اعلان

صورة جديدة تكشف استعداد إثيوبيا للملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق مع مصر والسودان

ما أهمية الممر الأوسط؟

سد النهضة --.jpg
سد النهضة --.jpg
كتب : سها صلاح

كشفت صورة جديدة التقطتها الأقمار الصناعية حصلت عليها 'أهل مصر' من موقع الأقمار الصناعية Sentinel، استعداد إثيوبيا للملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق مع مصر والسودان، وظهر ذلك جليًا بعد أن أظهرت الصورة توقف عبور المياه من أعلى الممر الأوسط من السد، واندفاعها من البوابتين العلويتين فقط، لتجفيف الممر الأوسط تمهيدًا لصب الخرسانة وتعلية الممر إلى مستوى 595 مترًا فوق سطح البحر، وتجهيزه لتخزين إجمالي 18.5 مليار متر مكعب في يوليو القادم.

والغرض من الممر الأوسط في السد، هو تمرير التدفقات المائية الزائدة من النيل الأزرق خلال موسم الفيضان الممتد من يوليو إلى أكتوبر، ولكن جرت تعلية جدار الممر الأوسط قبل موسم الفيضان ليصل إلى 560 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وعندما بدأ الفيضان مطلع شهر يوليو جرى حجز المياه وملء البحيرة، ويعود هذا إلى أن المياه الخارجة من خلال بوابات تحويل مسار النهر، التي توجد في أدنى ارتفاع في جسم السد، كانت أقل من كمية المياه الواردة، وبذلك جرى احتجاز حوالي 4 مليارات متر مكعب، ومن ثم تم غلق بوابات تحويل مسار النهر بصورة كلية وتمرير المياه فوق جدار الممر الأوسط.

ما يُفترض أن يحدث هذا العام في المرحلة الثانية من الملء: هو تعلية جدار الممر الأوسط كما حدث العام الماضي ولكن إلى مستوى 595 مترًا فوق مستوى سطح البحر، لرفع قدرة السد على حجز المياه، ولتتم هذه التعلية يتوجب فتح بوابات تحويل مسار النهر، وبالتالي ينخفض منسوب المياه قليلًا، ويجف الممر الأوسط مما يسمح بتعليته، حتى يتم التخزين خلال موسم الفيضان القادم.

ومن خلال تفقُّد صور الأقمار الاصطناعية من Sentinel-2 يتضح أن المياه ما زالت تعبر من فوق الممر الأوسط حتى تاريخ 20 مارس 2021، هذا يوضح أن عملية تعلية الممر الأوسط لم تبدأ حتى التاريخ المذكور.

ومن خلال معاينة البيانات التاريخية لجريان النيل الأزرق عند محطة الديم قرب الحدود السودانية الإثيوبية يتضح أن الجريان الطبيعي للنهر في هذا الوقت من العام عادةً ما يكون أقل بكثير من القدرة الحالية لبوابات تحويل مسار النهر لتمرير المياه، وبالتالي فإن التصميم الهندسي لبوابات تحويل مسار النهر يتيح تجفيف الممر الأوسط متى ما تقرر البدء في تعلية الممر استعدادًا لحجز المياه.

معلومات من مارس الماضي تؤكد صور الأقمار الصناعية

ويذكر أن الدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية المصري، قال في حديث سابق في شهر مارس الماضي مع 'العربية.نت'، إن كمية الخرسانة المسلحة اللازمة لتعلية الممر يمكن صبها في حوالي شهر من الآن، حيث كانت إثيوبيا قد فتحت إحدى البوابتين في منتصف السد يوم 14 أبريل الجاري وفتحت البوابة الثانية أمس الاثنين للاستعداد للملء الثاني وبطريقة أحادية ودون اتفاق مع دولتي المصب.

وأضاف أن إثيوبيا استبقت التحركات المصرية والسودانية بإخطار مجلس الأمن وبدعوة رئيس الوزراء السوداني لعقد قمة لبحث الأمر، وسارعت بتجفيف الممر تمهيداً للملء ما ينذر بتصاعد الموقف فعليًا.

ويأتي هذا بعد ساعات قليلة من إعلان مصر أنها ما زالت تهدف لإطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحها المشتركة.

وخلال جولته الإفريقية لشرح أبعاد الموقف المصري من تطورات مفاوضات سد النهضة، التقى وزير الخارجية سامح شكري بأوهورو كينياتا رئيس كينيا، وذلك في مُستهل الجولة التي يقوم بها لعدد من الدول الإفريقية حاملاً رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي تتعلق بوضع المفاوضات حول سد النهضة والموقف المصري من الأزمة.

وقالت الخارجية المصرية إنها شاركت في مفاوضات الكونغو الأخيرة بإرادة سياسية صادقة بهدف إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحها المشتركة، معربةً عن تطلع مصر إلى العمل مع الدول والأطراف المعنية لإيجاد حل لهذه الأزمة والتوصل لاتفاق، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة.

WhatsApp
Telegram