اعلان
اعلان

من السادات وحتى السيسي.. أشهر حوادث التفجير لكنائس في مصر

التفجير الإرهابي الغاشم في كنيسة مار جرجس صباح اليوم الاحد التاسع من ابريل ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة تفجيرات كان هدفها النيل من أمن المواطنين في مصر، وإثارة الفتنة والبلبلة في المجتمع.

ومن تفجير بالقرب من مسجد في الهرم إلى تفجير الكنيسة البطرسية واخيرا كنيسة مار جرجس، ظل الإرهاب يثبت أنه لا دين له ولا وطن، وعديد من التفجيرات شهدتها مصر استهدفت الكنائس في عصور الدولة المصرية المختلفة.

السادات والفتنة الطائفية

شهد عصر السادات وبالتحديد عام 1972 بدأت المشكلة عندما حاول بعض الأقباط تحويل منزلهم بالخانكة إلى كنيسة، مما أدى إلى مواجهات مع المسلمين، حيث أسرع البابا شنودة الثالث (بابا الأقباط الأرثوذكس)، وأرسل وفدًا كنسيًا لإقامة الشعائر الكنسية فى المنزل محل النزاع، كنوع من التحدى للرئيس السادات، حيث كانت العلاقة متوترة بينهما آنذاك.

وانتهى الأمر بلجنة تقصي حقائق شكلها البرلمان برئاسة الدكتور جمال العطيفي، زارت أماكن الأحداث، والتقى مع الشيخ محمد الفحام، شيخ الأزهر، والبابا شنودة الثالث، وأصدرت تقريرًا في نهاية عملها استطاع احتواء الأزمة بسلام.

وفي العام الأخير لحكم السادات وقعت صدامات دامية بحي الزاوية الحمراء، راح ضحيتها أكثر من 100 مواطن أغلبهم من الأقباط، كما ألقي القبض على عدد كبير من الأهالي والمشتبه بتورطهم في ترويع الآمنين، وتم اتهام وزير الداخلية آنذاك النبوي إسماعيل، بتنفيذ خطة لحصار أهالي الزاوية مما أدى لزيادة أعداد الضحايا.

مبارك واستهداف الكنائس

خلال سنوات تولي الرئيس محمد حسني مبارك' للحكم، تحولت قضايا التوتر الطائفي لجهاز أمن الدولة، وكان من بين تلك القضايا 'قرية الكشح بصعيد مصر، والتي تقطنها غالبية من الأقباط، قتل أحدهم وتوزع الاتهام بين أفراد مسلمين وآخرين أقباط، لكن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من ألف مسيحي.

والانفجار جاء على مرحلتين، الأولى عام 1999 والثانية عام 2000 والتي سقط فيها 21 قتيلاً بينهم مسلم واحد وعشرون قبطيًا في ليلة رأس السنة، بمشادة بين تاجر قبطي ومشتري مسلم من أهل القرية، قتل بعدها أكثر من 20 قبطي، وجرح ما يزيد عن 30 آخرين من مسلمي وأقباط القرية.

وأدى التسليط الإعلامي ونداءات الاستغاثة بأن قام بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني بزيارة مصر، خاصة بعد توجيه الاتهامات من قبل جماعات حقوق الإنسان بحق الشرطة لضلوعها في اعتقال مواطنين أقباط وتعذيبهم وإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها، إلا أن الأمر انتهى بتبرئة الضباط، وتحويل اسم القرية إلى دار السلام لطمس ذكرى المذبحة هناك.

وفى عام 2011 وبعد 20 دقيقة فقط من عيد الميلاد انفجرت ثلاثة سيارات مفخخة أمام كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية، قتل فيها 24 ممن حضروا القداس وأصيب آخرون، وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشتبه بهم، أشهرهم كان سيد بلال الذي لقى حتفه إثر التعذيب في أمن الدولة لإجباره على الاعتراف، حسب قول صرح به أفراد أسرته.

لم تكن كنيسة القديسين الأولى في الاحتجاجات وإثارة البلبلة الطائفية، فقبلها أحداث مارجرجس بمحرم بك، إثر عرض مسرحية كنت أعمى والآن أبصرت، عن شاب مسيحي اعتنق الإسلام، ثم عاد للمسيحية، ليكشف رحلته العقائدية بها، وتخرج فيها مظاهرات لمسلمي الإسكندرية لما اعتبروه إساءة للإسلام.

وبعد وقوع أحداث ثورة يناير، عادت من جديد بعض أعمال العنف الطائفي، التى كان أبرزها أحداث إمبابة وكنيسة مارمينا، كما تم تفجير الكنيسة المصرية بمصراتة بليبيا، وحرقت كنيسة مارجرجس بحدائق القبة بالقاهرة، ومحاولة تفجير كنيسة برفح المصرية ليلة ميلاد عام 2013.

لكن أحداث ماسبيرو في أكتوبر 2011 كانت الأقوى، وحركت الرأي العام بعد خروج مظاهرات أحداث كنيسة الماريناب بأسوان، لتتصدى لها قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي، ويسقط فيها أكثر من 30 قتيل ويصاب 3 من أفراد الأمن في فض اعتصام ''إئتلاف شباب ماسبيرو بالقاهرة.

عهد الرئيس المعزول محمد مرسي

شهدت محافظة المنيا أحداث عنف متبادل بين مواطنين مسلمين ومسيحيين، إضافة إلى أحداث طائفية أخرى في البحر الأحمر، بسبب سور أحد الأديرة الذي وقع وأرادت الكنيسة إعادة بنائه بدون الرجوع للجهات الأمنية كما هو متبع.

وعقب تظاهرات 30 يونيو التي انتهت بعزل الرئيس الأسبق مرسي، اندلعت أعمال تخريب وعنف خاصة بمحيط بعض الكنائس المصرية، كان أبرزها حريق كنيسة دلجا، والتي تولت القوات المسلحة إعادة بنائها كما فعلت مع القديسين، ورغم الدمار والتخريب، إلا أن القداس نقل من داخلها وحضره مئات المصلين.

وتعرضت كنيسة الوراق لهجوم من قبل مسلحون قاموا بإطلاق النار على حفل عُرس خارجها، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم طفلة وأكثر من 18 مصابًا، و توجهت أصابع الاتهام إلى جماعة أنصار بيت المقدس، بحسب ما أعلنته الجهات الأمنية في اليوم التالي من وقوع الحادث.

السيسي والتفجيرات

شهد عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مجموعة من احداث العنف، كما كانت التفجيرات شاهدا على تطاول يد الإرهاب الذي كشف عن وجهه القبيح وكانت عبوة ناسفة انفجرت من داخل كنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية، حيث تم توجيهها بالريموت كونترول من الداخل لحظة توافد الأقباط على الكنيسة لصلاة يوم الأحد..

وكشف الدكتور صموئيل متياس رئيس الكشافة الكنسية أن الانفجار وقع داخل الكنيسة البطرسية الملاصقة لمقر الكاتدرائية وذلك أثناء صلاة قداس يوم الأحد مؤكدا سقوط عدد من الأطفال بين الضحايا.

ويعد الحادث هو الأكبر بين كل التفجيرات التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة، حيث قالت مصادر أمنية إن عبوة ناسفة تزن 12 كيلوجراما استخدمت في التفجير.

واخيرا حادث تفجير كنيسة مار جرجس في طنطا، الذي راح ضحيته 25 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات، والعبوة الناسفة كانت على حسب تصريحات مصادر أمينة تحت مقعد في الصف الأول.

ويأتي الانفجار قبل أيام من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان، فرنسيس، لمصر في 28 و29 أبريل الجاري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً