اعلان
اعلان

الخناق يضيق حول رقبة "نتنياهو".. رئيس مكتبه السابق يكشف مفاجآت في التحقيقات أبرزها قضية "الغواصات الألمانية".. تعرف علي "آري هارو" شاهد الإثبات علي فضائح رئيس الوزراء الإسرائيلي

كتب : سها صلاح

أظهرت وثائق قضائية، اليوم الجمعة، أن مساعدًا سابقًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافق على الإدلاء بأقواله كشاهد إثبات في قضيتي كسب غير مشروع يجري استجواب نتنياهو فيهما كمشتبه به.

ويأتي قرار آري هارو، المدير السابق لمكتب نتنياهو، بأن يدلي بأقواله كشاهد إثبات بموجب اتفاق تسوية يتعلق باتهامات بالفساد وجهت إليه في قضية منفصلة، ويعطي القرار بعدًا جديدًا للتحقيق الجاري مع نتنياهو منذ فترة طويلة.

وتباينت آراء المراقبين والمحللين الإسرائيليين بشأن الاتفاق الذي تم توقيعه بين النيابة العامة بدولة الاحتلال وبين آري هارو، رئيس طاقم موظفي مكتب رئيس الحكومة.

وأصبح آري هارو أحد أقرب الشخصيات وأكثرها ولاءً لنتنياهو شاهد ملك (شاهد إثبات)، على غرار الاتفاق الذي وقّع أخيرًا مع ميكي غانور، وكيل شركة “تسنكروب مارين سيستيمز” الألمانية في إسرائيل، ليبدأ بعدها في الإدلاء بشهادات ستدين، بحسب التقديرات، العشرات من المسؤولين السابقين والحاليين في المؤسسة العسكرية.

وعقب توقيع الاتفاق، اليوم الجمعة، سيقبع هارو بوصفه شاهد إثبات بمقر الأكاديمية الوطنية للشرطة بمدينة بيت شيمش، التابعة للواء القدس، على غرار غانور، وليبدأ في الإدلاء بشهادات تفصيلية في الفترة المقبلة بشأن القضية المعروفة باسم “ملف 1000” الخاص بالهدايا التي حصل عليها نتنياهو وعائلته من رجال أعمال محليين وأجانب على خلاف القانون، وقضية “ملف 2000” الخاصة بصفقة مشبوهة مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” رجل الأعمال أرنون موزيس، وربما يطال الأمر القضية الثالثة المعروفة باسم “ملف 3000” الخاصة بالغواصات الألمانية.

ويمنح الاتفاق بين النيابة العامة وهارو، فرصة للأخير للخروج بعقوبات مخففة في حال تمت إدانته في قضايا سابقة خضع للتحقيق بشأنها منذ عامين، لا سيما وأن اسمه ارتبط أيضًا بفساد عائلة نتنياهو وحالة البذخ التي تعيشها، لدرجة وصفه بـ”وزير مالية عائلة نتنياهو”، حيث سيحصل على تسهيلات قضائية وعدم الحكم عليه بالسجن، وبدلًا من ذلك سيحكم عليه بالغرامة والعمل 6 أشهر ضمن ما يسمى خدمة مصالح الجمهور.

من هو آري هارو؟

عمل هارو (44 عامًا) رئيسًا لطاقم موظفي مكتب نتنياهو خلال ولايته الثانية، ومديرًا لمنظمة “أصدقاء الليكود في الولايات المتحدة الأمريكية”.

ويحمل هارو الجنسية الأمريكية، حيث ولد في لوس أنجلوس لأب وأم يهوديين متدينين، هاجرا إلى إسرائيل عام 1985 بينما كان في الثانية عشرة من عمره.

وخدم هارو بجيش الاحتلال ضمن لواء النخبة جولاني، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نال درجة البكالوريوس في علم النفس في كلية بروكلين في نيويورك، ثم حصل على الماجستير في العلوم السياسية بجامعة تل أبيب.

وبدأ يعمل مستشارًا لنتنياهو في العلاقات الخارجية منذ عام 2002، حين كان في التاسعة والعشرين من عمره، وتولى رئاسة “أصدقاء الليكود في الولايات المتحدة الأمريكية” في الفترة 2003 – 2006.

وعاد هارو لإسرائيل عام 2007 وعمل مستشارًا لنتنياهو للشؤون الخارجية، وتولى في شباط/ فبراير 2008 منصب مدير مكتب نتنياهو عقب استقالة أيليت شاكيد، التي أصبحت بعد ذلك وزيرة العدل في الحكومة الحالية عن حزب “البيت اليهودي“، وظل في هذا المنصب إلى أن استقال لأسباب صحية مطلع 2010، ولكنه خلال هذه الفترة وصف بأنه صاحب تأثير كبير للغاية.

أسس هارو عام 2010 شركة استشارات خاصة حملت اسم "غلوبال إتش 3"، وقبل أن يتولى منصب رئيس طاقم موظفي مكتب نتنياهو قطع صلته بالشركة التي أسسها، نظرًا لعدم حدوث تضارب مصالح، في سبتمبر 2013، وبعدها بأقل من عام تولى المنصب في مارس 2014.

وفي أواخر العام عمل كقائم بأعمال مدير مكتب رئيس الوزراء، قبل أن يغادره في يناير 2015 وينتقل لإدارة المقر الانتخابي الرئيسي لحزب “الليكود”.

خضع للتحقيق مرتين في ديسمبر 2015 وفي يوليو 2016 بتهمة الرشوة، وحددت الشرطة في فبراير 2017 أنه متهم بتهم منها غسيل الأموال والرشوى والغش والاحتيال، قبل أن يوقع، اليوم الجمعة، على اتفاق تحويله لشاهد ملك، مقابل الإدلاء باعترافات لصالح موقف النيابة العامة ضد رئيس الحكومة.

الخناق يضيق حول نتنياهو

يعتقد رامي يتسهار، محرر موقع “نيوز إسرائيل”، أن الاتفاق مع هارو يعني أن "الخناق بدأ يضيق حول نتنياهو"، كما بدأ الحديث عن صراع حاد من أجل خلافة رئيس الحكومة الإسرائيلية بين رؤساء الأحزاب سواء الائتلافية أو المعارضة.

وتطرق يتسهار لقرار حظر النشر الصادر عن المحكمة بشأن قضايا فساد نتنياهو، مشيراً إلى أن تلك هي المرة الأولى على الإطلاق التي تتحدث فيها الشرطة أو المصادر القضائية عن اتهام نتنياهو بشكل صريح بقضايا رشاوى وفساد خطير وخيانة الأمانة والاحتيال.

وتوقع أن ما يحدث حاليًا هو “الإطاحة بالفاسدين الكبار المحيطين بنتنياهو، بما في ذلك أولئك الذين تربحوا من صفقات السلاح الكبرى، وأن نهاية تلك المسيرة ستكون الإطاحة بنتنياهو نفسه”.

الوقت ما زال مبكرًا

ومع أن العديد من المراقبين أيّدوا موقف يتسهار، لكن محللي موقع قناة "20" العبرية، قللوا من مسألة تحويل هارو إلى “شاهد ملك”، وقالوا: إن جميع المراقبين والمحللين الذين سارعوا إلى الاحتفاء بالخطوة إنما هم في الحقيقة بالغوا في ذلك، لأن هارو نفسه ربما لا يمتلك دلائل دامغة يمكنها أن تورط نتنياهو وتؤدي إلى تحويله إلى متهم.

وتوقع المحللون أن توقيع الاتفاق مع هارو قد يفتح المجال بعد شهور لتقديم مذكرة اتهام رسمية بحق نتنياهو، لكنهم رأوا أن هذا الأمر مبكر للغاية، وأن الصحفيين ووسائل الإعلام الذين تحدثوا عن ذلك إنما يريدون إعدام عائلة نتنياهو سياسيًا والتخلص منها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً