شهر رمضان هو شهر الخير والبركات ملئ بالمظاهر الخير والإحسان، له عادات وتقاليد متوارثة للأسر الأسوانية يستقبلها الأهالي قبلها بشهر، في تجهيزات من مأكولات ومشروبات والهدايا والتزين بشكل مميز، فلذا له شكل وطابع خاص في عاصمة الشباب والثقافة الإفريقية.
ويختلف رمضان هذا العام عن الأعوام السابقة، بسبب ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات بالكورونا، ورغم كافة الإجراءات والتحذيرات التي قدمتها الحكومة ومنع التجمعات وموائد الرحمن إلا أن الطقوس النوبية تتغلب عن كل ذلك.
-الطقوس النوبية خلال شهر رمضان
طقوس وعادات رمضانية تمتلك الجمال في الإفطار بين الأهالي النوبة، عادات وتقاليد متوارثة منها المأكولات والمشروبات نوبية لها طابع خاص، في وجبة الإفطار واللمة بين الأهالي والأقارب والأصدقاء، التي يتم أتابعها خلال شهر رمضان الكريم، والتي دائمًا ما تمتاز بطقوس تمتلك الرونق الجمالي الفريد من نوعه.
-مشروب الإبرية
يتميز الطقوس النوبية في شهر رمضان الكريم، بتقديم مشروب خاص وفريد، وهو الإبرية، وهو المشروب الذي لا يخلو منه منزل بالنوبة، ينتظر أبناء النوبة شهر رمضان بفارغ الصبر لتناول تلك المشروب، الذي يساعد في منع العطش.
ويصنع مشروب الإبرية، من خبز رقيق جِدًّا يخبز علي دوقة من الحديد، ويكسر ثم يوضع في كراتين حتى يتم استخدامه مع عصير الليمون بشكل يومي، على طاولة الطعام أثناء الإفطار.
-الأكل النوبي في رمضان
بينما المأكولات النوبية التي تشتهر بها أهالي النوبة خلال شهر رمضان الكريم، كل لم تحرص على إعداد الشهر قبلها بفترة طويلة، ورغم من التقدم التكنولوجي، حيث يعد الكايد من أشهر مأكولات رمضان عند أهل النوبة، وهي عبارة عن عجين من الدقيق والماء والذي يخبز علي دوقة من الطين أو الحديد، ليخرج رغيف كبير سميك أشبه بالقطايف الضخمة.
ويتناولا أهالي النوبة رغيف الكايد في أكل التورية، وهو عبارة عن ورق ناعم من البسلة يفرك ويؤكل مع الكايد وأحيانا يؤكل مع الأطر، علاوة علي تناوله مع العسل الأسود مع السمن البلدي على الكايد لتمثل التحلية بجانب الشعريه باللبن.
-موائد الرحمن
يحرص أبناء النوبة، في تناول وجبات العطار والإفطار خلال شهر رمضان جَمَاعِيًّا وتعد من الطقوس الرسمية والأساسية خلال الشهر المبارك، وهناك الكثير الذين يقيمون الموائد الرحمن في الشوارع وعلى الطريق السريعة، ويتم تقديم المشروبات المشهورة والمعروفة للنوبيين يتم تقديمها في الإفطار.
حرص أهالي منطقة كركر النوبية التابعة لمحافظة أسوان، منذ يومين، على إقامة مائدة الرحمن، وسط أجواء مليئة بالحب والفرحة والسرور، وتجمع الأهالي لتناول الإفطار الجماعي، رغم كافة التحذيرات والإجراءات الإحترازية والوقائية التي تتبعها الحكومة ومنظمة الصحة العالمية، إلا أن الطقوس النوبية تغلبت على الكورونا ورفعت شعار 'عاداتنا ولا نقدر نغيرها'.
واجتمع أهالي النوبة، وتناولوا وجبة الإفطار وسط لمة مليئة بالفرحة، مفترشون العصاري ويحيطهم مشروبات النوبية المشهورة في شهر رمضان ومن أهمها 'حلو المر والابريه والكركدية'، وحرصوا على ارتداء الكمامات الطبية، والنقاط صور تذكارية تجميع كبار وقيادات البلد.
ويشارك سيدات القرى، في تحضير وجبات الطعام بالتعاون مع الجيران والأصدقاء والأقارب، وكل شارع يقوم بحتضير صنف معين من الطعام بالاتفاق مع الآخرون حتى لا تتكرر الأصناف، ويخرج في شكل صواني ملونة تحمل ألوان من البهجة والسعادة التي تبهر أنظار الجميع.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
