اعلان

الحسد يقتل الوزراء وينكب كبار الشعراء في العصر الإسلامي

الحسد
الحسد
كتب : سيد محمد

يستبعد الكثير منا أن يصاب بالحسد، أو يستنكر وجود مصيبة أو مرض أو موت أحيانا بسببه، ولكن التاريخ يثبت عكس ذلك حيث تأثر الكثير من الأشخاص بالحسد، وكانت نهايتهم نهاية مأساوية، وفي هذا السياق تقدم السطور التالية المواقف التي تعرض لها عدد من الأشخاص بسبب الحسد.

جعفر البرمكي.. "وزير" قتله الحسد

لم يكن الوزير جعفر البرمكي شخصا عاديا، بل هو من نظم شرطة "بغداد"، ونجح في أعماله، حتى أنه وصل لأعلى مراتب الثقة عند الخليفة العباسي هارون الرشيد فأنابه عنه في القضاء برد المظالم، وكان هذا المركز لا يباشره إلا الخلفاء، وهكذا تعظم شأن "البَرامِكة" وصار لهم سلطانًا عظيمًا وثروا ثراءً بالغًا.

ويذكر المؤرخون عن عائلة "البَرامِكة" أنهم اشتُهروا بالسخاء والكرم وبذل الأموال للسائلين، فأحبها الناس حبًّا جمًّا، والتف الشعب حولها التفافًا لم يسبق له نظير، فأثاروا بذلك حسد كثيرين من أمراء العرب خصوصًا "آل الربيع" و"آل مزيد الشيبانى"، فتضافروا حتى أوقعوا بينهم وبين الخليفة الرشيد".

لم يمهل الرشيد البرامكة، حيث أرسل من قبض على الوزير جعفر ثم أمره بقتله، وفي الليلة نفسها أرسل من قبض على "يَحيى بن خالد" وجميع أبنائه وكل شيعته وأمر بإيداعهم السجن، ثم أرسل إلى الوُلاة أن يصادروا ممتلكات عائلة «البَرامِكة» وثرواتاه.

أبو الطيب المتنبي..طرده الحسد

كان أشهر من طالته لعنة الحسد هو الشاعر أبو الطيب المتنبي الذي كان يعيش في بلاط الأمير سيف الدولة الحمداني، وكان صديقه وحبيبه وفي نفس الوقت كان أبو فراس الحمداني شاعرا للأمير سيف الدولة اللذان كانا أبناء عمومة.

ونظرا للمكانة التي كان يحظى بها المتنبي من سيف الدولة أخذ أبو فراس، يقلل من شأن المتنبي عند سيف الدولة، حيث كلما أنشد المتنبي الشعر يتدخل أبو فراس، ويقول له أنت لا تحترم الشعر ولا تحترم الأمير أبياتك مسروقة.

ومعروف عن أبو الطيب المتنبي، بأنه هو أول شاعر كان لا يقول شعره واقفا بل وهو جالسا على كرسيه فخرا واعتزازا بنفسه، ولا يقف أمام أمير أو حاكم بل يجلس ويتكلم عكس جميع الشعراء، وذات يوم طلب سيف الدولة أن يكتب المتنبي قصيدة يمدحه فيها أمام وزرائه فكتب، حسد أبو فراس الحمداني أبو الطيب المتنبي لأنه كان يتبوأ مكانة عظيمة عند سيف الدولة الحمداني ابن عم أبو فراس الحمداني، وكان أبو فراس شاعر للأمير سيف الدولة.

وحظى المتنبي بمكانة لدى سيف الدولة الحمداني، ولهذا كان يقلل من شأن المتنبي عند سيف الدولة الحمداني، وكلما أنشد شعرا يتدخل أبو فراس ويتهمه بأنه لا يحترم الشعر ولا يحترم الأمير ويتهمه بأن أبياته مسروقة، ولذلك انتهى الحال بأن طرد سيف الدولة الحمداني المتنبي، وانتقل إلى مصر وتبدلت أحواله بعد النعمة.

في الأثر بعض الناس المشهورين بالحسد يأخذه بلعض الكارهين ليحسد فلان، فالحسد شر وهو متواجد بكثرة عند بعض الأوساط، بل يمكن أن يكون غني وحسود.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«بابا المجال».. الأهلي يضرب مازيمبي بـ «التلاتة» ويتأهل لنهائي دوري أبطال إفريقيا للمرة الخامسة على التوالي