اعلان

مع اقتراب عيد الأضحي.. حكاية أغنيتين من دفاتر المصريين.. "يا ليلة العيد" تُغير لقب "أم كلثوم" بفرمان ملكي.. "وسعد نبيهة" لُغز صفاء أبو السعود (فيديو)

عيد الأضحى 2018
كتب : محمد سعد

لم يكن ذهن الشاعر أحمد رامي، يدرك أن كلماته التى بات يدونها على مدار أيام وشهور، ليلحنها رياض السنباطي، وتجلجل بها حنجرة سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" عام 1939، ستكون الغنوة المفضلة للكبار قبل الصغار، على مدار سنوات وسنوات. أحمد رامي، الشاعر المُتيم في عشق كوكب الشرق، دفعه قلبه العاشق في صمت إلى كتابة نصف ما غنت "أم كلثوم"، على مدار 50 عامًا، وبالرغم من هذه الأعمال كانت أغنية واحدة هي دائمًا ما تذكرنا بصاحبها في الأعياد.

"ياليلة العيد آنستينا"، غنوة تنشتر بشكل عارم في جميع أرجاء المحروسة مع اقتراب الساعات الأولى لعيدي الفطر والأضحي، حتى أصبحت ركزية أساسية عند عددٍ كبير من أصحاب المحلات والأسر المصرية، ربما لصوت "أم كلثوم" القوي، أو لحسن إختيار كلمات أحمد رامي، أو لسبب ثالث وهو عبقرية "السنباطي" في وضع اللحن.

يا ليلة العيد آنستينا ... وجددتي الأمل فينا.. هلاك هل لعنينا ... فرحنا له وغينينا.. وقلنا السعد حيجينا ... على قدومك يا ليلة العيد"، كيف يمكن أن نستشعر بالعيد إلا على صوتها، "الست" التى أدهشت العالم بصوتها الرنان، واختيار كلماتها، لم تكن هذه الأغنية بالتحديد عملًا فحسب بالنسبة لها، لكن مع غناء "أم كلثوم" لها داخل أروقة النادي الأهلي في 17 سبتمبر عام 1944، كانت "وش السعد" علىها، حيث أنعم الملك فاروق الأول بوسام الكمال، ليصبح لقب كوكب الشرق الجديد، "صاحبة العصمة".

"حبيبي مركبه تجري ... وروحي في النسيم تسري.. قولوا له يا جميل بدري ... حرام النوم في ليلة العيد"، بالفعل كانت "أم كلثوم" على حق، فالجميع لا يغلبه النوم ليلة العيد حتى بعد ظهر اليوم الأول، وأداء صلاة العيد.

◄ "أهلًا بالعيد"

"أطفال يهرولون سريعًا على كوبري خشبي، البلالين تزين أيدي كلٍ منهم، وحناطير تزدحم بالصغار، الملاهي تبدأ في فتح أبوابها، وما من ثوان حتى تظهر صفاء أبو السعود، وهى تقود الدراجة، معلنة: "أهلا أهلا بالعيد". شوقي أبو عميرة، مخرج الأغنية الشهيرة لـ "صفاء"، ظل يفكر طويلًا لإختيار مشاهد التصوير، إلى أن اقترحت عليه بطلة الأغنية اختيار أماكن خارجية تجنبًا للتشبيه بينها وبين أغنية "يا ليلة العيد" ومن ثم الدخول في مقارنة لا غنى عنها مع سيدة الغناء العربي، وكان الأختيار الأخير الشوارع المحيطة بجامعة القاهرة.

مع بداية الأغنية، ومواصلة مشاهدها، تسمع أذنك سريعًا صوت صفاء أبو السعود يدندن: "سعد نبيهة، بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد"، تبدأ سريعًا في التساؤل من هذا الرجل الملقب بـ "سعد نبيهة".

اعتقد أطفال الثمانينيات والتسعينيات، أن الرجل المُشار له على لسان بطلة الأغنية، مجرد بائع "غزل البنات" أو سائق الحنطور الذى ظهر فى بداية الأغنية، أو ربما أحد أقارب صفاء أبو السعود، ظل الرجل محل علامات إستفهام، حتى اشتد بنيان جيلي الثمانيات والتسعينات، ليدروكوا الحقيقة بأن الرجل المُختفي الذين يبحثون عنه هو خطأ سمعي بسبب صوت موسيقى الأغنية العالي، وأن صحة نطق الكلمة هو"سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد"، ليظهر الرجل المُقنع في أغنية صفاء أبو السعود، ويُحل اللغز.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً