اعلان

العادات المتوارثة والزواج المبكر والتسرب من التعليم.. أسباب وراء مشكلة الانفجار السكاني في البحيرة

الزيادة السكانية بالبحيرة
الزيادة السكانية بالبحيرة

تشهد عدة مراكز بمحافظة البحيرة، ارتفاعا في نسبة المواليد بها إثر ارتفاع نسبة التسرب من التعليم منذ الصغر، الأمر الذي انعكس بدوره على غياب الوعي المجتمعي بالمشكلة السكانية والحد من زيادتها.

وتشير بعض الإحصاءات السكانية التي أجراها المجلس القومى للسكان ووحدة السكان بالبحيرة، إلى ارتفاع نسبة المواليد بمراكز أبو المطامير، وحوش عيسى، ووادي النطرون، نظرا لتسرب الفتيات من التعليم وإقبال الأهالي على زواجهن في سن مبكر، فيما ترتفع لديهم القدرة على الإنجاب وزيادة العمر الإنجابي لهن.

وترجع ارتفاع نسب المواليد بتلك المراكز نظرا لسيطرة طابع البدو لديهم، والذي يتميز بعزوف الأهالي عن التعليم ومنع الاختلاط من خلال المدارس، وقدومهم على زواج الإناث والذكور في سن مبكر.

كما أن تلك المناطق تعتمد على بعض الموروثات والمعتقدات، التي تشمل كثرة الإنجاب باعتبارهم "عزوة وسند لذويهم"، وكذلك المساندة في تولي الإنفاق عليهم منذ الصغر من خلال العمل في العديد من الحرف التي تشتهر بها تلك المراكز.

وتشير نوال زكي، إحدى قانطات حوش عيسى أنها أُجبرت على ترك التعليم منذ المرحلة الإعدادية، زعما من ذويها أنها أصبحت على قدر كاف منه يؤهلها لتعليم أبنائها، وتزوجت من أحد أنباء عمومتها في سن الـ 16.

و أضافت زكي أن تلك الدوافع غير صحيحة، كونها تحرم الأنثى من ممارسة حياتها وحصولها على القسط الكافي من التعليم، مشيرة إلى أن تلك الممارسات تؤثر بصورة عكسية على تربية أطفالها، متسائلة كيف لسيدة حرمت من حقوقها أن تساعد أطفالها في الحصول على حقوقهم.

فيما أوضحت عفاف شلبي، إحدى سيدات مركز أبو المطامير أنها تخلت عن تعليمها، مقابل مساندة أهلها في الإنفاق عليهم منذ سن العاشرة، و دفعتها الظروف المعيشية إلى الزواج في سن الـ 15، تخفيفا على كاهل أهلها للتخلص من أعباء حياتها.\

ولفتت شلبي أن زوجها ممن يفضلون كثرة الإنجاب، وأنها سعت جاهدة لتغيير أفكاه عن هذا الأمر، مضيفة أنها واجهت صعوبات شديدة من أجل تحقيق ذلك الأمر إلا أنها نجحت في تنفيذه.

وأشار اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، أن مشكلة القضية السكانية انخفضت بشكل ملحوظ في المحافظة، حيث تراجع معدل النمو السكاني من 2% إلى 1.6% ومعدل المواليد من 28% إلى 21.8%، لتحتل البحيرة الترتيب الأول على مستوى الجمهورية من حيث نسب الحماية المحققة.

كان محافظ البحيرة قد أعلن في وقت سابق عن مسابقة بين المدن وقدر لها مبلع 100 ألف جنيه، لأكثر مركز يحقق أفضل النسب في انخفاض الإنجاب هذا العام، من خلال حملات التوعية الصحية التي تنفذها الجهات المعنية داخل المركز.

وأشار الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحه للسكان، إلى أن محافظة البحيرة تعد من المحافظات الرائدة فى مجال التعامل مع القضية السكانية، وأن ما تحقق خلال 4 سنوات، يفوق ما كان يتحقق خلال 20 عامًا، من حيث تحسين الخصائص السكانية وانخفاض معدلات المواليد، وكذلك خفض معدلات البطالة من 11.8% إلى 7% ونسب الأمية من 37.1% الى 31.2%.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً