اعلان

تكتل سني لمواجهة إيران أو الهروب من جحيم ترامب.. صراع خيارين للسعودية كلاهما مر

مرحلة جديدة من المواجهة تدخلها جماعة الإخوان، بعد التقارب الأمريكي السعودي المنتظر، خاصة بعدما اعتبرت السعودية الجماعة "تنظيمًا إرهابيًا"، ومساندة السعودية لمصر بعد أن أسقطت حكم الإخوان في 30 يونيو، ورغم تغير الأمور بشكل خفيف في فترة حكم الملك سلمان الذي أبدى "تسامحًا" مع الإخوان، إلا أن ذلك جاء عكس رغبة ترامب في إعلان الجماعة إرهابية.

مكالمة مرتقبة جمعت بين الرئيس الأمريكي المنتخب والملك السعودي، تم تسريب محتواها، وما دار فيها فيما يتعلق بالإخوان المسلمين، بأنها تهدف إلى إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب في باقي الدول العربية.البيت الأبيض أصدر بيان له بشأن المكالمة الهاتفية بين ترامب والملك السعودي، قال إنهما اتفقا على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة انتشار الإرهاب الإسلامي المتطرف، وكذلك على أهمية العمل معا لمعالجة التحديات التي تواجه السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك الصراعات في سوريا واليمن.

يذكر أن تولي العاهل السعودي الملك سلمان شؤون المملكة، فتح باب الأمل بين أعضاء جماعة الإخوان، لرفع الخناق عن الذي فرضه الملك عبد الله عليهم باعتبار الجماعة "تنظيم إرهابي محظور" ، فبحسب ما نقلته "رويترز" فإن الملك سلمان أكثر تعاطفا مع أصحاب التيار الديني المحافظ، كما أن هناك شواهدا على أنه أقل عداء للجماعة.

مدير مركز الشرق الأوسط للدارسات الاستراتيجية والقانونية أنور ماجد عشقي، قال إن انفتاح السعودية على الإخوان المسلمين، سببه أن "المملكة دخلت مرحلة تقتضي الحفاظ على الأمن القومي العربي. والأمن القومي العربي يقتضي ألا نستثني أحدا".

وعلى جانب آخر، يرى المحللون أن التواصل بين السعودية والإخوان يأتي بشكل أساسي لتكوين تجمع سني يواجه خطر المد الشيعي والحرب مع إيران، خاصة مع تداول أنباء عن استقبال الملك سلمان لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل باعتباره "منعطفا دبلوماسيا" في علاقة المملكة بالإخوان المسلمين، كذلك في حال ربط هذا اللقاء بتوقيت التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الست، مشيرة إلى أن مشعل حل في الرياض بعد 72 ساعة من توقيع اتفاق فيينا.

قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي إن "الدبلوماسية السعودية لها هدفان: استقرار الشرق الأوسط ومنع أي تدحل إيراني، وتطبيع العلاقات مع الإخوان المسلمين يندرج في هذه الاستراتيجية، في سورية واليمن وفلسطين هم مؤثرون . إذا كنا نريد تأثيرا إقليميا لا يمكننا تجاهل الإخوان، علينا أن نكون واقعيين".لكن هذا التقارب مع الإخوان يبقى محكوما بالدول التي يوجدون فيها، فبينما نشهد إذابة للجليد بين الإخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينية واليمن وبلدان عربية أخرى مثل تونس، فإن الأمر ليس على نفس الحال مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين وجه تحذيرًا رسميًا إلى إيران بسبب تجربتها الصاروخية الأخيرة والهجوم على الفرقاطة السعودية غرب ميناء الحديدة ودعمها للحوثيين وتسلحيهم بهدف زعزعة أمن واستقرار الخليج والمنطقة.ونوه مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين، على أن تلك الانتهاكات الإيرانية مستمرة، مذكرا أنها قامت خلال الأشهر الستة الماضية بتدريب عناصر حوثية وتسليحها لضرب سفن إماراتية وسعودية، فضلا عن تهديدها الولايات المتحدة والسفن الحليفة لها التي تمر عبر البحر الأحمر، مؤكدا إن إدارة ترمب تدين مثل هذه الإجراءات، التي وصفها بالمقوضة للأمن والرخاء والاستقرار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بل وتعرض حياة الأميركيين للخطر.

العميد صفوت الزيات الخبير الاستراتيجي، قال إن سلوك ترامب تجاه الإخوان المسلمين ليس واضحًا فكل تصريحاته التي قالها عن الجماعة كانت "تصريحات انتخابية" لكنه لم يتخذ أي خطوة بهذا الشأن باعتباره مسؤول تنفيذي بالبيت الأبيض.

"الزيات" أضاف في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن المكالمة الهاتفية التي دارت بين ترامب والعاهل السعودي، تطرقت إلى ما هو أهم من جماعة الإخوان وهو ما يتعلق بإقامة مناطق آمنة للسوريين، وهذه المناطق تحتاج لتمويل، وربما لقوات برية، وربما تشارك السعودية في ذلك.

وأوضح الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن أمريكا تهتم بمواجهة تدخلات إيران في منطقة باب المندب، إلى جانب الخلاف السعودي الإيراني بسبب محاولات المد الشيعي الذي تتولاه إيران، مضيفًا أن أمريكا لا يهمها الصراع الشيعي السني بشكله المذهبي لكنها تهتم بالمشروع النووي الإيراني، خاصة وانه يهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، إلى جانب موقف ترامب منه حيث قال في تدوينة له منذ أيام:"أنفقنا 3 تريليون دولار ولكن إيران تستولي على العراق، وكأننا لم نفعل شيئ".وهو ما أوضحه محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، في تصريحات صحفية، بأنه ربما يكون هناك علاقة قوية في شن هذا الهجوم على إيران، وبين مكالمة الرئيس الأمريكي والملك سلمان.

وحول ما يمكن أن تواجهه جماعة الإخوان ما بعد مكالمة الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي، ومدى اتفاقهما بحظر الإخوان في أمريكا، قال العميد صفوت الزيات، الخبير الاستراتيجي، إن مجلس التعاون الخليجي به دول لا تعترف بإرهابية الإخوان ولا تراها مصدر خطر، ومنها الكويت وقطر، والدولتين لهما نفوذ في المجلس.وأكد "الزيات" أن السعودية لديها صراعات كثيرة، تجعلها غير مستعدة لفتح جبهة صراع مع الإسلام السني الوسطي أو الإصلاحي "الإخوان" خاصة مع خط المد الشيعي وبوادر الصراع السني الشيعي، أما فيما يتعلق بترامب، فمن المتوقع أن الوضع في الشرق الأوسط سيجعله متردد كثيرًا في اتخاذ هذه الخطوة، خاصة وأن الطرف الأوروبي أصبح أكثر حساسية تجاه ترامب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً