اعلان

رغم خطة التطوير.. "كورونا" يحول أحلام صُناع "الزبيب" في الغربية إلى سراب (صور)

شنراق العنب
شنراق العنب

بعدما تصدرت إمبراطورية صناعة الزبيب وزراعة العنب بقرى شنراق والقرشية، التابعتين لمحافظة الغربية، عقب بدء خطة التطوير لتحويلهم بقرى منتجة ضمن خطة الدولة، للنهوض بالقرى المصنعة والمنتجة، وتنفس أهالي تلك القرى الصعداء، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث ضرب فيرس كورونا 'كوفيد19' موسم الصناعة فى مقتل، وذلك لأن موسم الحصاد والتصنيع يبدأ فى شهر مايو.

قال صاحب أقدم مصنع لتصنيع الزبيب ومزارع العنب بشنراق، أحمد أبوريا: 'أعمل بتلك المهنة أبا عن جد، حيث كان والدي من أكبر زارعي تكاعيب العنب، وتخصص فى زراعة أنواع بعينها وأشهرها فيليم الأحمر واسبريو الأبيض، حيث يبدأ مرحلة تصنيعها من أول شهر مايو إلى يونيو، والتي عاصرت فترة حظر التجوال على صعيد مصر بالكامل، حيث كنا نضطر لحصاد المحصول فى الصباح الباكر وتشوينه بمخازن المصانع حتى لا نكسر فترة الحظر، وهو الأمر الذى أدى لتلف كميات كبيرة من المحصول، ومراحل تصنيع الزبيب تحتاج لثمرة قوية عفية لتتحمل السلق والطبخ والتحميص، أما إذا كانت مهترئة تتسبب فى تلف كميات كبيرة، ويتخرج من ماكينات الفرز مهروسة'.

شنراق العنبشنراق العنب

وتابع 'أبو ريا': 'ثم تأتي بعدها المرحلة الثانية مباشرة والتى تمتد إلى شهر أكتوبر، حيث يتم فيها تجفيف العنب البناتى الشهير الجبلى والذى يتم جلبه من الخطاطبة ومزارع النصر بالطريق الصحراوى وهو ما حذرت منه وزارة الصحة، ووزارة التموين، وذلك خشية من انتشار فيرس كورونا، أو إصابة العاملين بمراحل التصنيع، حيث يتم فرده على أغطية بلاستيكية ومعرض لحرارة الشمس، فاضطر نا لتعديل طرق التجفيف، وهو ما حملنا أعباء أكبر وكلفنا أموال أكثر، ومازلنا فى انتظار موسم التوزيع، والتى تعد أهم مرحلة، حيث تستمر لباقى شهور العام بعد تعبئته على سيارات نقل وتسليمه للموزعين لبيعه فى السوق المحلى والخارجى'.

ولفت: إلى أنه 'رغم ما حققته المهنة من أرباح وتشغيل عدد كبير من العمالة وانتعاشه في حركة النقل والمواصلات لكن المهنة لا تزال تحتاج لاهتمام من الجهات المعنية برعاية ومساندة المصنعين لزيادة الطاقة الانتاجية وتحقيق رواج اقتصادى أكبر، وأضاف إلا أن هذا العام قتلت تلك المهنة حيث تم أغلاق السوق الخارجى والتصدير بسبب جائحة كورونا، واعتمد الصناع على السوق المحلى، والذى لم ولن يستوعب ربع الإنتاج'.

شنراق العنبشنراق العنب

وفى ذات السياق، أشار صاحب أحد مصانع الزبيب، متولي زهران: 'تعد شنراق، إمبراطورية صناعة الزبيب ومنتجات العنب بالشرق الأوسط، والمصنع والمصدر الأول لمحصول الزبيب لدول أوروبا، وشرق آسيا، وغيرها، حيث تتميز منتجاتها بالجودة العالية، ولكن في الآونة الأخيرة اصطدم الصناع والزراع والعمال بمعوقات، حدت من تقدمهم وانتاجيتهم، إلا وهى كورونا، التى قضت على مجهود العام الماضى، حيث لم يستقبل السوق المحلى فى شهر رمضان سوى نسبة ضئيلة من الإنتاجية، واضطررنا لتخزين المنتج، وهو ما زاد تكاليف الإنتاج، كما قضت على الموسم القادم بغلق التصدير، وتحمل تكاليف تطوير وتطهير وتعقيم وتقليل عدد العمال، حيث تكبدنا مئات الألوف من الجنيهات، واستدان البعض، حتى أن الكثير اضطر لإغلاق المصنع، وتاخد مقولة وكفى الله المؤمنين شر القتال، وأغلق بيته عليه'.

شنراق العنبشنراق العنب

وواصل 'زهران': 'غالبية مصانع إنتاج الزبيب تعمل بدون تراخيص كما تم تشييد العديد منها على شط ترعة بحر شبين وهي أرض ملك مديرية الري، كما لا يزال غالبية المصانع تعمل بالطرق البدائية التي عفا عليها الزمن، ويعمل أصحابها على تقنين أوضاعهم لمواجهة معوقات الزراعة والإنتاج والتصدير، حتى فاجأتهم الصحة والتموين بأجراءات جديدة تعجيزيه، فأما أن تنفذ أو تغلق، مما يدفع البعض، للعمل تحت غطاء الليل، ولكن المشكلة الأكبر هنا، أين سيتم تصريف ذلك الإنتاج'.

شنراق العنبشنراق العنب

فيما نوه محمد خضر، أحد أهالى قرية شنراق: 'تحوي قرية شنراق والقرشية أكثر من 700 مصنع، يعمل بهم الآلاف من الشباب، حيث ساهمت تلك الصناعة في الحد من البطالة، كما تحقق عائد مادي للدولة من تحصيل رسوم الضرائب والاشتراطات الأخرى، ويسعى الكثير من أصحاب المهنة إلى استخدام الآليات الحديثة في التصنيع وتكنولوجيا متقدمة لزيادة الإنتاج كما جاري دراسة فتح أسواق جديدة لهم للتصدير مع الجهات المعنية توفير عملة صعبة'، إلا أن تلك المصانع أغلق نصفها حتى الآن منذ بداية الموسم، والمتعلقة لا يعرف مصيره'.

وأكمل 'خضر': تعد قريتنا المصدر الرئيسي في مصر لإنتاج الزبيب، ويعمل بها أكثر من 7 آلاف عامل في جني وإنتاج وتوزيع الزبيب كما ينافس انتاجنا الزبيب الإيراني والهندي والأمريكي في السوق الخارجي بتصديرها لدول ليبيا والمغرب والسودان والإمارات والسعودية، ونجحنا في الحد من استيراد الزبيب حتى انخفض فى السوق المحلى بنسبة من 10 آلاف طن الى 500 طن في الموسم'.

وذكر: أنه 'رغم أهمية هذه الصناعة لكن للأسف هناك مشاكل تحاصر العديد من المصانع، حيث لا يزال يعمل معظمها بدون ترخيص مما يعرقل خطته أصحابها في تطويرها حتى تعمل بالأساليب الحديثة؛ لرفض وزارة الرى تقنين أوضاعهم رغم موافقة الجهات الأخرى على الترخيص وناشد المسؤولين بحل هذه الازمة للحفاظ على الدخل القومى، وسرعة فتح الأسواق مرة أخرى لأنقاذ ما تبقى من موسم العنب'.

شنراق العنبشنراق العنب

شنراق العنبشنراق العنب

شنراق العنبشنراق العنب

شنراق العنبشنراق العنب

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً