اعلان

"روايات وسط الركام".. حكاية شاب أنقذ والدته من الموت ليرقد مكانها تحت الأنقاض

انهيار منزل - أرشيفية
انهيار منزل - أرشيفية

"فاجعتين وقعتا اليوم السبت، تمثلتا في انهيار عقارين الأول بالمنصورة والثاني في المحلة، حيث شهد الحادث الأول أسفر عن مصرع شاب وإصابة والدته، أما الثاني فنتج عنه مصرع 8 أشخاص منهم 3 أطفال، المشهد أصبح كابوسا اللحظات هنا تمر كالدهر، حيث يجول الموت في كل الاتجاهات، هنا تجد ملابس السكان التي اختلطت بحديد خرسانة المنزل، وذكرياتهم التي ترقد تحت تراب الأنقاض، منهم من ينازع الحياة، ومنهم من كتب لهم القدر أعمارا جديدة.

غبات عنهم الحلول، هم فقط أهالي هحاولوا التعايش مع الأمر الواقع وتقبله لغياب الحلول لديهم وتجاهل مسؤولي الحي لهم سواء بقصد أو بدون قصد، حتى جدرانهم لم تخلو من الشروخ والتصدعات، مما جعلهم يلجاؤن إلى استخدام ملابسهم وأغراضهم لسد فجوات جدران المنزل وحجب الرؤية عن المارة في الشارع، ومنع دخول الحشرات والفئران للمنزل، هما من استبدلوا الأسقف الأسمنتية بآخرى يتم تغطيتها بالأعمدة الخشبية العريضة، فأنها مكونة في الأساس من الخشب.

عقار المنصورة وشهامة طالب جامعي

"سمعنا صوت طقطقة ثم انهيار شديد للعقار" هكذا وصفت السيدوة زينب علي محمود 61 عاما، تسكن بغرب المنصورة مع أبنائها الثلاثة «شابين وبنت»، بداخل عقار مكون من 4 طوابق بشارع منتصر بجوار المستشفى العام القديم كان قديما وآيلا للسقوط.

الطالب الجامعي عمر سعد 21 عاما، بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق، يعيش مع والدته زينب علي محمود، 61 عاما، وقبل الحادث بدقائق، كان الطالب خارج المنزل وعند دخوله شعر بأن المنزل في بداية انهياره، فاسرع بحمل والدته وإخراجها من المنزل ثم عاد مرة أخرى من أجل اخراج أشياء هامة ولكن انهار به السلم ثم انهار المنزل بالكامل فتوفي في الحال.

في الساعة الثامنة صباحا، إنهار العقار وبات الحطام رأسا على عقب، وأسفر الحادث عن وفاة الطالب عمر سعد مكرم، 19عاما، طالب بجامعة المنصورة، وأصيبت والدته، وكانا داخل شقتهما وقت الانهيار، بينما كانت باقي الطوابق خالية ونتج عن الانهيار إصابة شخصين آخرين من المارة أثناء استقلالهم تروسيكل وسقطت عليهما بعض الأنقاض.

وتمكن الأهالي من إنقاذ المارة ونقلهم للمستشفى، بينما تمكنت قوات الحماية المدنية من إنقاذ الأم وإخراجها حية من تحت الأنقاض، بينما استغرق استخراج جثة الطالب ساعة كاملة.

وكشفت مصادر أمنية، عن اشتعال النيران أسفل الأنقاض بسبب كسر مواسير الغاز الطبيعي، وقطعت رئاسة حي غرب الغاز عن المنطقة بالكامل وجرى إطفاء الحريق وتبريد الأنقاض للبحث عن أي مصابين آخرين.

وكشف شهود عيان أن المنزل معظمه خالي عدا شقة واحدة تقطنها أم وأبنائها الثلاثة «شابين وبنت»، ووقت الحادث كانت الأم وأحد أبنائها فقط بالمنزل وكان الإثنين الآخرين خارج المنزل وأنقذتهما العناية الإلهية من الانهيار.

"عقار المحلة يحصد 8 أرواح"

وعن أحد العقارات بالمحلة الكبرى، يظهر جزء منه في الشارع يستطيع المارة النظر بداخله وكشف الحياة اليومية لسكانه، عقار مكون من 5 طوابق، ويقطن به 5 أسر، وأثناء الانهيار كان متواجد بداخله 9 أشخاص، بينهم أطفال.

وكانت مساجد نبروه أعلنت خبر وفاة 8 أشخاص بينهم 3 أطفال من أسرتين من عائلة "الصاوي" بنبروه، والذين كانوا يقطنون العقار النهار بمنطقة بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وتجمع الأهالي على الطرقات في انتظار وصول جثامين الضحايا من مستشفى المحلة الكبرى بعد انتهاء إجراءات وتصاريح الدفن، حيث أعلنت المساجد دفنهم جميعا في جنازة جماعية.

وفي مشهد جنائزي مهيب شيع المئات من أهالي مدينة نبروه بالدقهلية الجنازة، وتم وقوف سيارات الإسعاف في اتجاه القبلة، وأدى المصلون صلاة الجنازة الجماعية عليهم بالشارع في مشهد جنائزي مهيب.

وعلى الجانب الأخر، فتحت النيابة العامة تحقيقات موسعة لمعرفة سبب انهيار العقار، كما عاين وفد من النيابة مكان الحادث واستدعت 4 عمال حفر، بينهم مقاول، لسؤالهم عن أسباب انهيار العقار وتصدع 4 أخرى، ومصرع 8 أشخاص، خاصة أنهم كانوا يحفرون بجوار المنزل المنهار وجرى اقتيادهم إلى ديوان قسم أول المحلة الكبرى وتولت النيابة التحقيق معهم، كما استدعت النيابة عددًا من شهود العيان وأصحاب المنازل المجاورة للتعرف على الجثامين.

وباشر فريق من أعضاء النيابة معاينة موقع الحادث ومتابعة مرحلة نقل جثامين الضحايا إلى مشرحة مستشفى المحلة، واتخاذ إجراءات إنهاء تصاريح الدفن لكل الضحايا ومباشرة علاج المصابين.

وقرر الدكتور طارق رحمي محافظة الغربية، الذي باشر عمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، صرف تعويضات عاجلة لرب الأسرة المتوفي من ضحايا انهيار المنزل، ومساعدات مالية لكل مصاب.

كما وجه وكيل وزارة التضامن بعمل حصر بالمصابين والوفيات، والخسائر المادية، وتحركت لجنة الإغاثة بالتضامن الاجتماعي، وتم عمل حصر بالأسر المتضررة بالمنازل المجاورة للمنزل المنهار وعددهم 13 أسرة، 8 رفضوا أي مساعدة و5 أسر طلبوا إعاشة.

وأمر المحافظ بصرف مبلغ 500 جنيه كإعاشة مبدئية لكل أسرة من الأسر الخمس، وتم تسكين الأسرة السادسة بمركز الخدمات المتكاملة التابع للتضامن الاجتماعي وتوفير الإعاشة اللازمة لهم.

وتمكنت قوات الحماية المدينة في استخراج 8 جثث من أسفل أنقاض المنزل المنهار بمنطقة الرجبي بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية ونقلها لمشرحة مستشفى المحلة العام، حيث كانت قوات الحماية تمكنت من إخراج جثامين سيدة وطفليها ومسن وسيدة، 25 عاما، وأخرى 45 عاما، وطالبة 17 عاما، من تحت أنقاض المنزل المنهار.

وكان محافظ الغربية، وبرفقته اللواء شاكر يونس السكرتير العام للمحافظة، ورئيس مدن طنطا والمحلة ورؤساء أحياء طنطا والمحلة، انتقلوا إلى منطقة الرجبي بالمحلة الكبرى، للوقوف على الأضرار الناجمة من انهيار منزل مكون من 5 طوابق، حيث قرر المحافظ فرض طوق أمني حول العقار، وتوجيه كافة المعدات للبحث عن ضحايا أو ناجين أسفل العقار، كما أصدر توجيهاته لرئيس مركز المحلة بتشكيل لجنة هندسية لمعرفة أسباب الانهيار وكذلك الإخلاء العاجل لثلاثة منازل مجاورة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً