اعلان

عروس القليوبية "إسراء أحمد".. صدمة "الوداع" في ليلة الزفاف

عروس الجنة
عروس الجنة

'عروس الجنة'.. حلم ليلة سعيدة لم يتبقِ منها سوى فستان زفاف أبيض، معلق فوق خزانة داخل غرفة نوم، يلمس طرفه عريس ضاعت فرحته، ولم يبقِ منها سوى هذا الفستان الذى يمسح بطرفه دموع منهمرة على حبيبه، لم يمهله القدر لحظات لطالما حلما بها معًا في بيت يجمع حبهما.

هذه الغرفة والمنزل الذي تسكن فيه 'إسراء محمد'، التي كانت تستعد لزفافها من شاب بقريتها، والذى بات يشع حزنًا، ومن الألم ما يجمر القلب وسط فستانها الأبيض الذى بات معلقًا، وشاهدًا على فرحىة لم تكتملِ، وبقايا ملابس ارتدتها العروس ليلة حنتها، لم يبقِ منها سوى صور التقطتها وسط الأهل والصديقات،

عيون شاخصة بالأمس كانت هنا للتهنئة، واليوم اتشحت بالسواد، وسط الذهول الذ ألجم الألسنة ومزق القلوب.

عروسة الجنة

أصرت 'إسراء' على أن يكون فستان زفافها من داخل قريتها التي باتت تحلم به ليل نهار، كملكة متوجة ترتدى ثوبها الأبيض، وحذاء بكعب مرتفع تسير به وسط الأحبة في دلال، وطرحتها الطويلة التي تغطي رأسها حتى قدمها، تجلس على 'الكوشة' بجانب عريسها ببدلته السوداء الأنيقة ورابطة عنقه المحكمة.

هكذا كانت الأحلام تراود 'اسراء' منذ طفولتها بليلة العمر التى سترتدى فيها فستان الزفاف الأبيض الطويل، وترسم فى مخيلتها حياة وردية مع من اختاره قلبها.

'إصحي يا عروسة '.. في بيتين يتسعان للكثير من الزوار بمدينة بنها في القليوبية، توجت 'إسراء' بلقب 'عروس الجنة'، هنا في بيت تحول إلى سرادق عزاء، فسرعان ما تحولت غرفتها لمتحف أو مزار مُتناهي الصغر، يجمع مقتنيات العروسة، صور فوتوغرافية لأحداث مختلفة طيلة حياتها، وفستان أبيض وملابس أخرى تخصها، هذا ما تبقى من العروس التي غادرت الحياة قبل ساعات من زفافها.

عروسة القليوبيةوفي يوم وليلة ومن أصوات الفرح إلى سرادق عزاء كئيب، حيث الملابس السوداء القاتمة، هذا تحول منزل 'إسراء محمد'، من الفرحة والزغاريد ابتهاجًا بحفل عرسها، إلى بكاء ونحيب على رحيلها قبل حفل زفافها بساعات، نتيجة تعرضها لأزمة قلبية حادة، أودت بحياتها على الفور.

'إسراء فرشت شقتها ورسمت حنتها التى ما تزال آثارها'.. كلمات بسيطة تخرج بصعوبة من أفراد أسرتها وهم في هول وذهول، بينما هنا حبيب يسترجع شريط الذكريات، بعدما رأى زوجته محمولة على 'نعش'، فيغلبه البكاء، وقلبه يكاد ينفطر من الحسرة، وهى ممدة أمامه على مرمى بصره، يتمعن النظر إليها للمرة الأخيرة داخل كفن أبيض، بعدما كان ينتظر أن يراها بالفتسان الأبيض، يودعها بعينيه لآخر مرة، مسلمًا أمره إلى الله بعدما وضع جسدها في دار المستقر.

WhatsApp
Telegram