تحل اليوم، مائة عام على ذكرى ميلاد الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، الذى يعد واحدًا من أبرز صناع الكوميديا في مصر، فهو لقب بالعديد من الألقاب، من بينها 'نهر العطاء، إمبراطور الكوميديا، بابا عبده، صانع الضحك'.
محطات في حياة عبد المنعم مدبولي
ولد عبد المنعم، عام 1921، في حي باب الشعرية، بالقاهرة، وظهرت موهبته وهو طالب في المدرسة الابتدائية، ودرس في كلية الفنون التطبيقية، وتخرج من قسم النحت، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1945.
بدأ مدبولي، مسيرته الفنية عندما انضم إلى فرقة جورج أبيض، ثم انضم إلى فرقة فاطمة رشدي، وتميز بشخصية خاصة وأداء رائع، وشارك بالتمثيل في برامج الأطفال بالإذاعة، ضمن حلقات برنامج 'بابا شارو'، وشارك في أول عرض مسرحي له مع فرقة المسرح المصري مع زكىي طليمات، ومن بعدها أسس فرقة تحمل اسم 'المسرح الحر'، في نفس العام.
كان مخرجا ومؤلفا، ويحب الرسم والنحت، وعندما وصل عمره 17 عاما، بدأ يعمل باحتراف، حيث عمل مع فاطمة رشدي وجورج أبيض.
لماذا أطلق عليه النقاد لقب 'مدبوليزم'؟
اشتهر بأسلوب خاص في الكوميديا وأطلق عليه النقاد لقب 'مدبوليزم'، لوصف أسلوبه الخاص في التأليف والإخراج المسرحي والتمثيل، وكان يتلقى انتقادات عديدة.
وأسس مدبولي، بعد ذلك فرقة تحمل إسم المسرح الحر، عام 1952، ومن أهم الأعمال المسرحية التي أنتجتها الفرقة: 'الأرض الثائرة'، 'حسبة برما'، 'الرضا السامي'، 'خايف أتجوز'، 'مراتي بنت جن'، 'مراتى نمرة 11'، 'كوكتيل العجائب'، وإضافة إلى ذلك شارك مدبولي، في كتابة بعض العروض المسرحية، مثل 'كفاح بورسعيد'، والتي كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كلاً من سعد أردش، وصلاح منصور.
وبعد ذلك انضم مدبولي، إلى فرقة التليفزيون المسرحية والتي كان يترأسها السيد بدير، وبعدها تولى فرقة المسرح الكوميدي وأخرج أكثر من أربع عروض منها: 'جلفدان هانم'، 'أنا وهو وهي'، 'دسوقي أفندي'، 'مطرب العواصف'، 'أصل وصورة'، 'حلمك يا شيخ علام'، وشارك مدبولي في تكوين فرقة 'الفنانين المتحدين'، وقدم من خلالها أبرز العروض المسرحية ومنها 'البيجاما الحمراء'، 'الزوج العاشر'، 'العيال الطيبين'.
انفصل عبد المنعم مدبولي، عن فرقة 'الفنانين المتحدين'، عام 1973، ليكون في عام 1975، فرقته الخاصة 'المدبوليزم'، وقدم من خلالها عروض: 'راجل مفيش منه'، 'يامالك قلبي'، 'مولود في الوقت الضائع'، 'مع خالص تحياتي'، 'حمار ماشالش حاجة'، كما شارك بالتمثيل والإخراج في عدد كبير من المسرحيات التي حققت نجاحاً كبيراً ومنها 'السكرتير الفني' بطولة كل من الفنان فؤاد المهندس وشويكار، و'المغناطيس'، 'الناس اللي تحت'، 'بين القصرين'، 'زقاق المدق'، 'ريا وسكينة.
أهم أعماله السينمائية
وبالنسبة للسينما، فبدأها في وقت متأخر، حيث شهد عام 1958، أول فيلم لمدبولي، وهو 'أيامي السعيدة '، وتوالت الأفلام بعد ذلك والتي بلغ عددها 150 فيلماً منها :'ربع دستة أشرار'، 'عالم مضحك جداً'، 'غرام في أغسطس'، 'مطاردة غرامية'، 'المليونير المزيف'، 'أشجع رجل في العالم'، ومن أهم الأدوار التي أبدع فيها وظلت عالقة بذاكرة السينما فكانت للشخصيات التي لعبها في أفلام 'الحفيد'، 'مولد يا دنيا'، 'إحنا بتوع الأتوبيس'، وكان آخر أعماله فيلم 'أريد خلعاً' مع الفنان أشرف عبد الباقي.
مدبولي فنان متعدد المواهب
أبدع مدبولي، ليس فقط في التمثيل؛ ولكن كان كاتباً ومخرجا ومغنياً، فكان الفنان الكبير رساماً ونحاتاً ولديه العديد من المواهب الأخرى، وظلت موهبة الرسم، تلازمه دائما حتى إنه رسم لوحات كثيرة، وعمل معارض كان يحضرها فاروق حسني، وأخذوا بعض لوحاته ووضعوها في رئاسة الجمهورية، وفي وزارة الثقافة، كما أنه شارك في إصلاح لوحات قصر المانسترلي.
وصرح مدبولي، في لقاء تلفزيوني، أن 'عادل إمام اكتشافي.. كنت بدور على الباشكاتب لمحامي، وقعدت أدور على حد يكون مناسب للشخصية دي، وجالي عادل إمام، ولما عرضت عليه الدور كان رافض يعمله لأنه دور كوميدي، وقولتله (جرب مش هتخسر حاجة)، ولما عمل البروفات لقى الناس بتضحك أوي في الدور، فقرر يعمله'.
ونال مدبولي، العديد من الجوائز منها تكريم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بشهادة تقدير خاصة في أكاديمية الفنون، عن دوره في مسلسل 'أبنائي الأعزاء..شكراً'، كما يعد أول فنان عربي كتبت عنه دائرة المعارف النمساوية، بخلاف حصوله عام 1983، على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وأيضًا جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله 1984.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
