اعلان

"قلب فولاذي ولاصق طبي".. كيف نفذت "سحر" حكم الإعدام في قاتل شقيقها؟

أرشيفية
أرشيفية

انتهت "سحر" من دفن شقيقها، وأغلقت أبوابها في وجه أهالي بلدتها، معلنة عن عدم استقبالها للعزاء، نظرا لمرضها وحزنها على شقيقها، الذي كان ساعدها اليمنى في الحياة، بعد وفاة والدها قبل سنوات قليلة، إذ ذهبت الأخت الكبيرة تراجع وتفتش في ذكريات حياتها مع شقيقها الذي راح منها في لحظات قليلة، تقلب شريط الأفراح والأحزان الذي عاشته رفقة "أيمن" الشقيق الأصغر، وعلى الرغم من كونها أنثى، لكن عقلها لم يهدأ أبدا، وظل قلبها ينفطر حزنا على شقيقها الذي قتل على يد أحد العاطلين بطعنة بمطواة، نتيجة خلافات الجيرة فيما بينهما.

حادث مقتل الشقيق الأصغر لـ"سحر"، ومنظر الدم لم يفارق عقلها قط، فذهبت تفكر في طريقة تنتقم فيها من قاتل شقيقها، كى يهدأ بالها وراودتها نفسها كويلا أمام الفكرة من الأساس، لكنها استقرت على ضرورة التفكير في الثأر لدماء شقيقها، اختمرت في ذهنها فكرة شيطانية، أعدتها بعناية فائقة، تحسد عليها، فبدلا من أن تتورط هي وتكون الفاعل الرئيسي في حادث الثأر، جلست بهدوء تفكر في أصدقاء ومعارف قاتل أخيها، الذي كان هاربا عن أعين الشرطة، بعد تنفيذه للحادث.

بعد تفكير وبحث طويل، توصلت الفتاة - صاحبة القلب الذي رفض الاستسلام للأمر الواقع- إلى عامل تربطه علاقة صداقة بالقاتل، حيث سبق وقضى سويا فترة حبس احتياطيا داخل أحد السجون في قضية مخدرات، اتهما فيها.

اتفقت "سحر" مع صديق القاتل في طريقة آمنة للخلاص منه، وإنهاء حياته في أسرع وقت، وفي سبيل عقد الإتفاق الأولي بينهما، دفعت له مبلغ 10 آلاف جنيه، على أن يتقاضى 60 ألف جنيه عقب تنفيذ المهمة الموكلة إليه، بالفعل تم التنسيق والتشاور على محاور مهمة القصاص من القاتل الذي لم تفارق صورته عقل وقلب "سحر".

فكرت الفتاة مع العامل في طريقة يقومون فيها بالنيل من المتهم في مكان بمفرده، وفي سبيل ذلك عرض عليه صديقه فكرة شراء سيارة متهالكة بمبلغ زهيد، واستدرجه إلى مخزن أسفل عقار مهجور، بمنطقة طوخ في القليوبية، وهناك كانت سحر تنتظره برفقة صديقه العامل، كي يظفرا به وينهيان حياته، وبمجرد وصول القاتل ودخوله المخزن المتفق عليه، حتى فوجيء بـ "سحر" تقف أمامه والغل والقهرة تملآن عينيها، وخلال تلك اللحظات انقض عليه صديقه العامل، وقام بشل حركته وتكميم فمه بواسطة لاصق طبي، وقام بلف حبل بلاستيكي حول كامل جسده وساعديه، وقاما بخنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

فكرت "سحر" مع شريكها صديق القاتل، في فكرة لاحقة للخلاص من جثة القتيل، فوضعا جنزيرا حديديا ثقيلا حول جسده، الذي أخفوه داخل سجادة كبيرة، وربطوا مقدمة الجنزير بشاسيه سيارة نصف نقل، وتخلصا من الجثة بإلقاءها في رشاح طوخ.

أيام قليلة وعثر الأهالي على جثة المجني عليه، فتم إبلاغ شرطة النجدة، وعكف فريق من المباحث على فحص هوية وعلاقات المجني عليه، وتوصل فريق أمني من رجال البحث الجنائي بمديرية أمن القليوبية، من فك طلاسم الحادث، إذ تبين أن "سحر" وشريكها هما المتهمين بقتل المجني عليه، قبل أن يتم ضبطهما في مأمورية ناجحة، وحبسهما على ذمة التحقيقات.

وقررت النيابة إحالة المتهمان إلى محكمة الجنايات، التي عاقبتهما بالإعدام شنقا، بتهمة القتل العمد مع سبق والإصرار.

WhatsApp
Telegram