اعلان

غرام "جريس" يحرج الكنيسة.. "الأرثوذكسية" تمنح "الغفران المحرم" لابنها لويس رغم مخالفته لها

15 عاما مرت على رحيل الفنانة سناء جميل، حاول خلالها زوجها المفكر والصحفي جريس، مكابدة الماضي وكبح جماح ثورته في الذاكرة والتي كأنها استجمعت كل قوى عنده، وراحت تهاجمه بكل ما تحمل من مشاهد ومعاني اختزنها لسنوات طويلة ليفجرها بعد رحيلها، فلم يكف أنين صوته ولم يخلو حديث يدلي به «جريس» عن ذكراها وسرد قصة حبهما ممتثلا لطلبها بعدم الإنجاب لكي تتفرغ لحياتها الفنية، وهو ما قبله «الصحفي العاشق» إثباتا لحبه لها، وهو ما ندمت عليه «جميل» في كبرها وقبل رحيلها، فكان يدفعها للتماسك بأن فنها هو ابنهما الذي سيخلد اسمهما.

40 عاما استمر زواج الصحفي لويس جريس والفنانة سناء جميل الذي ظل يكتم حبه لها خشية ما قد يتسبب من مشكلات نتيجة كونه مسيحيا، وكونها مسلمة، لا يكاد يعرف أحدهما دين الأخر، وإن مر على معرفتهما زمن، ولولا وضوح انتماء اسم لويس جريس إلى الدين المسيحي لظنت سناء أيضا أنه مسلما.

«لو مكنتيش بس انتي مسلمة وأنا مسيحي كنت طلبتك للجواز» عبارة قالها «جريس» في حزن شديد متمنيا لو كانت الفنانة الصاعدة تعتنق ديانته، لتفاجئه بردها:«أنا مسيحية يا لويس وموافقة»، بمجرد سماع ردها، هرع جريس إلى الكنيسة ليتمم زواجهما في الحال، ليبلغه الكاهن بضرورة وجود شهود على الزواج، ويقوم المحب بتأجير 7 سيارات أجرة ليملأها بزملائه من مجلة «صباح الخير» الذين فرغوا من أعمالهم في مطابع روزاليوسف، ليكلل الحب وحده زواجهما، الرباط المقدس الذي قطعاه على أنفسهما، لم يندمل يوما بعدما إنتقلت «جميل» إلى الملكوت إثر إصابتها بمرض سرطان الرئة.

لم يستجب جريس إلى نصائح أصدقائه وزملائه أبرزهم مصطفى أمين، بالتوقف عن محبة النجمة الصاعدة سناء جميل، والتي ستتسبب شهرتها لا محالة في وضعه، كصحفي مغمور وقتها، في حرج شديد، كما ستظل شهرتها طاغية على أي شهرة أو مجد مهني يحققه طالما ظل اسمه مقرونا باسمها، وظل "لويس" في صمت واجتهاد شديد يبني اسمه اللامع كأحد أفضل أبناء جيل الستينات بين الكتاب الصحفيين إلى أن وافته المنية في 26 مارس الماضي، عن عمر ناهز 90 عاما.

زواجه من "جميل" كان أكبر مكاسبه التي حصل عليها، فلم يفكر يوما في مايترتب على عقد زواجهما الإنجيلي، وعاش "جريس" خارج أسوار الكنيسة الأرثوذكسية، بإعتباره ضمن المطرودين من رحمتها والمحرومين من صكوك غفرانها، بعدما أتم مراسم رباطه المقدس في إحدى الكنائس الإنجيلية التي تخالف الزواج الأرثوذكسي، ليأبى أن ينتقل في صمت بعدما استقبلت الكنيسة البطرسية الأرثوذكسية المتاخمة للكاتدرائية بالعباسية، جثمانة للصلاة عليه، ليبدأ بعد وفاته، جدل جديد حول تفسير صلاة «اللهم تفضل عبيدك المسيحيين الأرثوذكسيين».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً