اعلان

بروح التعاون والعطاء.. هكذا احتفل الأزهر الشريف مع زوار الجامع الصائمين بمرور 1078 على تأسيسه

تخطت درجات الحرارة الـ 41، الامر الذي دعا هيئة الأرصاد تحذير المواطنين، الزحام يضرب شوارع القاهرة، فهو موعد خروج موظفو القطاع الحكومي من العمل، لكن محيط الجامع الأزهر بالدرب الأحمر، كان زحامه من نوع خاص، فاليوم أتم عامه الـ 1078.

بدأت السيارات تصل إلى المسجد وعلى متنها الزوار من كل حدب وصوب، حيث يستعدون لحضور الاحتفالية التي يقيمها الأزهر الشريف للجامع.

بضع درجات من سلم رخامي يشبه السحاب في صفائه، مرصوص عليه باقات من الزرع الأخضر، ما هو إلا طريق لبوابة الجامع الأزهر، المزينة بلافتات الذكرى الـ1078، على تأسيسه، عشرات من الشباب يرتدون تيشرتات بيضاء تحمل شعار الأزهر، منتشرون بأرجاء المسجد ينظمون أماكن المصلين.

على بعد خطوات من بوابة الجامع الخشبية، كان الرجال يستقرون بالجانب الأيسر، فبينما العشرات يصلون ركعتي تحية المسجد، كان هناك من غفلت عينه على صوت القرآن الذي يصدح من طفل من أبناء الأزهر في العاشرة من عمره، يجلس في أحد أركان صحن المسجد، مرتديًا زيه الأزهري، مرددًا آيات الله.

في الجهة المقابلة لمصلى الرجال، يستقر فاصلًا خشبيًا عريضًا يتوسطه باب، تتوارى النساء المصليات خلفه، تتمسك كل واحد منهن بمصحف، ورقه يشبه ألوان الطيف في تعدده، لكن على بعد خطوات من ذلك الباب كان صوتًا أنثويًا يعلو في هدوء قارئًا آيات من سورة البقرة، فتردد الفتيات خلفه.

عمرها الذي قارب على الـ65 عامًا، ظهرت ملامحه في تجاعيد يدها المرتعشة التي تقبض بشدة على المصحف.. إبتسامة هادئة تظهر على وجهها.. ما بين لحظة وآخرى تنضم فتاة من الجالسات بالمسجد لسماع قراءة القرآن من صوتها العذب، وهى تردد " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ".

" من رياض السنة النبوية المطهرة".. كتابًا جلست الطالبة الأندونيسية التي تدرس منذ عامين بكلية الدراسات الإسلامية، تتأمل فيه حياة النبي "صلى الله عليه وسلم"، في إحدى أركان مصلى السيدات الذي تفصله عن صحن المسجد أعمدة خشبية يتخللها مربعات متباعدة تظهر بضع ملامح ما خلفها، بينما يدها تتمسك بالسبحة ذات اللون الأخضر مرددة "اللهم صلى على سيدنا محمد".

طابور من النساء، يقابله طابور من الرجال، مصطفين أمام المنضدة الخشبية التي يجلس خلفها إسماعيل عبده، رسام الخط العربي التابع لمشيخة الأزهر الشريف، الذي استقر بالركن الآخر للمسجد، لا تتوقف يده التي تمسك بقلم الخط العربي عن كتابة أسماء زوار الجامع الأزهر " كتبت أكثر من 150 أسم، لكن الإبتسامة اللي بشوفها في عيون الناس لما بكتب اسمائهم بتهون عليا التعب"- هكذا عبر لـ"أهل مصر" شعوره أثناء كتابة اسماء الزوار.

ما يقرب الـ6 ساعات مرت على بدء احتفال الأزهر بمرور 1078 على تأسيس الجامع الأزهر، عقارب الساعة تقترب نحو الخامسة من مساء الأربعاء في السابع من رمضان.. عربة نقل محملة بمئات الوجبات الطازجة، استقرت أمام المسجد، بينما شباب الأزهر سارعوا لأحضار الوجبات لداخل الجامع.

30 دقيقة.. كانت كفيلة للانتهاء من حمل الطعام للجامع، وما هي إلا لحظات وظهرت المفارش البلاستيكة في يد شباب مشيخة الأزهر.. بينما كانت أعداد الزوار تتزايد، والزحام بدء واضحًا بصحن الجامع، كانت المفارش قد استقرت على أرضية الجامع الرخامية؛ استعدادًا لوضع الوجبات قبل إنطلاق مدفع الإفطار.

"الله أكبر".. صوت مؤذن الجامع الأزهر يصدح باذان المغرب، في الوقت الذي سارع فيه عدد من الصائمين بالجامع لشرب الماء والعصائر، لإنهاء حالة العطش التي صاحبت ارتفاع درجة الحرارة، بينما فضل عددًا آخر إداء الصلاة ثم البدء في الإفطار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
4 تريليونات جنيه زيادة.. وزير المالية يكشف تفاصيل الموازنة الجديدة 2024/2025 أمام النواب