اعلان

محمد شهيد البلطجة فارق الحياة في يوم عودة صلاة الجمعة إلى المساجد.. وهذا آخر ما تمناه

شهيد البلطجة
شهيد البلطجة

اجتمعت فيه السمات الحميدة 'خلوق، بر بوالدته، متحملا المسئولية منذ صغره، مبتسما دائما، لا يشتكى منه أحد، صفات تتباهى بها والدة محمد خليل الشاب الذي مات غدرا، حزينة من قلبها ولكن كأنها تتغنى بأخلاق ولدها في سرادق العزاء.

فى منزل يخيم عليه الحزن والألم تتقبل أسرة محمد خليل الشاب الذى توفى نتيجة حريق بمكتبة بحى الزهور العزاء فيه، الألم يعتصر الأم المكلومة التى لا تستطيع الحديث فقلبها لا يحمل سوى الحزن والحسرة وحالة من الزهد تتغلب عليها فقدان أغلى من عندها ابنها البار بها الذى تربى يتيما فقد توفى والده وعمره 6 سنوات وله شقيقان، ثلاثة أبناء تربوا من معاش والدهم الذي كان يعمل موظفا بحي المناخ وتوفي منذ عشرين عاما لتصبح الزوجة هى الأم والأب لثلاثة أبناء، الابن الأكبر تزوج وأصبح يحمل مسئولية أسرة أخرى ولتلقى المسؤلية الكبرى على كاهل محمد الابن الاوسط الذى يبلغ من العمر 27 عاما والحاصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية أراد أن يعين نفسه و اسرته على مواجهة الحياة الاقتصادية الصعبة فبعد ان انهى تعليمه فكر ماذا يعمل ؟ فعمل فى احدى مصانع الاستثمار.

محمد الذى توفى نتيجة الغدر محمد الذى توفى نتيجة الغدر

و لم يكتفى بذلك فاراد ان يلحق بعمل اخر فى الفترة الصباحية فعمل عند احد اقاربه بمكتبة بل أنه نظرا لحسن اخلاقه و امانته اختاره أحد الأقارب ليتولى العمل بمكتبته لأنه 'امينا' و لم يعلم محمد ان اختياره كان له حكمة من عند الله و لم يمر شهرا إلا و كانت هناك بعض المشاكل بين صاحب المكتبة وشخص يسكن بجواره فى الحى الاماراتى بجنوب بورسعيد فحرض هذا الشخص شاب اخر يبلغ من العمر عشرون عاما فذهب فى وضح النهار الى مكان المكتبة وتوجه إليها وقام بسكب بنزين فيها وأشعل النيران وفى تلك التوقيت كان محمد خليل الشاب الخلوق بداخل مخزن المكتبة يقوم بترتيبه وطفل صغير ابن صاحب المكتبة عمره 12 عاما كان نائما فى المخزن.

جنازته تشهد على اخلاقه ..قالها احد الجيرانجنازته تشهد على اخلاقه ..قالها احد الجيران

و تختلف الحكايات ما ان كان محمد بعد ان رأى النيران تشتعل فى المكان فلم يريد الخروج الا و الطفل معه و حيث انه كان يعانى من حساسية الصدر فوقع مغشيا عليه من ضيق النفس ليأتى و بعد الانتهاء من عملية الاطفاء و بعدها يغلق باب المكتبة ولا احد يعلم ان محمد و الطفل الصغير معه بالداخل و تمر ساعة و نصف ليفتح صاحب المكتبة المحل ليشعر بحركة و يفاجىء بوجود ابنه و محمد فى المخزن فى حالة اختناق و بعدها يتم نقلهما الى المستشفى تمر الساعات و يعود الطفل الصغير الى الحياة مرة اخرى يتنفس من جديد انها ارداة الله و لكن يظل محمد الشاب الخلوق الذى لا يترك فرضا من فرائض الصلاة و الذى كان صائما فى نفس يوم الحادث بين يدى خالقه و تفارقه الحياة بل يفارق هو الحياة تاركا الما كبيرا لكل من حوله والدته ، اخواته ، اقاربه ، اصدقائه ، وجيرانه.

التقت أهل مصر بأقارب وأصدقاء الشاب الخلوق الذى توفى نتيجة الغدر والبلطجة كما يقول اصدقائه نظرا للحالة السيئة التى تعانى منها والدته واخواته حزنا على وفاته غدرا وبلا ذنب.

جنازته شهيدة على اخلاقه كما يقول أحد الجيران جاء الى الجنازة كل من يعرف محمد بل و من لا يعرفه ليكون مشهد مهيب لم نستطيع نصويره لاننا كنا نودع الغالى و اللى يحبه ربنا 'بيحبب فيه خلقه'

ابن خالته : فقدت اغلى  و اطيب اخ فى الدنياابن خالته : فقدت اغلى و اطيب اخ فى الدنيا

يقول محمد بهنا ابن خالته لقد استخرجت تصاريح الدفن و ذهبت بها الى خالتى لتقول لى هل هذا هو تصريح فرح محمد ابنى و تبكى بل انها تحتضن ملابسه و تاتى بساعة يد كان قد قام محمد بشرائها عن طريق احد اصدقائه من السعودية و يحتفظ بها ليقوم بشراء بدلة العرس مع الساعة , يصف ابن خالته حال والدة محمد التى تدمى لها القلوب فيقول ليصبرها الله على فراق احن ولد لها الذى كان يستيقظ مبكرا و قبل نزوله للعمل يقبل راسها و يحضر الدواء ليساعدها فى تناوله و يبحث فى الادوية الخاصة بها ليعرف ما هو الدواء الذى اوشك على الانتهاء ليشتريه.

ويقول أحد اصدقائه اننى لم اصدق ان محمد قد مات نعم الموت علينا حق ولكن الفراق صعب واعتقد ان محمد كان مختلفا عنا وكأنه 'ابن موت' فليس بغريب ان اقول انه 'ملاك' كان ينتظر ان تعود صلاة الجمعة للمساجد بعد توقفها خمسة اشهر وفى اليوم الذى عادت فيه يكون قد فارق الحياة ، وجهه مبتسم دائما يحفظ القرآن ويبر بوالدته انها صفات الملائكة.

ويطالب أصدقاء محمد خليل بضرورة معاقبة الجانى الذى تم القبض عليه هو و من حرضه ولابد أن يكون أشد عقاب لانهما تسببا فى إزهاق روح بريئة وأن ما قاموا به ما هو إلا بلطجة ولابد وأن يعاقبوا عليها اشد العقاب.. لينتهى الحديث عند السرادق الموجود باسفل منزل الضحية والذى اكتظ بالمعزيين من الأهل والاصدقاء والجيران ليؤكد هذا المشهد ايضا انهم جميعا افتقدوا عزيزا غاليا.

WhatsApp
Telegram