اعلان

في عيد الفلاح.. كيف كان المصري القديم يربط تقديس المعبودات بالزراعة؟

كيف ارتبطت الزراعة عند المصري القديم بالمعبوات
كيف ارتبطت الزراعة عند المصري القديم بالمعبوات

يحتفل فلاحو ومزارعو مصر في كافة أرجائها بمناسبة العيد الـ68 لـ الفلاح المصري، حيث إن الفلاح المصري، له دور مهم في تحقيق الأمن الغذائي المصري، ويعود ذلك للمصريين القدماء وارتباطهم بـ الزراعة.

يستمر موسم الفيضان بداية من شهر يونيو وحتى سبتمبر حيث يرسب على ضفاف نهر النيل طبقة من الطمي الغنية بالمعادن المثالية لزراعة المحاصيل، وبعد انحسار مياه الفيضان يبدأ موسم النمو من شهر أكتوبر وحتى شهر فبراير ثم يحرث ويزرع المزارعون البذور في الحقول والتي كانت تروى من المصارف والقنوات حيث كان المزارعون يعتمدون على مياه النيل بشكل أولي، وفي الفترة من مارس إلى مايو تحصد المحاصيل ثم تفصل الحبوب من القش.

وقالت الدكتورة فاطمة عبد الرسول، مفتشة الآثار بالواحات البحرية، أن مصر لها تاريخ طويل في الزراعة والحصاد عند المصري القديم، حيث أن 'مصر هبة النيل' وكلمة النيل مأخوذة من اليونانية 'نايلوس' وتعني واد وفي اللغة المصرية القديمة 'إيترو' أي النهر الكبير، لذا يعد نهر النيل أطول نهر في العالم كله حيث اعتمدت الزراعة في مصر على دورة نهر النيل الذي يفيض على أراضيها كل عام.

وأضافت الدكتورة فاطمة عبد الرسول، في حديثها لـ 'أهل مصر'، أن المصريون القدماء اشتهروا بزراعة قمح ايمر والشعير وعدد كثير من المحاصيل والحبوب وهم يعدان المكونين الرئيسيين للغذاء هما الخبز وشراب الشعير، كما أنهم زرعوا الكتان لصنع الملابس، واستخدموا البردي النامي على ضفاف النيل لصنع الورق، وكان الفلاح المصري القديم يقوم بتقسيم الحقول إلى أحواض ويقوم بريها.

وتابعت في حديثها أنه تم استخدام العديد من الآلات الزراعية في الزراعة وأهمها الفأس اليدوية والمحراث وآلة تسوية الأرض وللري تم استخدام الشادوف لرفع المياه من نهر النيل أو الترعة إلى الحقول العليا والجرار وشق القنوات والترع وأقام السدود، وإذا حل موسم الحصاد ونضج الزرع عمد الفلاحون إلى الحصاد وجني المحصول في سعادة على أنغام الناي والغناء، وكان يتم حصر المحاصيل ومقاديرها لتدبير الاقتصاد القومي وتوفير الغذاء للشعب المصري طوال العام لمواجهة انخفاض النيل.

وأشارت مفتشة الآثار بالواحات البحرية، أنه لم يقتصر العمل في الحقل على الرجال فقط بل شارك فيه أيضاً النساء إلى جانب أزواجهن وأفراد أسرتهن وكذلك الأولاد والبنات خاصة أيام الحصاد، وارتبط المصري القديم بتقديس معبودات مختلفة حتى في الزراعة فعبد 'حابي' معبود النيل ومعناة السعيد أو جالب السعادة، و'أوزير' معبود الخضرة والثمار، والمعبودة 'سخمت' معبودة الحقول، والمعبودة 'رننوت' معبودة الصوامع والغلال، و المعبود 'سوكر' و 'مين' للإنتاج والوفرة، وكان مواسم البذر والحصاد مواسم وأعياد عظيمة يشارك الملك فيها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً