس كورونا ابتلاء من عند الله لجميع شعوب العالم لكي يتعظوا، موضحًا أن أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية هي حفظ الأنفس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار، ولذلك يجب علينا اتباع كل سبل الوقاية، والالتزام بقرارات الحكومة، ومنع التجمعات التي تعرض حياة المواطنين للخطر، ومساعدة الدولة فى القضاء على هذه الأزمة بأقل خسائر.

رئيس لجنة المصالحات يدعو طرفي الخصومة للتسامح ووأد الفتنة

تغيير مواعيد جلسات الصلح

تقادم صلاح، عضو لجنة المصالحات بمحافظة أسوان، أشار إلى أن عمل اللجنة تأثر بشكل نسبي جراء الإجراءات الإحترازية المتبعة لمواجهة فيروس كورونا، وأن اللجنة تواصل عملها بما يتماشى مع قرارات الحكومة بمنع التجمعات وفرض حظر التجوال الجزئي.

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

وأضاف، أن اللجنة غيرت مواعيد جلسات الصلح من المساء لتعقد في الصباح؛ التزامًا منها بقرار الحظر، بالإضافة إلى تعليق الاحتفالات التي كانت تقام عقب كل صلح، وكل هذه إجراءات مؤقتة لحين السيطرة على فيروس كورونا والقضاء عليه.

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

عضو لجنة المصالحات بمحافظة أسوان، أوضح في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه كان هناك عدد من الإجراءات التي تقام عقب الصلح، وجميعها لا تتناسب مع الظروف الإستثنائية التي تمر بها مصر والعالم بسبب انتشار كورونا؛ لذلك تم تعليق أغلب الإجراءات التي تشهد تجمعات شعبية، قائلًا: "حتى نتمكن من إنهاء أي خصومة ثأرية، نجتمع بطرفي الخصومة في البداية لاقناعهم بضرورة لم الشمل والبُعد عن إثارة الفتن وإراقة الدماء، وعقب شهور من الجلسات الودية وإقتناعهم بالتصالح اعتدنا إقامة سرادق يحضره جمع غفير من الناس للاحتفال بوأد الفتنة وحفظ الدماء، ثم تقام مراسم العزاء للمتوفى؛ حيث يتواجد أهل القاتل لتأدية واجب العزاء وذلك في دلالة على انتهاء بذور العداوة بين الطرفين، والطبع الوقت الآن ليس مناسبًا لكل هذا حفاظًا على صحة الجميع".

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

عرفة أبو العيون، عضو لجنة المصالحات بمحافظة أسوان، أكد أن فرض حظر التجوال الجزئي لمواجهة فيروس كورونا أثر بشكل واضح على أعمال لجنة المصالحات، والأهم الآن هو حث الناس على ضرورة الإلتزام بقرارات الدولة التى تنبع من جانب الحرص علي سلامة المواطنين.

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

وعن الإجراءات البديلة لإتمام عمل اللجنة، أوضح أن جلسات التصالح تأخذ وقتًا طويلًا قد يصل لشهور وأحيانًا أعوام حتى تنتهي المشكلة ويقتنع طرفي الخصومة بالصلح، وهناك جلسات تعقد علانية ويحضرها جمع غفير من الناس، وأخرى يتم عقدها دون الإعلان عنها وتكون مقتصرة الحضور على أطراف الخصومة فقط، وبعد قرار الحكومة بضرورة الحد من التجمعات أصبحنا نعقد جميع الجلسات بطريقة غير معلنة.

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

عضو لجنة المصالحات بمحافظة أسوان، أكد في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن جلسات التصالح غير المعلنة تقتصر على حضور 3أشخاص فقط من لجنة المصالحات، وأحد أطراف الخصومة، وبهذا نضمن استمرار جلسات وقف سيل الدماء والقضاء على ظاهرة الثأر، وفي نفس الوقت نكون ملتزمين بالإجراءات الإحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

إحدى جلسات المصالحات العرفية بصعيد مصر

الثأر أخطر من كورونا

الشيخ إسماعيل تقادم، عضو لجنة المصالحات بمحافظة أسوان، أشار إلى أن اللجنة لن تتوقف عن مواصلة جهودها الرامية إلى القضاء بشكل كلي ونهائي على ظاهرة الثأر في جميع محافظات الصعيد، موضحًا أنه في ظل الأزمة الحالية بسبب فيروس كورونا تم وضع آليات مناسبة تهدف إلى الحد من التجمعات والاحتكاك المباشر بين الأفراد، بما يتوافق مع الإجراءات الاحترازية التي تم وضعها لمواجهة على الفيروس وفي نفس الوقت يمكن اللجنة من مواصلة جهودها.

الشيخ إسماعيل تقادم

الشيخ إسماعيل، أضاف في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الثأر ظاهرة سيئة ولا يقل في خطورته عن فيروس كورونا؛ لذلك لا يُمكن أن يتوقف عمل لجان المصالحات بشكل نهائي، ولكن يتم تطبيق قرارات الحكومة حرصًا على سلامة الجميع مع عقد جلسات تضم أعداد قليلة جدًا لحل الخلاف وإتمام التصالح.

لجان المصالحات العرفية بصعيد مصر

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً