اعلان

فراشات تتحدى الأجهزة والعلماء وترصد تغيرات المناخ

الفراشة
الفراشة
كتب : سيد محمد

المناخ من الأمور التي تشغل بال معظم الشعوب والبلدان في العالم، وذلك لأن التغيرات الطقس تقلق الجميع، وتستمر الآلات والمراصد تحاول التقاط تلك التغيرات، ولكن كائن ضعيف من صنع الخالق، استطاع أن يقوم بهذا الدور دون جلبة أو أضواء، وهذا ما ستكشفه السطور القادمة عن دور فراشات ترصد المناخ.

كشفت جونا ريزو صاحبة كتاب حيوانات المحيط والمتخصصة في علم الأحياء، أنه يعد من الصعب تحديد تغيرات المناخ وحصرها، ولكن يمكن الاستعانة بالفراشات في هذا الأمر، ويفضل علماء الحشرات الاعتماد على الأنواع الشائعة في الفراشات (وليس النادرة أو المميزة)، من أجل متابعة ما يدور في عالم الحشرات، ذلك أن العثور على الفراشات الشائعة ورصدها ومراقبتها تعد من الأمور البسيطة، فحينما تقوم هذه الحشرات بشئ غير معتاد، فذلك يعني أن أمرا ما قد تغير في المنطقة.

الفراشةالفراشة

ويراقب فريق 'أرت شابيرو' من جامعة كاليفورنيا في ديفيس، عشرات المواقع التي تشملها هذه الدراسة المحلية، منها ما يخضع للمراقبة منذ سبعينات القرن الماضي، وتعد أجناس الفراشات الشائعة أفضل مصدر للدراسة، إذ تساعد على التمييز بين التغيرات الدائمة (مثل احترار المناخ أو فقدان الحشرات والحيوانات مواطنها البيئية)، وتلك التي تستطيع تصحيح اختلالاتها من تلقاء نفسها مع مرور الزمن (مثل شتاء بارد أو موجة جفاف عابرة)، بحسب ريزو.

الفراشة القرمزيةالفراشة القرمزية

وأكدت العالمة، أنه يبقى الانتظام هو الأساس في هذا المنحى، إذ تجمع الفراشات بيانات تفصيلية العام تلو الآخر من دون إغفال أي منها في أي وقت، وسجل اختفاء كلي لبضعة أنواع من الفراشات في بعض المناطق التي شملتها الدراسة، ولعل هذا مؤشر إلى حدوث تغير دائم في المناخ، وفي المقابل، ربما تكون الأحداث المناخية البارزة التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2012، مجرد اضطرابات عابرة في عام واحد ليس أكثر.

وأضافت ريزو، أن نوعان من الفراشات عاد إلى مدينة ديفيس خلال العام الماضي، وهما الفراشة القرمزية التي غابت عن المنطقة لمدة 30 عاما، وفراشة الغاب التي اختفت لمدة 20 عاما، وربما تكون عودتهما مرتبطة بفصل شتاء دافئ تشكلت فيه الظروف المثالية التزاوج.

WhatsApp
Telegram