اعلان

"أربعاء الدم والتضحية" في سجن 922 بـ"العقرب"..ماذا جرى داخل أسوار طرة؟

سجن طرة- أرشيفية
سجن طرة- أرشيفية

أربعة متهمون محكوم عليهم بالإعدام في قضيتين إحداها قضية إرهاب سميت بـ'كتائب أنصار الشريعة'، والثانية قضية جنائية عرفت بـ 'مقتل طبيب داخل عيادته بالساحل' في القاهرة، قابعون في حجز الإعدام بسجن طرة، أصدرت وزارة الداخلية، أمس الأربعاء، بيانا مختصرا جاء على لسان مصدر أمني، بمحاولة هروبهم انتهت بمقتلهم جميعا، واستشهاد 4 من رجال الشرطة بينهم ضابطين.

ليلة دامية وأحداث مؤسفة شهدها، سجن طرة، ظهر أمس الأربعاء، بعد محاولة هروب 5 من المتهمين المحكوم عليهم بالإعدام، التفاصيل الكاملة للواقعة المؤسفة لم يتك الكشف عنها بعد، حتى كتابة تلك السطور، غير أن محاولة الهروب انتهت باستشهاد ضابطين وأمين ومجند شرطة، وتصفية الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، بعد التصدي لمحاولة هروبهم، حسبما أشار بيان الداخلية.

داخل سجن شديد الحراسبة بمنطقة سجون طرة 'ب'، كانت ا لأمور تسير بشكل طبيعي وهادي، حتى فوجيء ضباط الإتصال بسارينات الإنذار تدوي من جابنهم، وإشارات لاسلكية، تفيد التصدي لعناصر إرهاببة محكوم عليهم بالإعدام، خلال محاولة هروبهم من داخل أسوار السجن.

ببسالة وبطولة واضحة، تصدت قوات تأمين 'حجز الإعدام' للعناصر الإرهابية الخطرة، وانتهى الأمر إلى إحباط محاولة الهروب، واستشهاد 4 من خيرة رجال الشرطة، وتصفية المحكوم عليهم الأربعة، داخل السجن رقم 922 شديد الحراسة، المعروف بإسم 'العقرب' داخل منطقة سجون طرة 'ب'.

قدم العقيد عمرو عبد المنعم والرائد محمد عفت، وأمينال شرطة عبد المجيد محمد ومجند رابع لفظ أنفاسه داخل مستشفى المعادي العسكري، اليوم الخميس، أرواحهم فداءً للوطن الغالي، ودافعوا بكل غيرة وشهامة عن بدلتهم العسكرية، عازمين النية على النصر أو الإستشهاد وألا يتقاعسوا دقيقة واحدة عن مهامهم الشرطية التي أقسموا اليمين على القيام بها على الوجه الأمثل، فيما لا يزال ضابط آخر يخضع للعلاج بعد خروجه من غرفة العمليات.

المحكوم عليهم الأربعة هم 'السيد السيد عطا محمد، عمار الشحات محمد السيد، حسن زكريا معتمد مرسي، مديح رمضان حسن علاء الدين'، ثلاثة منهم صادر ضدهم حكما نهائيا بالإعدام شنقا، لإدانتهم في قضية تداولت إعلاميا بإسم 'أنصار الشريعة'، بينما أدين الرابع والمحكوم عليه بالإعدام كذلك، في قضية قتل طبيب داخل عيادته بالقاهرة.

أعقب ذلك الحادث المؤسف، زيارة سريعة للواء محمود توفيق، وزير الداخلية، تفقد خلالها منطقة سجن طرة للاطمئنان على أفراد الشرطة ومتابعة أعمال التأمين، وتطبيق الإجراءات الأمنية الصارمة ومراجعة الخطط الموضوعة سلفا في هذا الإطار، وأشاد ببسالة وجهود رجال الشرطة في إحباط محاولة هروب العناصر الإرهابية الخطرة.

فيما اطمأن الوزير على حالة المصابين، الذين يخضعون للعلاج داخل مستشفى المعادي العسكري، وشدد على تقديم كل سبل الدعم الطبي والمعنوي لهم خلال فترة علاجهم.

وتجرى تحقيقات موسعة داخل أروقة وزارة الداخلية، للوقوف على ملابسات وتفاصيل الواقعة، وتم تشكيل فريق أمني موسع من قطاعي التفتيش والرقابة والأمن الوطني، وفحص ومراجعة كاميرات المراقبة، بخلاف سماع قيادات منطقة سجون طرة وضباط السجن ورجال تأمين حجز الإعدام، للوقوف على تفاصيل أكثر تفيد في التوصل لخيوط هامة في الحادث المؤسف الذي سالت معه دماء 4 من رجال الجهاز الشرطي الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل حفظ مقدرات أمن البلاد واستقراره.

اللواء محسن حفظي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني، بدأ حديثه قائلا ' لا تعليق'.

أضاف حفظي في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر' مشيرا إلى أن الحادث الإرهابي مخطط له منذ فترة، نجح خلالها المتهمون المحكوم عليهم من خلال خبراتهم في العمل العدائي ضد رجال الشرطة والاحتكاك بآخرين من العناصر الخطرة داخل السجون، في تنفيذه أمس الأربعاء، غير أن المحاولة باءت بالفشل ونتج عنها استشهاد عدد من رجال الشرطة.

'من خلال قعدتهم في السجن عرفوا إزاى يعملوا العملية دي'، يقول اللواء محسن حفظي، وتابع: 'ربنا يسترها'.

وردا على سؤال 'أهل مصر' حول توجيه رسالة معينة عقب الحادث، علق 'حفظي' مختتما حديثه قائلاً ' التدريب ثم التدريب ثم التدريب.. ربنا يسترها'.

بتاريخ 12 أغسطس من 2018، قررت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، والمنعقدة بمجمع محاكم طرة، إحالة 3 متهمين وهم: 'السيد السيد عطا محمد، عمار الشحات محمد السيد، حسن زكريا معتمد مرسي، مديح رمضان حسن علاء الدين'، إلى مفتي الجمهورية، لأخذ الرأى الشرعي في إعدامهم لإدانتهم يالقضية المعروفة إعلامياً بـ 'كتائب أنصار الشريعة'، على خلفية اتهامهم بقتل 12 ضابط وفرد شرطة بينهم الرائد محمد عبدالسلام الضابط بقطاع الأمن الوطني عمداً مع سبق الإصرار والترصد، واستهداف منشآت تابعة للقوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم، وكذا تخزين وحيازة قنابل ومفرقعات، لزعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد.

وخلال تلك الجلسة، حددت المحكمة جلسة 14 من أكتوبر من ذات العام للنطق بالحكم، حتى أصدرت المحكمة حكمها بإعدام المتهمين، حتى تقدم المتهمون الثلاثة المحكوم عليهم الإعدام بطعن أمام محكمة النقص.

وفي جلسة الأول من يوليو من العام الحالي 2020، قضت محكمة النقض، بتأييد حكم الإعدام الصادر ضد المتهمين الثلاثة، بينما عاقبت 4 متهمين آخرين بالسجن المؤبد، نظير الإتهامات المنسوبة إليهم.

WhatsApp
Telegram