اعلان

إحياء صناعة الكليم اليدوي بجنوب سيناء.. المحافظ: مدارس لتعليم الفتيات فن الصناعة.. وتصنيع الأنوال الخشبية بالورش (صور)

جهود مكثفة تقوم بها الأجهزة المعنية بمحافظة جنوب سيناء لإحياء صناعة من أهم صناعتها المرورثة وهي «صناعة الكليم»، بعدما كادت الصناعة تشق طريقها للاندثار، في ظل الإهمال وعدم تطوير وتدريب القائمين عليها.

تعتمد صناعة الكليم اليدوى بجنوب سيناء على مادة الصوف التى تستخرج من الخراف والأغنام والتي تتحول إلى لوحات فنية رائعة ذات رسومات هندسية أو زخارف وألوان مبهجة تعبر عن طبيعة المحافظة الجبلية والبدوية والساحلية والسياحية .

وبدأت هذه الصناعة بجنوب سيناء منذ القدم حيث كان يعتمد عليها بدو سيناء في صناعة الأقمشة الخاصة بالخيام البدوية وكذلك الفرش الخاص بهذه الخيام.

وجاهد مركز جنوب سيناء لدعم المرأة لإحياء هذه الصناعة من جديد بعد اندثارها حيث قام المركز بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء بانشاء مشغل صغير لا تتعدي مساحته 60 متر مربع بقرية الجبيل التابعة لمدينة طور سيناء وتزويده بأنوال حديثة بهدف احياء الصناعة من جديد و تعليم سيدات القرية مهنة يدوية لزيادة دخل أسرهن .

اللواء محمود عيسي، سكرتير عام محافظة جنوب سيناء، قال إن المشغل به 2 نول خشبي لتدريب سيدات قرية الوادي علي صناعة الكليم علي أعلي مستوي وتم توزيع أنوال علي المتدربات المتميزات للعمل عليه بمنزلها بهدف تحويل أسر القري بالمحافظة إلى أسر منتجة مما يزيد من دخل هذه الأسر .

وأضاف عيسى أن السيدات يقمن بتجميع أصواف الأغنام من القرية واستخدامها كمواد خام لصناعة الكليم، كما نقوم بشراء الأصواف الملونة من محافظة كفر الشيخ كما تستخدم بعض السيدات قصاقيص القماش وتصنع منها أشكال رائعة من وحي البيئة التي تتميز بها المحافظة .

وأشار «لم نتوقع أن يكون الطلب علي منتجات الكليم اليدوي بهذه الدرجة، حيث أن الطلب عليه أكثر من المعروض حيث تقوم السيدات بالتسويق لمنتجاتهن بطريقة رائعة»، معلنا أن المحافظة ستقوم بصناعة عدد من الأنوال وتوزيعها علي المتدربات المتميزات للعمل عليها في المنزل، بالإضافة إلى تزويدهن بالمواد الخام لبدء مشروع خاص بهن .

وأكد أن اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء، من جهته أنه قد وجه بتوسع المشغل وتحويله إلى مدرسة خاصة لتعليم صناعة الكليم تشجيعا علي الاتجاه نحو الصناعات اليدوية وإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغير لتحول القري والتجمعات إلى أماكن منتجة مع تميز كل قرية بصناعة معينة، فمثلا قرية الوادي سوف تتميز بصناعة الكليم وقرية الجبيل سوف تتميز بصناعة المشغولات اليدوية والخرز وسوف نقيم معارض خاصة بهذه المنتجات مساهمة من المحافظة لتسويق منتجاتهم .

أميمة محمد إبراهيم، مدير عام مركز جنوب سيناء لدعم المرأة ومسئولة المشغل، قالت إن المشغل تمت إقامته منذ عدة سنوات وبدأ بالتدريب علي النول المتطور بدلا من النول الأرضي الذي كان يستغرق شهورا لانتاج منتج واحد ولكن النول المتطور ساعد السيدات علي انتاج 3 منتج خلال الشهر وذلك في بداية التدريب ولكن بعد الاتقان تستطيع السيدة أن تنتج كليم كل 3 أيام باستخدام قصاقيص القماش القديم أو صوف الأغنام التي يتم صباغته .

وأضافت أنه يتم دعم المشغل بالنول الخشبي والمغزل والمشط والمكوك والمقص والكف كما قمنا بتزويد المشغل بمدور ولفاف خاص للف الصوف وتحويله إلى خيط ثم إلى شلال التي يتم وضعها علي البوص "قلب المكوك أو النول"، موضحة أن هذا البوص يوجد بكثرة في جنوب سيناء ويتم قصه إلى عقل صغيرة تناسب المكوك وتقوم السيدات بلف خيوط الصوف عليه ثم يوضع في النول لبدء العمل في صناعة الكليم .

من ناحيته أكد المحاسب فوزي همام، رئيس مدينة طور سيناء، أن قرية الوادي من القري العريقة التي كانت تتميز بصناعة الكليم اليدوي منذ القدم ولكن توقفت هذه الصناعات منذ ثورة 25 يناير ، لافتا « نسعى لاحيائها بشكل متطور وجديد»، مشيرا إلى أن مشغل قرية الوادي لصناعة الكليم اليدوي سوف يتم توسيعه بإضافة المبني المجاور إليه وتزويده بعدد إضافي من الأنوال، بهدف عودة الصناعات اليودية وفتح مجال جديد لعمل المراة السيناوية لزيادة دخل الأسرة .

وأضاف همام أن جميع أعمال السيدات مستوحاة من طبيعة المحافظة وهذه المنتجات صالحة لفرش المنزل أو استخدامها كزينة للمنزل لما تتمتع به من ذوق رائع .

أم عبد الله، من قرية الوادي، وإحدي المدربات في المشغل قالت إنها بدأت في هذا المشغل كمتدربة ولكنها تمكنت في صناعة الكليم خلال وقت قياسي وتقوم الآن بالتدريب في المشغل وقد قام مركز دعم المرأة بدعمها بنول للعمل عليه في المنزل .

وأوضحت أن النول يتكون من الدف والنيرة والسيف والدوسات التي يتم تحريكها يمين وشمال طبعا للعمل والمكوك الذي يلف عليه الخيط ورسم الرسومات والأشكال الخاصة بكل كليم .

وأشارت «أم عبد الله» انها تعمل علي صناعة الكليم في المنزل وتنتج كميات كبيرة وتقوم بتسويقها مما ساعد علي زيادة دخل الأسرة، مشيرة إلى أن عملها في صناعة الكليم لم يؤثر علي رعاية أسرتها وخاصة أنها تعمل في المنزل.

«أم أحمد»، إحدي المتدربات في مشغل الكليم بقرية الوادي، أوضحت أنها جاءت للمشغل كي تتدرب علي صناعة جديدة للاستفادة من الملابس التي لا تستخدمها في المنزل وتحويلها إلى أشياء مفيده للاستخدام، كما يمكن بيعها والحصول علي عائد مادي، وأضافت أنها تأمل في الحصول علي نول للعمل عليه بالمنزل للمساهمة في زيادة دخل الأسرة .

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
واشنطن بوست: التصعيد الإيراني الإسرائيلي الأخير يطرح احتمالية الانزلاق لصراع علني مباشر بينهما