اعلان

اتفاقية "أوسلو" تميت فرص محادثات السلام بعد 25 عاماً.. وصحيفة أمريكية: مصر الفرصة الوحيدة لإنهاء الصراع الفلسطيني

صورة ارشيفية
كتب : سها صلاح

قبل 25 عامًا ،قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بالتوسط بين بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تلك المحادثات السرية التي استضافتها النرويج بين الأكاديميين الإسرائيليين ومسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية ، وضعت أجندة وجدول زمني لخمس سنوات لاتفاق سلام كامل يسمح في البداية للحكم الذاتي الفلسطيني المحدود في أجزاء من الأراضي المحتلة وينطوي على اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، كان هذا ما يعرف باتفاق "اوسلو" الشهير.

وقالت صحيفة فورجين بوليسي أن أتفاق أوسلو وُقع في سياق سياسي محلي وعالمي لم يكن في صالح الفلسطنيين بشكل كبير وظهر ذلك جلياً الآن حيث أنها لم تطبق بشكل فعلي، حيث كانت نهاية الحرب الباردة، وكان هناك تحول سياسي في إسرائيل عندما وصل رابين إلى السلطة في عام 1992، ولذلك كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة للتفكير بجدية في حل وسط، وكان العامل الرئيسي وراء تلك الاتفاقية هو أول انتفاضة فلسطينية.

وجاءت ظروف اتفاقية "اوسلو" في منتصف الثمانينات من القرن الماضي ، تحرك الفلسطينيون للمطالبة بالتغيير ، وغالباً ما كانت النساء تقود ما كان إلى حد كبير انتفاضة غير مسلحة، واستمر الفلسطينيون في كفاح شعبي لأكثر من خمس سنوات ، كان محور الاحتجاج الفلسطيني هو الاحتلال والقوات العسكرية الإسرائيلية ، الذين كانوا في الغالب جنود احتياط أو جنود مبندئين في أول انتشار لهم، حينها فهم الإسرائيليون أنهم كانوا يواجهون انتفاضة مدنية - وقد انتبهوا، لم يعد من الممكن تجاهل الفلسطينيين، في النهاية ، حصل الشعب المحتل على اتفاقية تعتبر الآن "حبر على ورق" ولم تلتزم بها إسرايل ومع كل قصف إسرائيلي ينادي المجتمع الدولى والعربي باحترام اتفاقية اوسلو.

وتقول الصحيفة ان اتفاقية "أوسلو" تعتبر الآن في عداد الأموات ولا يمكن احيائها وما يعمل عليه الأطراف التي تساند الطرف الفلسطيني هو إحياء محادثات السلام ،في الواقع، إذا كانت إدارة ترامب تدور حول تقديم خطة بالفعل ، فمن المرجح أن تقوم بقتل عملية السلام ايضاً حيث تسعي الادارة الأمريكية إلى الفلسطينيون من الحقوق والحريات ، وتُعفى إسرائيل من جميع الالتزامات والمساءلة، لذا يتمثل التحدي في خلق الظروف مرة أخرى لتحقيق انفراجة في عملية السلام ، وهذا ما تفعله مصر هو خلق حل يوافق عليه الطرفين لخلق فرصة أخرى لإحياء عملية السلام دون التفريط في الحقوق الفلسطينية.

شكلت الانتفاضة الأولى والتوقيع على اتفاقات أوسلو محاولة لإنهاء نظلم الاحتلال لكن خلال العقدين التاليين ، فرضت إسرائيل نظامًا للسيطرة على الضفة الغربية وغزة (مع ضم القدس والقرى الفلسطينية المحيطة) التي جمعت بين الاحتلال العسكري المباشر وتشكيل إدارة مدنية مسؤولة عن توفير الخدمات الأساسية اليومية، الخدمات (الصحة ، التعليم ، صيانة البنية التحتية ، جمع القمامة) التي تديرها وزارة الدفاع الإسرائيلية مع الموظفين المحليين في الغالب في نقاط تقديم الخدمات المباشرة.

ومع تلاشي الأمل الناجم عن أوسلو داخل الدولة الفلسطينية ، فإن هذا النظام الجديد من السيطرة الاسرائيلية ادى إلى الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و 2005 عندما سحبت إسرائيل المستوطنين والجنود من قطاع غزة ، لكنها فرضت حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا صارمًا على الأراضي الفلسطينية، ونتيجة لذلك ، يوجد الآن نظامان مستقلان للتحكم في هذه الأراضي الفلسطينية.

وثقة الفلسطينيين تكاد تكون معدومة في القيادة الإسرائيلية الحالية، خاصة وأن رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو،عارض اتفاقيات أوسلو من الخارج، وتعهد قبل انتخابه لولاية رابعة في عام 2015 بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في عهده، وللأسف هذا ما يحدث الآن وفقاً لوصف الصحيفة التي قالت أنه مازال هناك أملاً واحداً وهو مبادرات مصر التي يمكن أن تضغط على اللهوبي اليهودي و الأمريكي لتحقيق السلام الذي طالما انتظره الشعب الفلسطيني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً