اعلان

نذر حرب في وسط أوروبا.. الجيش الصربي في حالة تأهب قصوى بسبب التوترات في كوسوفو

الجيش الصربي
الجيش الصربي
كتب : وكالات

وضع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، مساء الإثنين، الجيش في حالة تأهّب قصوى إثر التوتّرات في كوسوفو، حيث تفاقمت أخيراً التوتّرات بين أغلبيته الألبانية وأقليّته الصربية.

وقال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش في بيان إنّ 'رئيس صربيا أمر الجيش الصربي بأن يكون على أعلى مستوى من التأهّب القتالي، أي على مستوى الجاهزية لاستخدام القوة المسلحة'.

وكان رئيس الأركان الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش قال، الأحد، إنّ الرئيس أمره بالتوجّه إلى المنطقة الحدودية مع كوسوفو.

الرئيس الصربي

الوضع صعب ومعقّد

وذكر الجنرال مويسيلوفيتش أن 'الوضع هناك صعب ومعقّد'، مشدّداً على أنّه من الضروري أن يكون 'الجيش الصربي موجوداً على طول الخط الإداري'، المصطلح الذي تستخدمه السلطات الصربية للإشارة إلى خط الحدود مع كوسوفو.

من جهتها، أشارت وزارة الداخلية الصربية إلى أنّ 'كلّ الوحدات' التابعة لقوى الأمن الداخلي 'ستوضع على الفور تحت إمرة رئيس الأركان العامة'.

وفي 10 ديسمبر، أغلق مئات الأشخاص من العرقية الصربية في كوسوفو طرقاً رئيسية في المناطق الشمالية ذات الغالبية الصربية احتجاجاً على اعتقال شرطي سابق، ما تسبّب بشلّ حركة المرور عند معبرين حدوديين.

والأحد الماضي، أكّد الجنرال مويسيلوفيتش أنه في طريقه إلى راسكا، وهي بلدة تبعد 10 كيلومترات عن الحدود مع كوسوفو، بعد عقده لقاءً مع فوتشيتش في بلغراد.

وقال إنّ 'المهام التي أوكلت إلى الجيش الصربي ... دقيقة وواضحة وسيتم تنفيذها بالكامل'.

وقبيل توجّه مويسيلوفيتش إلى المنطقة الحدودية، بثّت العديد من وسائل الإعلام الصربية مقطع فيديو يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أمكن سماع إطلاق نار فيه.

وأفادت وسائل إعلام أنّ 'اشتباكاً' وقع مساء الأحد عندما حاولت القوات الكوسوفية إزالة حاجز لفتح طريق، لكنّ شرطة كوسوفو نفت في منشور على فيسبوك ضلوع قواتها في أيّ اشتباك مسلّح.

إطلاق نار على 'كفور'

وأكّد وزير داخلية كوسوفو هلال سفيكلا أنّ دورية لمهمة حفظ السلام في كوسوفو 'كفور'، التي تعمل تحت قيادة 'حلف شمال الأطلسي تعرّضت لهجوم مسلّح.

من جهتها، قالت 'كفور' إنّها فتحت تحقيقاً في 'حادث إطلاق نار غير مباشر وقع في 25 ديسمبر بالقرب من دورية تابعة لكفور-حلف شمال الأطلسي' وانخرط فيه عدد غير معروف من المسلحين.

وأضافت 'كفور' في بيان 'لم تقع إصابات أو أضرار مادية ونحن نعمل على التثبّت من كلّ الوقائع'.

واشتعل فتيل التوتر بين صربيا وكوسوفو عندما حدّدت بريشتينا 18 ديسمبر موعداً لإجراء انتخابات محلّية في بلديات ذات غالبية صربية، لكنّ أبرز حزب سياسي صربي أعلن مقاطعته لها.

ولاحقاً ألقت السلطات الكوسوفية القبض على شرطي سابق يشتبه بضلوعه في هجمات ضدّ ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب الذين لجأوا إلى قطع الطرق.

الجيش الصربي

وفي نوفمبر، أضرب المئات من عناصر الشرطة الصرب في جهاز شرطة كوسوفو بالإضافة إلى قضاة ومدّعين عامّين وغيرهم عن العمل احتجاجاً على قرار بمنع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو من وضع لوحات ترخيص صربية على سياراتهم.

لكن رغم تعليق تنفيذ القرار، استمرّ إضراب الموظفين ورجال الشرطة الصرب ما أحدث فراغاً أمنياً في كوسوفو.

وحذّرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش الأسبوع الماضي أن الوضع مع كوسوفو 'على حافة الانزلاق إلى نزاع مسلح'.

تاريخ الحرب في كوسوفو

وحرب كوسوفو هي نزاع مسلح دارت أطواره في كوسوفو استمر من 28 فبراير 1998 حتى 11 يونيو 1999. واجهت في هذه الحرب قوات جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (تألفت من جمهوريتي الجبل الأسود وصربيا)، التي سيطرت على كوسوفو قبل الحرب، جماعة متمردة ألبانية كوسوفية معروفة باسم جيش تحرير كوسوفو، مع الدعم الجوي من منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ابتداء من 24 مارس 1999، والدعم البري من الجيش الألباني.

تأسس جيش تحرير كوسوفو في 1991، وبدأت أول حملة له في عام 1995 عندما أطلق هجمات استهدفت محاكم صربية في كوسوفو، وفي يونيو 1996، أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن أعمال التخريب التي استهدفت مراكز الشرطة في كوسوفو. في عام 1997، اكتسبت المنظمة كميات كبيرة من الأسلحة من خلال تهريب السلاح من ألبانيا، بعد الحرب الأهلية التي شهدتها ونهب كميات ضخمة من الأسلحة في البلاد من مواقع الشرطة والجيش. في عام 1998، استهدفت هجمات جيش تحرير كوسوفو السلطات اليوغوسلافية في كوسوفو ونتج عنها زيادة وجود القوات شبه العسكرية والنظامية الصربية التي بدأت لاحقا حملة انتقامية استهدفت المتعاطفين مع جيش تحرير كوسوفو والخصوم السياسيين وأدت إلى مقتل ما بين 1.500 و 2.000 مدني ومقاتل تابع لجيش تحرير كوسوفو. بعد فشل محاولات الحل الدبلوماسي، تدخل الناتو، وبرر حملته في كوسوفو على أنها «حرب إنسانية». عجل هذا بالقيام بطرد الألبان الكوسوفيين كما واصلت القوات اليوغوسلافية القتال خلال القصف الجوي ليوغوسلافيا (مارس - يونيو 1999). في عام 2000، كشفت التحقيقات أنه قتل ما يقرب ثلاثة آلاف ضحية من جميع الأعراق في هذه الحملة، وفي عام 2001، وجدت المحكمة العليا لإدارة الأمم المتحدة في كوسوفو، أنه كان هناك «حملة إرهاب منهجية، بما في ذلك القتل والاغتصاب، التخريبات والتدمير الشديد»، لكن لم تحاول القوات الصربية طرد السكان الألبان.

انتهت الحرب بمعاهدة كومانوفو، حيث وافقت القوات اليوغوسلافية على الانسحاب من كوسوفو لترك الطريق مفتوحا أمام الوجود الدولي بها. حل جيش تحرير كوسوفو بعد فترة وجيزة من نهاية هذه الحرب، وذهب بعض أعضائه إلى القتال مع جيش تحرير بريسيفو، ميدفيدا وبويانوفاك في وادي بريسيفو

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً