اعلان

انتحار والد 3 أطفال مرضى بأسيوط لعدم قدرته على علاجهم .. قرار اتهام: كلنا مذنبون !

أطفال أسيوط المرضى
أطفال أسيوط المرضى

'فقرهم يحكي معاناتهم'.. بكلمات لا تكاد تفهم منها شيئا، يظل ثلاث اطفال ' تترواح اعمارهم8 الى 11 عاما'، طوال اليوم يصيحون ويصرخون، يكسرون وجوه كل من نظر اليهم حزنا وغبطه، فيما تحاول الام بجسدها المنهك وعينيها الجاحظتين من كثرة البكاء أن تضمهم إلى صدرها لمحاولة التخفيف من الالهم التى يزيدهما الالم مع الوقت. ليكتبوا بصراخهم قرار اتهام لنا جميعا ، لجميع من مر ورأى وسمع عن معاناة هؤلاء وأبيهم الراحل ولم يمد لهم يد العون، للجيران الذين باتوا وجارهم ليس فقط جائعا بل جائعا ومريضا، للطبيب الذي بخل على أطفال مرضى بعلاج لأنهم لا يملكون ثمن هذا العلاج ، لأقارب الأب المنتحر وأرملته البائسة الذين لم يمدوا لهم يد العون، قرار الاتهام يشمل حتى عمدة قرار هذا المنتحر وحتى خطيب المسجد القريب من مربع سكنهم الذي اكتفى بكلمات يخاطب بها السماء من فوق منبر لا يسمن ولا يغني من جوع

انتحار والد 3 أطفال يأسيوطانتحار والد 3 أطفال يأسيوط

فى محافظة أسيوط وبالاخص مركز منفلوط، يحوم ثلاثة الاطفال طوال النهار بداخل بيت لا يأوي حتى لثلاث اشخاص، يتسمع الاب عبر النافذة الى اهاتهم، وعيناه الواسعتيان يزيدهما الحزن اتساعا فى وجه شديد الشحوب، كالعادة لم يفت الزوجة وجوم زوجها، فاستبدلته بصخبة المعتادة وحركات وجلة محكومة.

في منزل الأب 'مسعود' تجد ما يعفيك عن سؤال بداية رحلة المعاناة والعلاج، إذ تبدو المئات من أنابيب المغذيات المتدلية، وعشرات الأكياس التي تحوي العلاج، مبعثرة في فناء المنزل، وفي إحدى زوايا البيت تتكدس الأكياس الصفراء والبيضاء الممتلئة بالأوراق الطبية والتقارير والفحوصات، والعلب وكراتين من العلاج المستهلك.

انتحار والد 3 أطفال يأسيوطانتحار والد 3 أطفال يأسيوط

إنه واقع ممتلئ بأوجاع أسرة تعيش سنوات الصراع مع المرض والتنقل بين أروقة المستشفيات والمراكز الطبية، بدات فصول مرض اسرة الحاج 'مسعود.ع'، عندما تدهور حالة ابنه الاكبر التي لم ينتبه إليها إلا بعد إكماله خمس سنوات او اكثر، كان قلقه على ابنه يشتته ويدفعه الى اختلاس النظر اليه بين لحظة واخري، كانت الشكوك تخوم عليه ف تزعزع احشاؤه التى كان يبتدرها عن نفسه، ويتطلع الى صغيره مستفهما فى نفسه' ايعقل ان يصاب صغيره بمرضه يعجز عنه حركاته وحتى ممارسته للهوه العادي'.

'لعلهمم مصابون بمرض وراثى'.. ترددت تلك العبارات على مسامع الاب، خاصة بعد معاناة صغيرته الثالث بنفس الاعراض والالم، كان يسارع جاهدا فى تهدئة نفسه المطوقة وهى تضرب بجناحيها مستريقة على حد السكين، فكيف لاطفال الثالثة ان يصابون بنفس المرض؟ وبفعل اثبت تلك التقاير ما جال بخاطره، مرض وراثى اصابة لعنته اطفاله 'تليف الكبد'.

ما هو مرض تليف الكبد ؟

هو مرض صعب جدا يحدث عندما يصيب الكبد ندبة. والكبد هو عضو كبير ينتمي الى الجهاز الهضمي ، يضطلع الكبد بتشكيلة واسعة من الوظائف الضرورية والحيوية لاستمرار الحياة ولبقاء الإنسان على قيدها.

عندما يصاب شخص بتليف الكبد، يحل النسيج المتليف مكان النسيج السليم فيعيق الكبد عن القيام بوظائفه بشكل طبيعي مثلا، قد يعجز الكبد عن إنتاج مواد مخثرة بالشكل الكافي، مما يصعب وقف النزيف عند حدوثه. وقد يفشل الكبد في تصفية (تنقية) السموم التي قد تتراكم في الدورة الدموية.

قد يؤدي التندّب، أيضا، إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوردة التي تنقل الدم من الأمعاء عن طريق الكبد فرط ضغط الدم وتؤدي هذه الحالة إلى حدوث نزيف حاد وخطير في الجهاز الهضمي وإلى مشاكل خطيرة أخرى.

قد يؤدي تليف الكبد الى الموت. لكن علاج تليف الكبد في مرحلة مبكرة، قد يساعد في وقف الضرر ومنع تفاقم الحالة.

'انتحار الاب'

باتت أسرة 'مسعود' المجاعة والأوبئة التي لا تنفك عنهم، ومؤخراً وباء كورونا، عزلاء بأجسام عليلة ومتهالكة، وبجيوب فارغة، إذ تعاني من العوز الذي يتفاقم يوماً بعد آخر، وليس لديها مصدر دخل تعتاش منه، ولا عائل لها سوى أب أمسى عاجزاً عن العمل، ولا حيلة لديه عدا الصلاة في سبيل شفاء ابناءه.

راح يجول للاب تلك السنوات المعاناة التي قضاها متنقلاً بين المستشفيات، كل تلك الذكريات شكلت له مصدر خوف ويأس وانتظار ما يخبئه القدر له ولعائلته.

وفى يوم مشئوم زافت عين الاب، ومالت راسه تحجب مراته المسكورة وعجزه عن سداد علاج اطفاله، وانتابته رعشه الجفتين و الزرعان انهدلتا على الجانبين، وتحركت اقدامه وئيدة ثقيلة فى فضاء صامت، كانه يعلن انتهاء تلك المعاناة، انتحر الاب وترك خلفه ثلاثة ابناء مصابون بمرض وراثى'تليف الكبد'، وزوجة تسارع الحياة بفقرها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
اليوم.. الرئيس السيسي يشهد احتفالية عيد العمال